facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليفني في الدوحة: المفرد .. بصيغة الجمع


عريب الرنتاوي
16-04-2008 03:00 AM

حرصت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ، ومن على منبر الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة ، على تلقين العرب دروسا في الأولويات ، وأولويات الأمن القومي كما رسمتها ضابطة الموساد السابقة ، تتجلى في التصدي لخطر الحلف الإيراني - الحمساوي ، إن جازت النسبة والتعبير ، فإسرائيل كما قالت سيدة الدبلوماسية والاستخبارات معا ، لم تخرج من قائمة الأعداء فحسب ، بل واستحقت عضوية نادي أصدقاء الأمة العربية وأشقائها ، حيث بات بمقدور أي مسئول عربي أو إسرائيلي بعد اليوم ، أن يقول "نحن" ، والـ"نحن" هذه تشملنا عربا وإسرائيليين ، ضد "الآخر" أو "الآخرين" الذين هم أركان "محور الشر" إياه ، تماما مثلما فعلت وزيرة الخارجية عندما تحدثت من الدوحة بصيغة الجمع.

لا يهم إن كانت السيدة قد اغتسلت من دماء أطفال غزة قبل أن تصل إلى الدوحة أم لا ، ولا يهم إن كانت الشريك الأكثر فاعلية في عمليات سلب الأرض ونهب الحقوق في الضفة والقدس والمقدسات أم الشريك الأقل فاعلية في ائتلاف الحاكم ، فلا أحد من العرب عاد يسأل مثل هذه الأسئلة "التافهة" ، طالما أن ديمقراطيتنا وتنميتنا وتجارتنا الحرة ، بل وحتى بقائنا في مقاعدنا ، قد أصبحت جميعها عناوين معلقة على شرط "تطبيعنا" مع إسرائيل ، لكأنه لا قيمة لنا بذاتنا ، بل بدرجة الرضا التي نسجلها على المقياس الإسرائيلي.

زيارة ليفني للدوحة لا معنى لها أبدا ، لا من حيث المغزى والموضوع ولا من حيث التوقيت ، وهي هدية مجانية تقدم لإسرائيل وحكومة أولمرت بين عدوانيين متتاليين على الشعب الفلسطيني: "الشتاء الحار" الذي انقضى من دون أن تندمل جراحاتها ، و"الصيف القائظ" الذي يقرع أبواب قطاع غزة المحاصر ، ويتوعده بمحرقة نازية جديدة ، وهي تأتي بالضد من منطوق مبادرة السلام العربية وفلسفتها التي علقت التطبيع على شرط السلام والانسحاب وإعادة الحقوق.

ليفني الشريك في قمع الفلسطينيين وتقتليهم ومصادرة حقوقهم واحتجاز 11 ألفا منهم ، ليفني التي تفرض حكومتها أشد العقوبات الجماعية على الفلسطينيين وتمنع حركتهم وتجارتهم وتتسبب في إعاقة تنميتهم وخراب اقتصادهم وبناهم التحتية ، ليفني هذه تأتي إلى الدوحة لتتحدث عن الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة ، فأي "مسخرة" هذه ؟،

لو أن للديمقراطية والحرية مطرحا في إسرائيل ، لأنهت احتلالها للأرض والشعب وأوقفت ممارساتها العنصرية والنازية بحق أبنائه ومدنييه ، ولو أن للديمقراطية مطرح في الدوحة ، لكانت اليوم بصدد مراجعة سجل علاقاتها بالدولة العبرية كما فعلت موريتانيا (الديمقراطية حقا) التي قررت في توقيت متزامن - وبالصدفة طبعا - مراجعة علاقاتها الموروثة مع إسرائيل.

الديمقراطية في المعطى الراهن ، لا تنتج تطبيعا مع إسرائيل ، فالرأي العام العربي حانق على الاحتلال وجرائمه التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب ، وهي - الديمقراطية - لا يمكن أن تكون ستارا لتسويق ليفني أو البحث عن "صكوك غفران" و"تأشيرات دخول" لأدوار مسرحية أقرب إلى التهريج منها إلى "الأدوار الإقليمية" المنشودة ، ودليلنا على ما نقول الاستطلاع الذي أجرته جامعة ميريلاند ومؤسسة جيمس زغبي في ست دول عربية ، والذي أظهرت نتائجه المنشورة بالأمس ، أن غالبية ساحقة من الرأي العام العربي ، تحتفظ بنظرة سلبية للولايات المتحدة وحلفائها ، ولا ترى في إيران عدوا لها ، وأن غالبية معتبرة من مواطني هذه الدول ، تؤيد حماس مقابل فتح ، وحزب الله مقابل ائتلاف 14 آذار ، بخلاف ما ذهبت إليه السيدة ليفني في احتفالية الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة ، والتي ذكرتنا بالاحتفالية التي خص بها معرض باريس للكتاب لدولة الاحتلال والاستيطان ، والتي قوبلت بالسخط والاستنكار والمقاطعة من قبل معظم الأوساط الثقافية والفكرية والإعلامية والسياسية العربية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :