facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوكرانيا وسط محور السلام


د.حسام العتوم
22-02-2015 03:16 PM

لم ينجح على الأرض أي اتفاق سابق حول أوكرانيا وأزمتها الدموية مثلما نجح ونتوقع ذلك لقاء Minsk2 في عاصمة بيلا روسيا وتحت إشراف الرئيس الكسندر لوكاشينا وبحضور رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وأوكرانيا بيترو باراشينكا وفرنسا فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وعلى مدار يومين وبحجم 16 ساعة متواصلة ومن دون نوم بسبب الإصرار على وقف نزيف الدم الذي هدرته أيام الحرب الأوكرانية المجنونة والسرابية وسط شعب أوكرانيا الواحد البسيط وبين صفوفهم في الغرب والشرق، وبواقع (5000) قتيل وجريح ودمار للبيوت، وأعلن بعد ذلك مجلس الأمن تصويته وتأييده بالإجماع على قرارات اللقاء هذا حسب ما جاء به مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، والملاحظ هنا بأن رفض الرئيس الأوكراني منذ البداية الجلوس مع قادة الانفصاليين ومع الرئيس بوتين (بحكم التاريخ والجيرة مباشرة) شجع على وساطة الغرب ومتابعة أمريكا له، وتبين لاحقاً أن لا ضرر في ذلك، فهذا الاتفاق أنهى مقولة التدخل الروسي في الشأن الأوكراني رغم التعاطف والمساندة المعنوية والإنسانية والمادية لأهل شرقه المنكوبين، وأدلى الستار على الاعتقاد السائد بأن الغرب يشعل النيران في أوكرانيا ويشجع أمريكا على ذلك، وأغلق الأبواب أمام أطماع الولايات المتحدة الأمريكية العسكرتارية بعد معرفتها بصحيان روسيا لها، وشجع كل من الغرب وأمريكا على امتهان الحوار والسير حسب الأصول القانونية الدولية، والابتعاد عن العقوبات الاقتصادية غير المبررة.
حتى في لقاء Minsk 2 رفض الرئيس الأوكراني بيترو باراشينكا المتصلب في رأيه مقابلة قادة الانفصاليين الشرقيين الذين قدموا لـ(بيلاروسيا) لمصافحته ودعوته للسلام وهو الأمر الذي أخاف روسيا وأدخل القلق إلى داخلها، فالسلام مهم ومطلوب، والأهم تطبيقه في ميدان الواقع ومن دون تردد، وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار بأن الخطر المستقبلي يكمن في تواجد مافيا تجار الأزمات والسلاح والتطرف في الجناح الغربي من أوكرانيا الذين من وسطهم صعد التيار البنديري إلى السلطة وبدلاً من أن يبدأ بالدعوة للسلام حرك وقتها (حزب الحرب) الذي لاقى فشلاً ذريعاً، ومستقبل أوكرانيا في توازنها في علاقاتها الدولية مع العالم ومع الفدرالية الروسية تحديداً التي تقاسمت معها ولا زالت رغيف الخبز عبر طول الحقبة السوفييتية وعاشت معها مجاعة الـGolodomor الواحدة في ثلاثينات القرن الماضي، وهي الآن تقدم لها رغم الديون المتبقية عليها الغاز والكهرباء والفحم بأسعار تفضيلية، وتوجد قرى روسية وأوكرانية محاددة تمر وسطها القطارات الروسية والأوكرانية ويعيشون حياة واحدة ويستخدمون لغة (مكسرة) إن صح التعبير نصفها روسي والآخر أوكراني.
لقد نص لقاء Mink 2 الأوكراني والروسي والغربي والمتابع أمريكياً على وقف القتال فوراً وسحب المعدات العسكرية الثقيلة ومبادلة الأسرى، وربما ستتجه الأمور لتدخل مباشر من قبل الأمم المتحدة لتشكيل شريط فاصل بين غرب وشرق وجنوب أوكرانيا لضمان ديمومة الاستقرار والسلام، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو ما مصير مستقبل شرق أوكرانيا وجنوبها؟ ومن سيتحمل فاتورة إعادة البناء المليارية؟ ومتى سيعود اللاجئين الأوكران إلى ديارهم وهم البالغ عددهم أكثر من مليون إنسان؟ وهل ستتعامل سلطة كييف مع كافة الأوكران على أنهم فريق واحد وشعب واحد؟ بالطبع وكما نعرف جميعاً فإن بيترو باراشينكا يرفض الحكم الذاتي والانفصال للشرق والجنوب بحجة أن أوكرانيا واحدة لا تقبل أراضيها القسمة، ولا بأس في ذلك لكن خيارات منح الأوكران حقوقهم كثيرة منها إشراكهم في انتخابات بلدية وبرلمانية، وتطبيق قواعد حقوق الإنسان عليهم، وإدخالهم في الحياة السياسية، وإبعاد البلاد عن كافة أنواع الممارسات العنصرية والطائفية، ولا مفر من التعاون الدولي لإعادة بناء الشرق الأوكراني المهدوم، وإعادة أهله الذين شردتهم الحرب وتسببت في مقتل غيرهم وتحويلهم إلى معاقين وجرحى، ولا زال هناك من يقاتل والغاز مغلق من جهة غرب أوكرانيا باتجاه شرقها.
عامل الكراهية والأحقاد التي سبقت الحرب الأوكرانية هذه ورافقتها ثم تبعتها يجب العمل لسنين طويلة قادمة لتخليص أوكرانيا منه، وهو الذي لامس ولا يزال حياة الناس هناك ولغتهم الثانية الشعبية، لغة المعامل والمصانع والمعاهد والجامعات، ولغة العسكرة والتكنولوجيا واللوجستيا أيضاً، والمطلوب العودة للانتباه للبيوت والمدارس والمعاهد والجامعات والنوادي والنقابات ولكافة أركان وأجيال المجتمع بواسطة تشغيل خيار الأيديولوجيا الداعي للسلم والبناء واحترام الآخر وتعزيز العمل باللغات كافة التي ترافق الأوكرانية الرسمية، ولا مخرج لأزمة أوكرانية من غير تخليص البلاد من مخلفات العنف والعنصرية وحتى الفاشية البغيضة، ومظهر أوكرانيا الديمقراطي يشرق بصعود الأحزاب والشخصيات الوطنية للسلطة الموالية والمعارضة ليكتمل نسيج العمل والبناء وليتضح مستقبل أوكرانيا أكثر.
الدعاية الأوكرانية الإعلامية التي نتابعها ضد روسيا وضد بوتين خاصة يجب أن تنتهي، وهي ستنتهي حتماً من طرف الجانب الروسي باتجاه أوكرانيا، ونأمل أن نشاهد في قادم الأيام باراشينكا في موسكو وبوتين في كييف وسط أجواء ترحيبية حميمة وصادقة، وروسيا في المقابل أثبتت بأن لا مطامع احتلالية لها في أوكرانيا شرقاً وجنوباً، وضمها لإقليم الكريم / القرم لا يعتبر من جانبها احتلالاً كذلك، وهو ما يؤكده القانون الدولي ومجلس الأمن، وتنبهت لإعادته عبر استفتاء شعبي في الإقليم واجهته أمريكا بانتقادات صاخبة ثم خمدت، وأملنا كبير أيضاً بأن لا ينخرط الشباب في أوكرانيا وفي روسيا بالدعاية والدعاية المضادة الهادمة لحاضر ومستقبل العلاقات الروسية الأوكرانية وبالعكس، فبوصلة البناء ليست هكذا وجهتها والحرب الباردة بين أمريكا وروسيا لن تدوم ولا بد من غلبة ميزان العقل نهاية المطاف.
المراهنة الأمريكية على مستقبل أوكرانيا لاستثماره عسكرياً بواسطة مد أذرع حلف الناتو شرقاً وإلى داخل الأراضي الأوكرانية تحديداً بدأت تتراجع بسبب الرقابة والمتابعة الروسية الدائمة هذا من جهة، ولكون أن روسيا داعية دائمة للحوار معها ولا توجد مشكلة على مستوى كاريدور السياسة الخارجية فلقاءات لافروف كيري مستمرة وناجحة واتصالاتها أيضاً، ويبقى الشريان السياسي الوحيد المسدود حالياً هو على مستوى الكرملين والبيت الأبيض، والمشكلة وكما نراقب موجودة عند شخص أوباما وسيكولوجيته السياسية والأمنية الرافضة للحوار مع بوتين على خلاف لقاءات سابقة لرؤساء امريكا مثل جورج بوش الأب 1992 مع يلتسين وبيل كلينتون عام 2000 مع بوتين وجورج بوش الابن عام 2008 واوباما عام 2009 في عهد الرئيس دميتري ميدفيديف، والمراهنة مستقبلاً على مخاض الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 المتوقع أن تكون لصالح هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي فيما سيقابلها من الجانب الروسي الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، والمعروف بأن الشعب الأمريكي سبق وأن صوت لهيلاري كلينتون وفازت بوزارة الخارجية تكريماً لها بسبب خيانتها من قبل زوجها المعروفة، وسوف يكرر التصويت لكي تصبح سيدة للبيت الأبيض.
أتمنى في المقابل أن تجد القضية الفلسطينية في شرقنا العربي حلاً مماثلاً للأزمة والحرب الأوكرانية التي شاهدنا حولها ووسطها دولاً تجتمع وتتصل مثل روسيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا ومجلس الأمن، فكل أزمة إقليمية أو دولية تجد حلاً تجفف منبعاً للعنف والإرهاب والتطرف، فما بالكم بوطننا العربي الذي يزداد التهاباً وتمزقاً ويتحول لموطن للإرهاب المصنع استخبارياً وبسبب التطرف بينما هي فلسطين ودولتها أمام سراب؟ ولماذا الخوف من إيجاد حل لمسألة القدس الشريف ولحق العودة والتعويض وتجميد المستوطنات وإخلاء ساكنيها اليهود منها وإيقاف مخطط تهويد الجناح التاريخي من فلسطين لعام 1948، وهل نفهم بأن العديد من زعماء العالم لا يناسبهم وحدة العرب ونهوضهم كما باقي حضارات وثقافات الدول؟ ما هو سر نشر وانتشار الداعشية وعصاباتها المسلحة في أرجاء عديدة داخل عالمنا العربي في هذا التوقيت بالذات الذي رافق انهيار ما كان يسمى بالربيع العربي؟ ولماذا تحولت الموصل وعين الأسد (الأنبار) في العراق والرقة في سوريا وسرت في ليبيا عواصماً لهم بينما هي عيونهم على مكة والمدينة كما ذكر مؤخراً زعيم حزب الله حسن نصر الله؟ ولماذا هي إيران ساعدت الحوثيين في الصعود إلى السلطة في صنعاء وسط زوبعة انتشار داعش الملاحظ امتلاكه أسلحة وبكبات وسيارات حديثة ومتشابهة اللون وتجهيزات لا تقوى على إعدادها إلا أجهزة أمنية محترفة، ويلاحظ أنه يعشعش وسط الأنظمة العربية والإسلامية المنهارة كما القاعدة ويسيطر على نفطها؟ وكيف لهذا التنظيم الشرس وفاقد الرحمة تمكنه من إسقاط طائرة طيارنا الشهيد البطل معاذ الكساسبة العسكرية بصاروخ حراري متطور إن صحت المعلومة؟ ولماذا هو نظام دمشق يراقب بصمت الطلعات الجوية العسكرية الأردنية المعاقبة والمواجهة لداعش في الرقة السورية ويتطلع لمثلها ضد النصرة في درعا بينما هو يوجه الاتهامات لعمان في تحريك التطرف إلى دخل حربه ولا يشكر الأردن على خطوته هذه ضد داعش أو لاستضافته حوالي مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أرضه، ويجمد علاقاته الدبلوماسية والسياسية معه في المقابل في وقت الدعوة المشتركة للسلام؟ دعونا نتأمل ونتوقع ونتمنى الأمان والاستقرار لبلنا وللمنطقة والعالم.





  • 1 جرير العتوم 22-02-2015 | 03:27 PM

    انت دائما متالق د.حسام في مقالاتك.....الله يحمي بلدنا الاردن والى الامام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :