facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جدلية المواطنة و الهوية و العقيدة


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
19-02-2015 08:27 PM

توالت على منطقتنا الاحداث و الصراعات بدون توقف و لكن الملفت هو تبدل الاصطفافات و عدم الوصول الى صيغه محدده او ثقافه جامعه للشعوب العربيه او حتى المكونات داخل الدوله الواحده. بينما حكم الصراع العربي الصهيوني الاصطفافات لفتره من الزمن نجد ان العشرين سنه الاخيره كانت البوصله فيها تائهه و بدون مشاريع مستقبليه واضحة المعالم.

عند النظر مليا نجد ان صراع المواطنه و الهويه هو سبب رئيسي و اساسي في التشتت و عدم الوصول لتصالح مع الذات و مع الدوله و النظام السياسي بحيث اصبح هذا الصراع ليس فقط مشكله عربيه و اسلاميه و لكن جزء من مشاكل الجاليات العربيه و المسلمه التي تعيش في الغرب. لفهم اعمق للمشكله لا بد من تفكيكها و تعريف بعض المصطلحات باسلوب مبسط:

المواطنه تستدعي وجود وطن بمنطقه جغرافيه محدده (دوله) و عقد سياسي بين المجتمع بافراده و نظام الحكم مع تفاعليه و مشاركه من الافراد بالواجبات و الحقوق و الحريه ضمن سقف قوانين الوطن.
الوطنيه فهي حاظنه للمواطنه و هي شعور و احساس عميق بالولاء و الانتماء للوطن يترجم بالقول و الفعل الايجابي الذي يخدم الوطن دون حسابات المغانم و المغارم.

الجنسيه لا تختلف عن المواطنه و لكن لا بد من ممارسة المواطنه لتكتمل و الا اصبحت وثيقه انتهازيه يبحث اصحابها عن المغانم دون المساهمه و التشاركيه و الفائده و الافاده.

الهوية فهي المشترك بين الافراد او الجماعات من الدين او المذهب او اللغه او العادات و التاريخ و التقاليد او الاصول او المنابت او الثقافه و بالتالي فان الهويه اطار متعدد ينتمي اليه الافراد او الجماعات مثل مسلم-مسيحي, سني-شيعي, بدوي-فلاح-حضري, عربي-كردي-شركسي-امازيغي و حتى القبيله تعتبر نوع من الهويه شمري-عنزي-صخري-تميمي الى اخر هذه التقسيمات.

لقد وصل الغرب الى صيغه مقبوله حدد بها الاوطان بحدود جغرافيه محدده (وطن-مواطنه) و عمقت الشعور بالوطنيه و علا بذلك الشعور بالمواطنه على الهويه. كندا مثلا فيها هويات لغويه (فرنسي-انجليزي) و دينيه و سويسرا مثلا (الماني-فرنسي) و لكن المواطنه تعلو على الهويات الفرعيه.

برغم مرور سنوات طويله على تشكيل الدوله القطريه العربيه ما زالت مثل هذه القضايا لم تحسم و من اهم القضايا من يعلو الرابطه الوطنيه ام الرابطه الدينيه, الرابطه الوطنيه ام رابطة الاصول و اللغه. لن نخوض الان في الاسباب و لكن بالتاكيد ان عدم الحسم يشكل خطرا على الامه العربيه و دولها و مستقبلها.
تبلور وجود اشارات مبكره لهذا الصراع مثل موقف الاحزاب الشيوعيه العربيه من القضيه الفلسطينيه في الاربعينيات بناءا على هويته مخالفا مواطنته حتى في فلسطين نفسها جوهر الصراع. لكن هذا الصراع اخذ منحى اخطر بعد الثورة الايرانيه و اقرار ولاية الفقيه و صبغها بنوع من القدسيه و التي جعلت الهوية المذهبية تعلو على المواطنه فجزء كبير من الشيعه الان في العراق و لبنان و البحرين و باقي الدول العربيه اصبحوا في صف المصالح المذهبيه حتى لو اصطدمت بمصالح الوطن او الهوية العربيه.

كما اخذ يطفو على السطح صراع هوية العقيده السنيه مع المواطنه في الدول العربيه فالرابطه الدينيه بمفهومها العربي لا تؤمن بالدوله القطريه و بالتالي ستصل الى صدام حتمي مع المؤسسات الوطنيه سواءا عسكريه او امنيه او حكوميه او انظمة حكم. لكن الهوية السنيه ما زالت جماعات و احزاب و تيارات تحاول احتكارها لنفسها و الغاء الاخر فمن هو ممثل الهوية السنيه, أهو الاخوان ام السلفيين ام الازهر ام دوائر الافتاء ام القاعده ام داعش ام احزاب الاسلام الوسطيه. و هنا مكمن الخطر و هو عدم وجود رؤية واضحة متصالحة مع الذات عند مكونات الشعب العربي. و استمرار الصراع قد يفقد الامه العربي جزء مهم من بنيتها و تركيبتها التي تعودنا عليها و يحولها مستقبلا لا سمح الله الى دول ميليشيات تصغر و تكبر حسب الهويات و الهويات الاصغر.

لذلك فان هنالك مسؤولية كبرى امام الانظمه و الاعلام و النخب و العلماء و الفقهاء و تخليهم عنها يعتبر خطيئه و ليس خطأ. السؤال الاول هو كيف نوحد المرجعيه السنيه العربيه بدون صدام بين التيارات المؤمنه بالحوار السياسي. السؤال الثاني كيف نصل الى نوع من المصالحه بين الهوية و المواطنه حتى لو كانت مصالحه جزئيه و تركيا مثالا مواطنه تركية بهوية تركيه بمرجعيه اسلاميه.

السؤال الثالث كيف نعيد الجزء الاكبر من العرب الشيعه المؤمنيين بعروبتهم الى الحضن العربي. السؤال الرابع كيف نعيد و نمنع الصدام بين الهوية العربيه و الاسلاميه مع الاقليات التي تعيش و ترغب بالتعايش داخل الامه العربيه. من يدق الجرس و يدعو الى مؤتمر موسع برساله توافقيه و حازمه في نفس الوقت تحصن الامه و تصل الى رساله مرجعية اشبه بحلف الفضول.

د. هيثم العقيلي المقابله
جامعة العلوم و التكنولوجيا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :