facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرئيس بوش .. رهين المحبسين


عدنان الروسان
13-03-2007 02:00 AM

إذا لم تكن الولايات المتحدة هي التي اقترحت على حكومة المالكي فكرة مؤتمر بغداد الذي يضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة الى دول الجوار العراقي بما فيها سوريا وإيران ، فإن سرعتها الفائقة في الموافقة على الفكرة وتبنيها وحض الدول على الحضور والقبول بالجلوس على طاولة واحدة مع دول محور الشر لايمكن أن يفسر إلا أنه هرولة أمريكية مبتذلة جدا في قاموس السياسة الدولية .
وإذا أخذنا بعين الإعتبار دفع الإدارة ألأمريكية للسعودية بالإتصال مع إيران واستقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد استقبالا حارا في الرياض ، ودفع سعد الحريري لمقابلة نبيه بري في بيروت ، وتخفيف حدة اللهجة ضد سوريا ، ثم غض الطرف عن أبو مازن للإتفاق مع حماس في شأن الحكومة الفلسطينية ، فإننا سندرك بكل بساطة أن المأزق الأمريكي في المنطقة قد وصل إلى حد من التفاقم بحيث أنه علق في عنق الزجاجة وباتت الخيارات الأمريكية قليلة جدا أو معدومة ، خاصة وأن الديمقراطيين قد أحكموا حصارهم على الإدارة الجمهورية تماما وبات الرئيس بوش رهين المحبسين ، الكونغرس والعراق .
الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق والتي لم تحقق تقدما يذكر بعد مرور خمسة وعشرين يوما وحشد خمسة وثمانين الف جندي في شوارع بغداد ، بدأت تلقي بظلالها على الشارع السياسي في واشنطن ، وقد صدرت الأوامر من صناع القرار في الخارجية والبنتاغون إلى المعنيين بإعداد الدراسات والخطط لإنسحاب عسكري أمريكي من العراق قد يقع في أي لحظة ولا نستبعد أن يكون خلال الربيع الحالي وتحت عنوان إعادة الإنتشار لحفظ ماء الوجه أمام الشارع الأمريكي ودول العالم التي تتفرج على المشهد العراقي مشدوهة من مقدار العجز الأمريكي على الفعل ، وإنتقال المبادرة إلى أيدي المقاومة العراقية واكتفاء القوات الأمريكية بردود الأفعال فقط .
ليس هناك سيناريوهات لايمكن أن يلجأ اليها الرئيس الأمريكي في لحظات يأسه ، ففي ظل انتفاء الخيارات الأخرى فإن الإدارة قد تلجأ الى خيارات الدفع بالمنطقة الى حافة الهاوية ، وقد تلجأ الى إغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لإثارة الشارع الفلسطيني وإلهائه بالخلافات الداخلية وإغراق الفلسطينيين بالدماء الفلسطينية ، أو إثارة الشارع اللبناني في قتال داخلي وإعادة لبنان الى نقطة الصفر اونقطة عين الرمانة ، وقد يمتد الحريق الأمريكي ليشمل إغراق مناطق أخرى من العالم العربي وبالتالي تقوم القوات الأمريكية بالإنسحاب تحت ستار الدخان المتصاعد من كل هذه البؤر المتفجرة .
لقد تمكنت الولايات المتحدة من خلق إرهاب يعم العالم بواسطة الحماقات التي ارتكبتها في المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة ، وهي الأن تقوم بعملية استيلاد تيارات أخرى أكثر عنفا وأكثر تطرفا ، لقد نجح الرئيس الأمريكي نجاحا كبيرا في توريط بلاده في حقبة طويلة من الزمن من المعاناة ولا يبدو أنه سيكون قادرا على معالجة هذا الحريق الكبير الذي يبدو أنه لن ينطفيء قبل أن يحرق الأصابع الأمريكية بلهيبه المستعر .
الأشهر القليلة القادمة وربما الأسابيع القليلة القادمة ستحمل في طياتها الكثير من العنف أو الكثير من التراجع الأمريكي وكلا الأمرين سيكون فشلا ذريعا للسياسات الأمريكية في المنطقة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :