facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكلمات بكماء .. والصمت أبلغ أمام هذه الدماء

13-02-2015 06:35 AM

هبة جوهر

اعذروني، فلم تعد سرعة الالتقاط تناسب رياح التغيير والدمار والأخبار العاجلة وغير العاجلة، أركض بكل ما امتلك من قوة بين محطات التلفزة دون أن أستطيع ملاحقة المجريات، فلا أسمع إلا صوت اللهث الذي يُطبق على جميع الأفكار والالتقاطات، ويجمد الحروف.

ماذا سأكتب عن تسريب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واعتماد فضائية إخبارية تُعتبر الأقوى في الوطن العربي على تسجيل غير واضح لا يحتوي أي معلومة جديدة، ماذا سأكتب حينما تحتل تلك التسريبات بـ"هاشتاغ" مراتب متقدمة في التغريدات على موقع "تويتر"، وحينما ينتشر ذلك "السبق" أكثر من انتشار مقتل 22 شخصا قبيل مباراة كرة قدم.

ما الذي يمكن أن يقال عن تغطية المحطات مهما كانت بالغة في "الأنسنة" عن أسر أصغر فلسطينية، ما التعبير الأكثر صدقا أمام أعوامها التي لم تعانق الخامسة عشرة، وما الوصف الذي يترجم نفس واحد من أنفاس والديها، وأحلام الطفلة الضائعة أمام بساتين الزهور التي تلجأ إليها بعد انتهاء الدوام المدرسي، أمام الطفولة الضائعة خلف قضبان القهر والظلم ما الوصف الأدق مهما تطورت الصورة واللغة، ملاك أنا صغيرة جدا أمامك.

لا يعني التلفزيونات إلا الربح سياسيا أو تجاريا، فهي لا ترى من الدموع إلا قصة إخبارية تضمن نسب مشاهدة أعلى، وحرقة الثكالى تثير التعابير الجذابة وتزيد من متانة اللغة وجمال التعبير وتدفع المتلقي للانسياق خلف الرسائل المبطنة والظاهرة في التقارير الإخبارية، وبالتالي حصد الجوائز في فنادق الخمسة نجوم البعيدة عن آهات كل القصص الإخبارية.
جميع القصص الإخبارية التي تحكي عن وجع العراق، وتحاول تفسير ما يجري، وتوقع ما يمكن أن يحصل، لا يمكن أن تنقل معنى تحطم أحلام جيل كامل على أبواب بغداد عام 2003، أين الكاميرات التي التقطت صور وجوهنا يوم استيقظنا على خبر "سقوط بغداد"، وما تنقله الكاميرات اليوم ما هو إلا جزء من هول الصدمة التي أصبنا بها في ذلك اليوم.

حينما تخرج تنهيدة ألم كلما جاءت نسمة جميلة في سهراتنا فتذكرنا ليالي سوريا من الذي يلتقطها وأين الكاميرات، أين الكلمات التي تعكس حجم الخسارة التي التقطها الجمهور كلما حاول الابتعاد عن القنوات الإخبارية ولجأ إلى الدراما السورية التي لم تعد موجودة، ما الطريقة الصحافية الممكنة التي تنقل رائحة المطر في دمشق؟!

في حالة الترقب وأمام كل هذه المعطيات وضعف التحليل وقلة الحيلة، أمام هذا الموت والألم يصغر الكلام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :