facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزوة سليمان شاه


ناهض حتر
23-02-2015 06:39 AM

أولى العمليات المعلَن عنها رسميا للجيش التركي في سوريا، لها طابع رمزي: غزوة سليمان شاه، الجدّ الأسطوري البعيد للقبيلة العثمانية، المُدَّعى ضريحه في ريف حلب، في منطقة واقعة تحت سيطرة إرهابيي " داعش"؛ لم يصطدم الجنود الأتراك، بالطبع، برفاقهم الدواعش، ولا هؤلاء ـ الذين يكفّرون الأضرحة والمقامات، ويهدمونها بلا تمييز ـ فكّروا بالمساس بضريح سليمان شاه، ولا باختطاف 40 جنديا تركيا يحرسون الضريح، أو ذبحهم أو حرقهم؛ ولذلك، يمكننا أن نتساءل أين هي البطولة في عملية انقاذ رفاة الجدّ وحرّاسه، ولماذا الإعلان عنها، والتباهي بها؟

تؤشر غزوة سليمان باشا إلى ما يلي: أولا، الشروع، قريبا، في إعادة تأهيل القسم المتعاون مع الاستخبارات التركية من مقاتلي " داعش"، ك " معتدلين" في إطار الاتفاقية الأميركية ـ التركية، لتدريب " المعارضة السورية". وهو ما سيقود، حتما، إلى صدام مع دواعش يتمردون على تلك الاتفاقية؛ ثانيا، الإعلان عن بدء التدخل العسكري التركي الصريح في سوريا؛ ثالثا، الاعلان الرسمي عن سيطرة الجيش التركي على بلدة " أشمة" السورية، لنقل رفاة سليمان شاه إليها، وتشييد ضريح جديد له فيها؛ وهذه خطوة أولى باتجاه الشروع في احتلالات علنية؛ رابعا، استخدام رفاة الجد الأسطوري ـ على الطريقة الصهيونية ـ لمنازعة السوريين على السيادة على مناطق تدعي أنقرة أن لها حقا تاريخيا فيها.

الخطر التركي على سلامة ووحدة الأراضي السورية، أكبر، كثيرا، مما هو متداول في النقاش العام؛ ولعلنا نكشف ـ قريبا، وبالوثائق ـ عن معطيات تؤكد التوسع في منح الجنسية التركية لسوريين في مناطق محاذية للواء الاسكندرون المغتَصَب؛ ولا يمكننا إلا أن نرى في ذلك، مسعىً تركيا لاغتصاب المزيد من الأرض العربية، بالقوة و"الاستفتاء"، وبالتعاون مع الغرب، كما حدث في الاسكندرون، العام 1939.

تُظهر تركيا الآن، بوضوح، أنها الفرع الأول من الكمّاشة المعادية لسوريا؛ الفرع الثاني هو الكيان الصهيوني. وقد كان الأمر كذلك دائما، ومنذ العام 1882، حين سمحت "الدولة العلية" بهجرة اليهود إلى فلسطين، بالآلاف، ومنحهم الجنسية العثمانية.

المؤرّخة الأردنية، فدوى نصيرات، فككت، في بحث حديث لها، الأكذوبة القديمة حول موقف السلطان العثماني من المشروع الصهيوني؛ كان عبد الحميد الثاني، الذي طالما استقبل هيرتزل كصديق للسلطنة في الأعوام 1896 ـ 1903، هو الذي منح الصهاينة كل ما يتطلعون إليه من هجرة شرعية، وجنسيات وتراخيص لبناء عشرات المستوطنات وتأسيس البنوك والشركات في فلسطين. بالطبع، كان حامي حمى الإسلام هذا ـ والمحتاج إلى أموال الصهاينة ودعمهم السياسي ـ، مضطرا للمواءمة بين تنفيذ أي طلب صهيوني على أرض الواقع، والإدلاء بتصريحات معاكسة؛ أفليس هذا ما يفعله رجب أردوغان بالضبط؟ إن العلاقات التركية ـ الإسرائيلية الآن، هي من الضخامة والعمق والتنوع، بحيث تفكك الأكاذيب الأردوغانية بشأن الخلافات مع إسرائيل. ولكن العقل الطائفي العربي المتخشّب، ما يزال على ظلاميته منذ عبدالحميد!

في الواقع العياني، تقع سوريا بين كيانين رجعيين استعماريين، تركيا وإسرائيل، وهما القوتان الأساسيتان اللتان تشكلان خطرا جديا على بلادنا، وتعملان من خلال تفاهم استراتيجي على تفكيك الجمهورية السورية، واغتصاب المزيد من أراضيها وثرواتها.

الجغرافيا السياسية ـ التاريخية هي التي تحدد سياسات الدول؛ فلم تكن تركيا، لتكون، أصلا، خارج مشروع همجي معاد للقوميات والأديان والمذاهب، المتآخية والشديدة التنوّع والتداخل، في المنطقة. وهذا المشروع، بالنسبة للكيان التركي حتى اليوم، ليس خيارا، بل هو الأساس الأيديولوجي لدولة سوف ترتدّ، إذا انفصل عنها الأكراد والعرب والعلويين، إلى ما وراء الأناضول، أو تفقد ،إذا ما تحولت، بالفعل، إلى دولة تعددية، مخالبها وهيمنتها. بالأساس، قامت الدولة العثمانية، وتوسعت، بوساطة مليشيات همجية طائفية مذهبية اجرامية ـ ليست داعش سوى محاكاة هزلية لهاـ أخضعت، في تكوينها الأساسي المُسمّى تركيا، مناطقَ عربية وكردية وأرمنية وسلافية الخ، واستعمرت بلدانا حكمت عليها بالجمود التاريخي، واضطهدت المكونات الشيعية والاسماعيلية والعلوية والمسيحية واليزيدية الخ. وهي لم تتمكن من إعادة تركيب دولتها الحديثة، إلا بارتكاب جرائم ضد الانسانية، كمذابح السريان والأرمن، وتهجير اليونايين، واقتطاع الاسكندرون.

منذ أربع سنوات، تعمل تركيا الاخوانية الداعشية، على التمهيد لتكرار " دابق" جديدة؛ هكذا، لا تعود الحرب في سوريا، الآن، صداما مع "المعارضة" أو حربا ضد الإرهاب، وإنما هي حرب وطنية تاريخية في مواجهة تركيا وإسرائيل.





  • 1 hesham 23-02-2015 | 11:11 AM

    نعتذر

  • 2 Saleh ALzabarqa 23-02-2015 | 11:12 AM

    لا ادري لما نهاجم الناجحين دائما جعل من بلده تاسع اقوى اقتصاد في العالم وجيش من اقوى الجيوش في المنطقه .
    ننتقدة ونتمنى ان نصل نصف ما وصل اليه والكارثه اننا نتقرب ونمتدح بعض الفاسدين او القتله التي تغوص اقدامهم في دماء شعوبهم.

  • 3 سعيد حمد الله مرجان 23-02-2015 | 11:45 AM

    نعتذر

  • 4 طالب تاريخ ماجستير 23-02-2015 | 11:46 AM

    قبلا كنت اقول الانجليز النصارى هم الذين اسسوا الوطن القومي اليهودي الآن تغيرت وجهة نظري كلية..طلعوا العثمانيين ..طب شو رد الإخوان على المعظلة هذه..سيسقطون بالتأكيد في احضان اردوغان السلطان الجديد

  • 5 عمر الزعبي 23-02-2015 | 11:56 AM

    تركيا دولة تحترم ماضيها وحاضرها وحكامها يحترمون رفاة700 عام والاسد ضحا بوطن وبشعب يزيدعن26 مليون

  • 6 بني حسن 23-02-2015 | 01:17 PM

    ابدعت واوجزت ووصفت الكيان الصهيوني والتركي
    انت وطني رغم انف الحاقدين
    الاخوان لم يجلبو للبلاد الا الخراب والفتنة والاقتتال وتفريخ داعش وغيرهم من المهاجرين لقتال المسلمين والعرب والذين ابو وامتنعو عن قتالهم لليهود او تحرير فلسطين فاصبحت حجة العرب للجهاد الدول العربية وابنائها وعشائرها بدل اسرائيل واعوانها ومؤيدها

  • 7 ........... 23-02-2015 | 02:09 PM

    وجهة نظر قويه

  • 8 saleh 23-02-2015 | 02:19 PM

    المحرر : شكرا على الملاحظة

  • 9 23-02-2015 | 02:25 PM

    و هل يعجبك حال الدويلات التي شكلت بعد انهيار الدولة العثمانية ...
    اذا كان احتلال لبعض المناطق سببا في ازدهارها .. فليحتلوا بلاد الشام بأكملها ...

  • 10 القومجية العرب وايران 23-02-2015 | 04:27 PM

    انا استغرب لماذا القومجيه العربية ﻻ يستطيعون المس او الكﻻم عن إيران التي تذبح اخواننا العرب في العراق وسوربا وهي اخطر من اسرائيل وتركيا

  • 11 عمر 23-02-2015 | 04:29 PM

    طيب دخلك يا حامي حما التقدمية والعروبة، شو رايك بالدولة الايرانية الدينية الرجعية التي تسرح وتمرح بسوريا العروبة؟ ولا حزب الله الطائفي الديني الرجعي؟ عالاقل تركيا تملك نظام تقدمي ديمقراطي بكل علاته افضل من ايران وسوريا خمسين الف مرة؟ ولا شو رايك؟

  • 12 محمد القضاة 23-02-2015 | 04:32 PM

    و ماذا عن غزوات أصدقائك الفرس و حزب اللات في سوريا. على الأقل الأتراك أدخلوا قواتهم حماية لتاريخهم و حضارتهم لسويعات محدودة و ما قتلوا أحدا, أما أصدقاؤك فما دخلوا إلا بنفس طائفي بغيض و قتلوا مئات الاف السوريين على مدى اربع سنوات.

  • 13 عماني 23-02-2015 | 04:35 PM

    تسلم يمناك يا بطل

  • 14 عامر 23-02-2015 | 05:04 PM

    تركيا ماشي اما اسرائيل؟؟؟!!!!

  • 15 د. مها 23-02-2015 | 06:42 PM

    تركيا التي طردها فوارس الثورة العربية الكبرى ، عادت لتمارس ذات الدور الاستعماري، وهي تتحالف اليوم مع عصابات الاجرام الارهابي الوحشي داعش ومشتقاتها بكل صلف وغرور

  • 16 مراقب 23-02-2015 | 07:23 PM

    ونحنونقول ان الوطني هو من يهتم بمصلحة وطنه ومواطنيه اولا ,عجبا من بعض اليساريين لدينا,اهل اليسار دفنوه,وتاريخ العرب الحديث لا يوثق اية ايجابية للقوميين بفوعيهم الناصري والبعثي,بل انهم كانوا سبب كل هزائمنا,يؤيدون نظام حكم عائلي طائفي يقتات على دماء شعبه وخراب وطنه وهؤلاء يصفقون له,يا خسارة

  • 17 اردني 23-02-2015 | 08:58 PM

    أستاذ ناهض شكرًا لك انت كاتب ومفكر مبدع، لقد وصفت واوجزت، ان الأتراك هم سبب التخلف والجهل الذي نعيشه، وأما اردوغان والصهاينة فهم وجهان لعملة واحدة، كلاهما يدعمان الاٍرهاب والاجرام والقتل، اردوغان هو سلطان الدواعش، اما الصهاينة فهم زعماء الهاجانا والارغون، كلاهما وجهان لعملة الاجرام والقتل.

  • 18 فهيد 24-02-2015 | 12:01 AM

    القائد سليمان باشا هذا بطل أسطوري أذل الاستعمار البرتغالي ودافع عن بلاد العروبة والإسلام ، فالشكر لتركيا اردغان الذي يحفظ الجميل لأجداده.
    والعار لإيران المجوس وحزب اللات والقاتل بشار الذي دمر البلاد والعباد وجعل من نفسه حارسا للصهاينة.

  • 19 كركي 24-02-2015 | 12:33 AM

    غزوة شاه مدانه باقسى عبارات اﻻدانه
    ولكن اﻻ يستحق اﻻنتهاك واﻻغتصاب اللحظي ﻻمتنا العربية وعروس عروبتنا بغداد شاهده حيه على ذلك

  • 20 العارف 24-02-2015 | 12:56 AM

    ياخ العرب ناهض حتر، أن تركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا الفقيرة وخلفهم من خلفهم تقاسموا بلاد العرب ونتمنى أن لايكون هناك المزيد ؟؟؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :