facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسماء على الورق ..


مالك نصراوين
17-04-2008 03:00 AM

انتهت في الخامس عشر من الشهر الجاري ، المهلة الممنوحة للاحزاب الاردنية ، لتصويب اوضاعها وفق القانون الجديد ، والذي ينص اصعب بند فيه ، كما اشتكت كثير من الاحزاب ، على ان يتضاعف عدد المؤسسين الى خمسمئة عضو ، بدلا من خمسين ، وان يكون نصف هذا العدد من خمس محافظات بالتساوي ، أي ان تغطي بنشاطها ما امكن من ارض الاردن ، حتى لا تصبح احزاب حارات او مناطق ، وقد يكون من الافضل لو اشترط القانون تغطية كل المحافظات ، ولو بعدد اقل من خمسين للمحافظة الواحدة ، حتى يكون الحزب حزبا لكل الوطن ، ويتواجد في كل ارجائه .


لقد تذمرت الاحزاب من شرط توزع اعضائها على خمس محافظات فقط ، وهي نفسها التي ملأت الفضاء ضجيجا ، بعد تجزئة الدوائر الانتخابية البرلمانية في الاردن ، في اخر تعديل على قانون الانتخابات ، وكان سبب تذمرها ، ان هذا التقسيم يفرز نواب عشائر وحارات ، اما اشتراط وجود اعضاء للحزب ، وبعدد محدود جدا ، في خمس محافظات من المحافظات الاثني عشر ، فهو شرط تعجيزي ، فلماذا لا يكون الغاء هذا الشرط سببا لانشاء احزاب حارات وعشائر ؟ فعدد خمسمئة من الاعضاء ، يمكن ان يتوفر بكل سهولة في احد الاحياء ، او لدى عشيرة صغيرة ، فأي ازدواجية هذه التي تمارس في الاردن ؟


لقد كان هناك احزاب لم تستطع تأمين هذه الشروط ، فسارعت الى حل نفسها ، وهذه فضيلة تقدر لاصحابها ، لانهم ادركوا حجم قدراتهم ، وهناك احزاب حققت ذلك ، لكن المعيب حقا ، هو ان تلجأ احزاب اخرى ، الى وسائل لا تنم عن انتماء وطني حقيقي ، ولا عن ادراك لحقيقة الدور الوطني للاحزاب ، والتي تفرض عليها صدق التعامل مع كل اركان الوطن من شعب وحكومة ، والصدق مع انفسهم ومنتسبيهم ايضا ، فهي التي يفترض فيها ، ان تكون الأمينة على مصالح الشعب والوطن .


لقد سمعنا عن احزاب حشدت اسماءا فقط كي تحصل على الترخيص ، ولم تحشد حزبيين ينتظمون فعليا في احزابهم ، فانطلق موفدو الاحزاب في كل الاتجاهات ، يستعطفون ويناشدون ويرغبون اناسا ، ليس لديهم أي معلومة عن معنى كلمة حزب ، ونحن في الاردن شعب عاطفي ، نتميز بالشهامة والنخوة واغاثة الملهوف ، فيتجاوب المواطنون مع نداءات الاستغاثة ، فيسارعون الى تسليم هوياتهم ، واصدار شهادات " لا حكم عليه " كاهم شروط الانتساب ، فيتم انقاذ الحزب من الحل ، ويحصل على الترخيص المطلوب ، وبعد ذلك لا يهم ما يحدث ، حيث يبقى الكثير من هولاء المنتسبين ، مجرد اسماء في قوائم الحزب لدى وزارة الداخلية ، ويبقى القائمون على الحزب في طليعة الحدث ، يقيمون في المكاتب الفارهة ، مع الكمبيوتر والانترنت والفاكس ، يطلقون التصريحات الصحفية النارية تعقيبا على أي حدث ، ويهددون بانزال "جماهيرهم" الى الشوارع ، اذا اغضبتهم الحكومة ، والويل للحكومة عند كل انتخابات بلدية او نيابية ، فتهم التزوير لهذه الانتخابات جاهزة ، اما تزويرهم فهو من صلب المهام الوطنية .


لقد لجأت احزاب لمثل هذه الطريقة ، لا بل سمعنا عن شراء المنتسبين بالمال ، وهذا من ممارسات الفساد ، التي طالما رفعت الاحزاب يافطة محاربتها ، ان صح هذا الذي جرى ، فبئس الاحزاب تلك ، التي تدعي تنظيم الجماهير وتوعيتهم وحشد طاقاتهم لتحقيق اهداف الحزب ، التي يجب ان تكون اهدافا وطنية ، فاي قدوة للشعب ، من ممارسة هولاء القائمين على الاحزاب ، ولماذا لم يشمل قانون الاحزاب ، شروطا تكفل العضوية الحقيقية للمنتسبين لها ، يمارسون فيها عضويتهم الكاملة ، من الاجتماعات ودفع الاشتراكات ، وممارسة الديمقراطية بانتخاب القيادات على مختلف المستويات ، ولماذا لا تتابع دائرة مكافحة الفساد ، انشطة الفساد في الاحزاب ؟


الاحزاب التي مارست هذا التزوير ، كسبت الترخيص ، لكنها خسرت ثقة منتسبيها وثقة الشعب ، انها ليست احزابا وطنية ، لا بل انه لا يجوز تسميتها احزابا ، انها شلل استغلت ثغرات في قانون الاحزاب ، نتمنى معالجتها في اقرب وقت ، اذا اردنا لشعبنا تنمية سياسية حقيقية .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :