facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استدعاءات


ماهر ابو طير
14-03-2007 02:00 AM

اذا اجرينا دراسة علمية لاكتشفنا ان الشعب الاردني ، هو اكثر شعب عربي يكتب استدعاءات في حياته ، فالمواطن يكتب الاستدعاء للاعتراض على فاتورة الكهرباء او الماء مثلما يكتب الاستدعاء للحصول على العلاج او مساعدة مالية ، او حتى يقابل هذا المسؤول او ذاك. وتبدأ ثقافة الاستدعاء لدينا في البيوت في عمر مبكرة ، فالطفل يرى والده وقد عاد متعبا او غاضبا ، من مراجعته لدائرة حكومية ، فيقترح عليه ابنه الاكبر او زوجته ان يذهب الى مكتب الوزير ويتظلم ، وان يكتب استدعاء ، وفي حالات اخرى ، تفكر العائلة بالحصول على قطعة ارض او مساعدة مالية ، او حتى نقل الولد الصغير من مدرسته الى مدرسة اخرى ، فيكون الحل الفوري ، ان عليه ان يكتب استدعاء لهذا المسؤول او ذاك
ملايين الاستدعاءات التي كتبها المواطنون ، لم تؤد الا الى مزيد من المظالم ، بل انني التقيت بمواطن يلخص القصة كلها.. حين اعطاني ثمانية استدعاءات مرة واحدة ، على اساس ، انه من المؤكد ان واحدا منها سيمر وينجح عبر حواجز الكتبة والمسؤولين الصغار والكبار ، واحد للحصول على قطعة ارض مجانية ، وثان لعلاج اسنانه مجانا ، وثالث ، للحصول على منحة دراسية لابنته ، والرابع مطالبة بمائة دينار لم تدفعها له دائرة حكومية نظير خدمات قدمها ، والخامس مطالبة براتب من التنمية الاجتماعية ، وسادس معروض يطلب تقسيط فواتير الكهرباء ، وسابع ، شكوى ضد مسؤول لم يستقبله جيدا ، وثامن كان موجها لي شخصيا للنظر بعين العطف والرعاية الى استدعاءاته.
ثقافة الاستدعاءات ، لا تدل الا على المظالم التي يعيشها الناس ، فلو كان المواطن الاردني يحصل على حقوقه الطبيعية ، لما تنازل وكتب استدعاء لاحد ، حين يتلذذ كثيرون بتحويل الاردني الى كاتب استدعاءات على ابواب المؤسسات المختلفة ، وحين يتحول المواطن في بلده الى جائع ومريض ومحتاج ، وحين يرى الاردني الثراء الفاحش للبعض ، ويسمع قصصا عما يجري وهو لا يجد رغيف يومه ، فان علينا ان نعرف ان هناك بركانا في صدور الناس ، لن يبقى ساكنا امام التصريحات التي يطلقها البعض لتسكين جراحهم.
شعبنا ، شعب كريم ، صاحب موقف وتاريخ ومرؤءة ، ولا يستحق ان نحوله يوما بعد يوم الى مجاميع بشرية غارقة في عالم من الاستدعاءات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :