facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن العروبي و الظلم التاريخي


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
25-02-2015 09:16 PM

لفهم الحاضر لا بد من عودة سريعه للماضي الذي اسست التحولات فيه لما نعيشه الان. كما لا يجوز محاكمة الاحداث الماضيه بالحاضر حيث ان موازين القوى و الوعي و الثقافه و اطراف الصراع كلها تحكم الحدث بظرفه.

هذا فضلا عن ضبابية الرؤية و تصادم المصالح الشخصيه بالقوميه بالدينيه. مرت المنطقة بفترة طويله من الحكم العثماني و الذي مثل هوية اسلامية و حامي للمنطقه و كان هذا الدور مقبولا, لا بل مطلوبا في ذلك الحين و شكل في فترات قوته سدا منيعا ضد الاطماع في المنطقة و المؤامرات الخارجية التي لم تتوقف يوما لاسباب تاريخيه و دينيه و اقتصاديه.

في نهاية الحكم العثماني ضعفت الخلافه و سيطر التيار القومي و هنا كان من الطبيعي ظهور التوجه القومي العربي كجزء من صدام الهويات خصوصا مع التوجه لالغاء اللغه العربيه. فالهوية الاسلاميه كانت جامعه و اضعفت القوميات و لكن مع ظهور الهوية التركية (في حينها كان الاسم مختلف لكن المبدأ واحد) كان بداية للصدام فاصبح التركي (العثماني القومي في حينه) مستعمرا بعد ان كان حاميا. ثم كان تحرك ابناء الشريف حسين بطلب من احرار الشام. و سارت الامور كما هو معروف تاريخيا الى ان حدثت المؤامره الغربيه (سايكس-بيكو) و انتهت بتقسيم المنطقه الى دول قطرية بالشكل الذي نراه اليوم. لذلك فان تشكيل الاردن كدوله بشكلها الحالي واكب تكون الدول الاخرى في المنطقه.

لذا فان ما بقي يطرح (بضم الياء) لسنين من اصحاب الشعارات المنتفخه بان الاردن تم تشكيله كمنطقه عازله او كوطن بديل ليس له قيمه - حتى لو افترضنا ان ذلك كان في ذهن الغرب- و ذلك للاسباب الاتيه و هي ان وضع توطين اليهود في فلسطين لم يكن اكثر من مشروع غربي صهيوني و فشله كان وارد و الثانيه انه حتى لو افترضنا اصرار الغرب على تنفيذ مشروعهم فان استثناء الاردن من وعد بلفور يعتبر مكسب عربي كان من الممكن ان يؤسس لفشل المشروع الصهيوني و ثالثا ان استثناء شمال الاردن من الانتداب الفرنسي وفر قاعده خلفيه مهمه و فاعله في مقاومة الاستعمار الفرنسي شارك فيه الاردنيون من شمال الاردن الى جنوبه. الغريب ان هذا الدور المهم لا يتم ذكره عند طرح الثورات ضد المستعمر الفرنسي رغم ان هذا الدور كان مهما و حاسما و قدم فيه الاردن الشهداء من خيرة ابنائه ناهيك عن ان الرمثا و بني كنانه كانتا قاعدة الاسناد و الامداد و التخطيط.

ثم تشكلت الدولة الاردنية و كان التفكير ان تكون نواة لدولة عربيه تقاوم المشاريع الغربيه و تستفيد من هامش الظروف المتوفر و لذا نرى ان السنوات الاولى من حكم الدوله الاردنيه خلت من اغلبية اردنيه و هذا ليس نقص في الكفاءات في حينه كما يحاول البعض تصويره. و ليس ادل على ذلك من بيان مؤتمر ام قيس 1918 الذي يدل على وعي عميق و قدرات قياديه عاليه و الذي تضمن محاربة تسرب اليهود الى فلسطين و التمني يوجود منفذ بحري على المتوسط (مرجعيون) و هذا تدليل واضح على مستوى الوعي و القيادة و الاحاطة بالاحداث محليا و دوليا. ناهيك عن ان الاردنيون افرزوا شخصيات مهمه في السنوات التي سبقت و التي لحقت اعلان الدوله و كل منهم قادر على العمل السياسي و القيادي و نذكر على سبيل المثال لا الحصر بركات الزعبي و مثقال الفايز و قدر المجالي و سليمان الروسان و راشد الخزاعي و قدر المجالي و حسين الطراونه و ....الضمور و كايد العبيدات و عبدالعزيز الكايد و عوده ابو تايه و نمر العدوان و علي خلقي الشرايره و ........التل.

هنا لا يجب ان نغفل ان المشروع الصهيوني كان مدعوما من كافة الدول الكبرى المنتصره في الحرب العالمية الثانيه سواءا المعسكر الغربي (الرأسمالي) او الشرقي (الشيوعي) و بالتالي فان حرب 1948 كانت نتيجة لمشروع طويل مدعوم بامكانيات هائله تقابله دول حديثة العهد ما زالت نفسها تحت الاستعمار. لا يستطيع اي منصف ان ينكر الدور الكبير الذي قدمه الجيش الاردني و المعارك الباسله التي خاضها و التي اعترف بقساوتها الاعداء و باركها الشهداء الذين روت دمائهم ارض فلسطين الطاهره. بعد ذلك يخرج بعض المتنطعين لالقاء الاتهامات جزافا تارة بان الجيش الاردني لم يطلق طلقه و اخرون بان الجيش او قيادته تخاذلت او ان القياده السياسيه تامرت. اليس ذلك جحود لدماء الشهداء ام هروب من قيام الاخرين من الاشقاء العرب بدورهم كاملا و انخراطهم بخلافاتهم الداخليه الصغيره. التاريخ محكمة لا ترحم و الوثائق التي تتسرب من مختلف الاطراف من العدو الى الصديق تثبت الشجاعة الفائقة للجيش الاردني و تفضح تجار الكلام و الشعارات المغثية.

ثم كانت المحطة التالية بوحدة الضفتين و التي كانت بطلب من القيادات الشعبيه الفلسطينيه للحفاظ على ما تبقى من فلسطين. و لم تكن الوحدة تعني ان يجلس الجميع و ينتظر من الاردن حماية الضفة خصوصا ان المشروع الصهيوني كانت قد اتضحت معالمة و ان القدس هي جوهر المشروع. لم تكن الاردن لتستطيع لوحدها حماية الضفة كما و لا يمكن تقييم الوحده بان الضفة اصبحت وديعه و للاخرين الاسترخاء و على الاردنيين ضمان حمايتها.

بدل ان يبدأ الاشقاء العرب بالاعداد الجدي للمعركة القادمة و التي كانت حتميه و واضحة للعيان انخرطوا في المناكفات الفارغه و السباب و التخوين و استمالة عواطف العامة حتى لو كان على حساب مصلحة الامة و القضية.
و بدل السعي لتوحيد الجهود في وجة المشروع اخذ بعض الاشقاء بتغطية العجز و المشاكل الداخلية و الرغبة في البهرجه و الظهور الاعلامي بتوزيع الاتهامات يمينا و شمالا الى ان جاءت حرب 1967 و التي كشفت الزيف و اوقعت بالامة اكبر كارثة في تاريخها الحديث. حرب 67 كان يمكن تأجيلها الى ان يكون هنالك استعداد افضل و كان يمكن ان تخرج بنتائج افضل لولا التخبط في الاعداد و التنفيذ.

فكيف يتوقع احد الانتصار في حرب و الجيش السوري يمر بازمة اقالة معظم الضباط الكبار من السنة و الجيش المصري لم يستعد لمعركة هجوم و دخل المعركة بخطة دفاع ناهيك عن الاخطاء من تغيير الشيفرة بدون تنسيق الى استرخاء الطيارين الى لامبالاة القيادات الى اعطاء المكاسب الطائفيه الاهمية على المعركة الكبرى و غيرها من الخطايا و التي ادت الى انهاء الغطاء الجوي مبكرا و عن قصر النظر عندما رفضت القيادة المشتركة الرؤية الاردنية بأن الحرب سيكون هدفها الاساسي القدس و التي ان تم الاحتفاظ بها سيكون فشل للحرب الصهيونيه.
للاسف لم يتعلم الاشقاء الدروس مرة اخرى بل ذهب الجميع يبحث عن مشجب يعلق عليه عجزه و قصوره و بدل التقدير للجيش الاردني الذي ادى فوق طاقته بشهادة العدو قبل الصديق انطلقت ابواق الاتهام و الكذب و ليس ادل على ذلك من مؤتمر الخرطوم فالزعيم العربي الذي طلب من الملك التفاوض لاعادة جزء من المسلوب يخرج بعد ذلك و يتهم بالعمالة. عجز و ظهور اعلامي فارغ و بدل نقد الذات اسقاط للتهم على الاخرين ممن قاموا باكثر من قدرتهم. الاكثر غرابة من يخرج مطالبا الاردن باعادة الضفه لوحده بما انها وديعه و فرط فيها الاردن و لم يسأل نفسه اين كان عندما كانت دماء الجنود الاردنيين تسيل دفاعا عن المقدسات و ألم يكن باستطاعة الاردن لولا انتمائه القومي و الاسلامي ان ينأى بنفسة و ان يحفظ حدوده دون خسارة جندي او دبابه. اليس هذا طعنا في ظهر من ناصر اشقائه و ادى التزامه الديني و العروبي و الاولى ان يسأل من ورط الجميع في حرب لم يعد لها و ورط الجميع بخطط فاشله و اجتهادات فرديه.

و تأتي المحطة الاهم و التي برأيي اسست لاكبر كارثة بعد 1967. معركة الكرامة التي وفر فيها الجيش الاردني الحماية للفدائيين و عمل معهم فيها يدا بيد و اختلطت على ارضها دماء الشهداء من ضفتي النهر. المعركة التي قيمها جميع العسكرين و المنصفين انها معركة دروع و مدافع و اليات ثقيله و ليس اسلحة فردية و التي كان يجب ان تكون الشمعة التي تضئ الدرب و تعيد المعنويات و توحد الاخوه. بعد هذه المعركة و التي هي تاج فخر و عز على جبين كل اردني تعرض فيه الجيش الاردني و الاردن لاعمق طعنه لانها جاءت من رفقاء الخندق و شهود المعركة. لم يكتف البعض باهمالها اعلاميا حتى لا تكسف عجزه و لكن صوبها سلاحا مسموما في صدر الاردن عندما اخفى دور الجيش الاردني و جير المعركة لصالح مجموعات لو تخلى عنهم الجيش الباسل لما بقي منهم من يروي الحكايات. بل وصل الجحود و الخسة بالبعض باتهام الجيش بانه لم يشارك بالمعركة و ذلك لاهداف خسيسة من شعبية و اعلام و تضخيم للذات لا ينفع في ساحة الوغى. كيف لجيش يطعنه رفيق الوغى و رفيق السلاح ان يثق بعد ذلك. اعتقد ان ذلك كشف الزيف مبكرا و اسس لما بعده.

بلع الاردن قيادة و شعب و جيش الاسى و الجحود و الظلم و اعطى المجال للثوار للاستنزاف حتى لو كان على حساب تعرضه للقصف اليومي و تقديمه الشهداء من عسكرين و مدنيين و بقيت الحاضنة الشعبية قوية و الرغبة بمنازلة الكيان الصهيوني شعلة متوقده في النفوس عدا عن المتطوعيين الاردنيين و العرب من كل حدب و صوب. بدل ان يستغل كل هذا الزخم للدفع باتجاه قتال العدو اتجهت البوصله فجأة الى الخلف و اصبحت عمان هي الهدف بدل الارض المحتله. شبيبه تحمل اسلحة و تمسك بسلطة السلاح معباءه باعلام مزيف و قيادات غير منضبطة تريد انجازات اعلامية من بيانات تكتب في المقاهي. و بدل ان يكافئ الاردنيون على ما قدموا و على احتضانهم للثوار على حساب دمائهم و امنهم في حين كان الاشقاء العرب مسترخيين الا من الشعارات الكاذبة و التهديد الفارغ, بدل ان يكافأ الاردنيين بالتقدير و الشكر يتعرض المدنيين و العسكريين الى الاعتداء و الاذلال و الترويع و القتل. و تتجه بوصلة من كان يدعي الثورة الى كرسي الحكم و بدل ان يقابل العدو في الاغوار جاء ليروع المؤيدين في المدن و القرى. و هنا كانت الاحداث التي نعرف و التي فرضت (بضم الفاء) على الاردن فليس هنالك من يترك الوطن لمجموعة مغامرين باحثين عن السلطة و لو سقط الاردن لانتهت القضية. الغريب انه حتى هذه اللحظة لا تجد نقد ذاتي منصف باستثناء بعض التصريحات المتناثره هنا و هنالك و ما زالت التربيه الداخليه تصر على النتيجة و لا تدخل بمن سببها و اوصل الجميع الى حتمية المواجهه.

تتبع المراحل و يصر الاشقاء العرب على عدم فهم الدرس و رؤية البعيد. البعض يعتقد انه بمجرد اقترابة من الصهاينة سيهرولون نحوه باذلين الغالي و النفيس و لا يفهم ان الصراع بابعاده التاريخيه و الدينيه يحتاج رؤية عميقه و بعيده كما وضح الاردن مرارا ان المستوطن اليهودي ينظر الى الارض الفلسطينيه على انها حقه و محتله من قبل العرب و بالتالي لن يتخلى عن شبر مهم بالمفاوضات او بالاعتراف به. و يصر الاشقاء العرب على حصر الصراع بفلسطيني-صهيوني بدل فلسطيني عربي اسلامي-صهيوني. الكل يريد ان يلقي الاعباء عن كاهله و يترك الفلسطينيين لوحدهم مع دعم اعلامي و يوضح الاردن مرة بعد مرة الابعاد الحقيقيه للصراع فالصهاينة ليس لوحدهم و لكن مدعومين بدول الغرب و الشرق و الصراع ليس عسكريا فقط و لكن ديني فكري حضاري ثقافي عسكري امني سياسي و لا يستطيع الفلسطينيون لوحدهم مجابهته. و تحت الضغوط العربية و الفلسطينية يحيد دور الاردن و يحجم و تبدأ سلسلة الاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل وعود و يضطر الاردن لاعلان فك الارتباط املا بأن يكون ذلك طريقا لدولة فلسطينية و تجنبا للاتهامات التي ستتبع باصراره على مشاركة او منافسة القيادة الفلسطينية دورها. و تتبع اوسلو و يترك الاردن وحيدا مهددا بتصفية القضية على حسابه ان ابرمت سوريا اتفاقا. و في ظل الشواهد التاريخية و عدم القدرة على الثقة بالشقيق يجد الاردن نفسة مضطرا للسير باتفاق طالما كان مرفوض شعبيا و وطنيا و من الجيش و القيادة.

لقد غيب الاردن شخصيته و مصالحة لصالح الاشقاء ليجد نفسة دوما وحيدا متهما في ظل انفصام في الشخصية العربية لا تختلف فيها الانظمة عن الشعوب عن التيارات السياسية. فمن يهرول و يقاتل للحصول على الجنسية الاردنية و يسلك كل الطرق للمطالبة بمواطنة كاملة في الاردن مع معرفته بأن ذلك يفرغ الارض الفلسطينية من اخر سد للمقاومة و يسهل مهمة العدو, نفسه من يستقوي بكل منظمات الافك تحت شعار الانسانية و الدين و القومية يخرج بعد حين ليتهم الاردن بانها تسهل الحصول على الجنسية لتفريغ الارض الفلسطينيه من ابنائها.

تقبل الاردن و الاردنيون ان لا يكون لهم تيار وطني اردني حتى لا يتقوقع و تقبلوا ان يغيب تراثهم و مفكريهم و شعرائهم و ثقافتهم ظنا منهم ان الاولوية للصراع العربي الصهيوني ليجدوا من يخرج عليهم يتهم بان الاردن وجدت لهدف و ان الاردنيون تامروا. استشهد اثنين من رؤساء وزراء الاردن و قفز الاردنيون عن المصاب الاليم و ما زال الشقيق في الشمال يتهم الاردن و يغيب دوره في مقاومة الاستعمار الفرنسي و الشقيق في الشرق ينسى الدور الاردني في مقاومة المد الفارسي تحت الغطاء الديني. حتى عندما يستقبل الاردن ملايين الاخوه من العراق و سوريا في الوقت الذي خذلهم فيه القريب و البعيد تجد هنالك من ينفث سمومه بان الهدف الحصول على مساعدات رغم ان المساعدات مجتمعه لا تكفي للتعامل مع فضلات الاخوه و تلويث الاحواض المائيه.

لقد ان الاوان ان توضع الامور بنصابها الطبيعي و ان تحدد البوصله بان امن الاردن و مصالحه تتقدم على كافة العواطف و الاواصر فما زال الشقيق يبيعنا البترول الذي فاضت به الارض و شقيق يمنع الغاز لكسر ارادتنا و ان جاءت المساعدات كانت ثمنا لمواقف سياسيه. تحصين الداخل الاردني بضبط الفساد و احلال ما امكن من العدالة الاجتماعية و فرض احترام الثقافة الاردنية البدوية منها و الفلاحية و تنمية الاطراف هي الطريق الى اعادة الشخصية الاردنية.

حفظ الله الاردن و شعبة و قيادته الهاشمية و جيشه الشجاع و مؤسساته الامنية و حفظ الله كل المؤمنيين بتراب هذا الوطن من شتى الاصول و المنابت.

* د. هيثم العقيلي المقابله/جامعة العلوم و التكنولوجيا الاردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :