facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شطحة خارج الزمان ..


د. صبري ربيحات
21-02-2015 07:34 PM

ماذا لو جاءت جنى على مملكة الانباط...او لو استقبلها الرومان او حتى الاتراك...

اظن أن الجميع سيستقبلونها بالفرح...ويذبحون القرابين...بالتأكيد سيؤمنون مواشيهم في الكهوف..وسيتأكدون من أن القنوات المؤدية الى ابار الجمع والبرك والغدران مفتوحة...اظن ان اراضيهم ستكون محروثة ومبذورة...وغذاء الاسر والعسكر سيكون من الخوابي التي حفظت مؤونتهم لسنوات...

بالتأكيد سيكون مزاج الامة فرحا وابتهاجا لان عيون المياه ستتفجر ..والارض ستكون اكثر خصبا.. والمراعي اكثر حمولة والعيش اكثر رغدا...وزير زراعتهم سيكون هو الموجه والمتحدث والمستشار...لن تعطل القوى العاملة في بلاد الانباط... ولن يرتدي وزراء دولتهم الحطات الحمراء وينتشرون امام الكاميرات ...فسيسعدهم ان الابار ستمتلئ لهذا العام...والاغنام ستتوالد ربما ولادتين. وسيكون العنب والتين اكثر جودة في ام القطين والبلقاء وبصيرا...

لا اظن انهم كانوا يجيدون فنون التنبؤ الجوي فلم يكن محمد الشاكر قد ولد...ومحمد سماوي ..والمومني وال خطاب كانا خارج سجلات الخدمة في دولة الانباط.... اليوم القت السماء اكثر من 25% من المعدلات السنوية للامطار.. ولامسنا حاجز ال90% من معدل الهطول السنوي قبل ان ينتهي شباط...ولا ادري هل نعرف كم من الاراضي الصالحة للزراعة الحقلية زرعت...وكم من الجهد بذل لحث الناس على الزراعة.

لا احد منا يعرف اسماء الوزراء الذين انتشروا ليتأكدوا من وصول الكهرباء للطفيلة...ولا نصوص تصريحاتهم التي حييوا فيها اهل الطفيلة الطيبين مع ان الكهرباء مقطوعة ولا احد منهم رائ مدى حرقة الوزير عليهم..
الانباط كانوا يتجنبون الجبال في رحلات الشتاء فيتوجهون من الشمال الى الجنوب عبر ممرات صحراوية تصل بين ام الجمال وام القطين ومدائن صالح والبتراء والازرق من غير أن يتورطوا بالمرور من رأس منيف وثغرة عصفور والرشادية التي تصلح كممرات صيفية...

الاتراك بنو احواضا مائية سطحية لتخدم مراكز الشرطة في بلدات بلاد الشام. بركة الجيزة ...والقسطل وسد السلطان وبركة معان وابار المراكز التي وفرت المياه للسلطات العثمانية الحاكمة كانت احدى استراتيجيات الامن المائي....

السماء اكثر عدل والفقراء والفلاحين يسعدون بالمطر ويفرحون بالثلج الذي يعكس رضا السماء ووعد الخير..ويحررهم من الحاجة والاستدعاء والرجاء...

قد ينغص تساقط الثلوج عيش المترفين فيحرمهم من التجوال بسياراتهم .. ويحد من سهراتهم ويؤجل حفلات اعياد ميلاد صديقاتهم ...ويؤخر دفعات الكمسيون وصفقات البيع والسمسرة لكنه ورغم كل هذه الخطايا سيحسن النظام البيئي ويغسل اوساخ الارض فستجري السيول التي توقفت وتنبت الشجيرات التي جفت اغصانها وستتدفق عيون الماء التي توقف عن ورودها الرعاة والفلاحين وسيتغذي مخزون الابار ..ويجبر افراد الاسرة الى الجلوس معا والحديث في القضايا التي تأجل بحثها لانشغالات الاباء وتكرار تضارب مواعيد الجميع.

في الربيع القادم سيعود اللحم الى مذاقه البلدي.. وستفرعن شجيرات الشيح والقيسوم...وسيستبشر بعض الزراع الذين جففوا اشجارهم من قلة الهطول.....ستستعيد النسوة اللواتي احترفن صناعة الجميد الزهو بمنتجاتهن التي ستتطيب برحيق الاعشاب التي كانت تتلاشى في سنوات الجفاف قبل ان تحول براعمها الى اوراق..وقبل ان تتفتح لتتحول ازهارها الى غذاء للقطعان التي اعتدنا على تمييز مذاق منتجاتها في الايام السابقة على حصولها على ارقام الاعلاف الحكومية وانفتاحها على القطعان الرومانية والاسترالية والسودانية.

تخيلوا لو اطلت علينا ارواح الانباط والغساسنة والرومان والادوميون هذه الايام ليروا اننا نتوقف عن العمل قبل ان تسقط الامطار او تتشكل الغيوم ...ويتحول الجميع الى جيش غايته التصدي للجبهة.."الهوائية "وكأنها خصم او عدو.

في زماننا اصبح للامطار والثلوج معنى جديد...فهي لم تعد الحل ﻻزماتنا كما كان يظن الغابرون ويظن اباؤنا...فقد اصبح الحل في يد الجهات الدائنة والشركاء الاستراتيجيين..





  • 1 ياسر مسلم ابوسليم 21-02-2015 | 08:08 PM

    كلام جميل جدا. ...وله طعم كنكهة الطبيعة البكر التي لم تفض بكارتها بعبث المتصنعين واصحاب التحضر السطحي الخالي من الروح

  • 2 د. علي الرواشده 21-02-2015 | 08:15 PM

    اثني عليك واشكرك على هذا الشعور ولاحساس النابعين من قلب صادق، واسمح لي ان اقول ان امثال السماسرة الذين يرقصون على جراحات المظلومين والفقراء ما عرفوا اجدادنا وابائنا الذين حرثوا الارض عفيرا، واتكلوا على ربهم فجاءت المنخفضات الجوية تصب عليهم الخير صبا، فما عطلوا انفسهم ، والله يعين يا دكتور صبري على الحال

  • 3 الحمد لله على نعمه 21-02-2015 | 08:40 PM

    د.صبري الله يعطيك العافية ابدعت وصورت المنظر بصورته الحقيقية
    للاسف هذا واقعنا المرير فلم يتبقى ارض تصلح للزراعة الا واقيمت عليها بناية او ما شابه لم يعد الاهتمام بالزراعه كما كان لذلك اصبحت نعمه السماء نقمه للبعض

  • 4 احمد العبادي 21-02-2015 | 09:02 PM

    سيدي الدكتور صبري الف تحيه وتقدير لشخصكم الكريم وقد استذكرت كيف كان رحمة والدي واقاربي يحتفلون ويبنهجون في مثل هذه اللزبات حيث كنا نتلذذ بمنظر الثلوج والسيول ومايتبعها من اخضرار الارض واكل لحم الخراف وخبز القمح والزيت والبرغل و و و طيعا هذا كان قبل ان تتحول اراضينا الى مدن ونصبح بشرا من كرتون

  • 5 علي محمد اعمر العضايله 21-02-2015 | 11:26 PM

    ابدعت معالي د. صبري بهذه المفاله الرائعه

  • 6 مهند عبيدات 21-02-2015 | 11:30 PM

    كلام جميل من شخصية تحب بلدها لقد وضعت يدك عل الجرح لقد تغيرالزمان دكتور صبري في هذا المجال اود ان اسال في امر يستوقفني باستمرار ان الله ينزل علينا كل عام مليارات من الامتار من المياة النقية الصافية ولكننا لا نسنغلها وبدلا منذللك لدينا العشرات من محطات التنقية للمياة العادمة

  • 7 إبراهيم الصرايرة ( أبو لؤي ) 22-02-2015 | 01:48 AM

    سلامات دكتور صبري أرجو أن تكون بخير, أقرأ مقالاتك والحقيقة أنها عالية المستوى لغةً وتعبيرأ وموضوعاً حيث أنك تتناول موضوعات مهمة جداً وذات علاقة قوية بالمواطن الأردني والوطن وتعيدنا إلى سنوات خلت كما أنها لا تخلوا من النقد البناء لتصرفات بعض المسؤولين أثناء قيامهم بواجباتهم حيث يستغلون الوضع بشيئٍ من الدعاية ولإعلان .

  • 8 المهندس سليمان السعود 22-02-2015 | 01:50 AM

    الله الله عليك أبو عبداللطيف .... ابدعت

  • 9 طارق ال خطاب 22-02-2015 | 05:39 PM

    مبدع معاليك الله يعطيك العافيه

  • 10 د . عيسى الشلبي آل خطاب . معان 23-02-2015 | 01:37 AM

    الكلمات والوصف والتحليل فاق عن التعبير ..كل الشكر ووافر اﻻحترام وخالص المودة لمعاليك.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :