facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وللنفاق مدرسة


د.خليل ابوسليم
13-03-2015 10:52 PM

للنفاق فن وأصول، يكاد يرقى الى درجة عالية من العلم والمعرفة بعد أن أصبح مدرسة لها طلابها ومريديها مثلما لها أساتذتها ومعلميها، شأنه في ذلك سائر العلوم الأخرى والتي أجزم أنه تفوق عليها في ميادين كثيرة وأصبحت شهادته معترفا بها أكثر من بعض العلوم والمعارف. ومن نافلة القول أن اكبر مدرسة للنفاق في صدر الإسلام كانت مدرسة ابن أبي سلول نسبة الى مؤسسها الأكبر عبد الله بن أبي سلول، والذي تتلمذ على يديه العديد من جهابذة النفاق في عصرنا الحاضر، وأصبحنا نجد أن بعضا من هؤلاء التلاميذ قد فاقوا معلمهم الأول ابن أبي سلول، ولو تقدم الزمن بابن أبي سلول لأصبح تلميذا مستجدا في مدرستهم، ولاستغرقه قرنا من الزمن ليصل الى ما وصلوا إليه من درجة متقدمة في فن النفاق.

أسوق هذه المقدمة، استهلالا لجواب على سؤال، صدمني به صديق من الأخوة العرب، والذي كان له صولات وجولات في الأردن مع النشامى الأردنيين، وهو الذي خبر أصالة معدنهم وطيب معشرهم، مبديا استغرابه من تصرفات بعض الأردنيين المغتربين، وأساليبهم في ابتكار الأكاذيب والخدع وحياكة المؤامرات في جنح الظلام للإيقاع بزملائهم أحيانا واسترضاء مرؤوسيهم أحايين كثيرة. والهدف في كل مرة تحقيق مزيدا من حطام الدنيا الزائل بطرق يخجل منها ابن أبي سلول ولتوارى منها استحياءً إبليس اللعين.

أما سؤال صديقنا العربي فقد كان على النحو التالي" يقول ذلك الصديق: لقد عشت في الأردن ردحا من الزمن وتعاملت مع الأردنيين فترة طويلة وتنقلت بين مدن وقرى وبوادي ذلك البلد الجميل، وفعلا من أسماكم النشامى فقد أصاب كبد الحقيقة، ولكن تتملكني الدهشة والاستغراب من بعض أولئك الذين تعاملت معهم مؤخرا وكيف أنهم يكذبون، يراوغون، يتزلفون، يبيعون أنفسهم ولا يجرؤون على فتح أفواههم لقول كلمة الحق، وكل ذلك من اجل طمع مادي ببضع دراهم معدودة، فهل تغير النشامى الذين درست ونشأت بينهم ردحا من الزمن أم نحن الذين تغيرنا وبتنا لا نفرق بين نشمي ودخيل؟" الى هنا وانتهى سؤال صديقنا العربي.

أما إجابتي فقد كانت على النحو التالي: انظر يا صديقي العزيز، النشامى هم النشامى قولا وفعلا، ما غيروا ولا تغيروا، ما بدلوا ولا تبدلوا، ما زالوا وسيبقون أهلا للنخوة والحمية، وهم ميدان الحق والفروسية، كانوا وسيبقون على الدوام عند حسن ظن الأشقاء بهم، حتى أن الأعداء شهدوا لهم بالرجولة والشجاعة، ديدنهم في ذلك بذل الغالي والرخيص عندما يتعلق الأمر بالكرامة والحرية والفداء والبطولة، وما توانوا او تخاذلوا يوما، ولم يسلموا دخيلهم او يهينوا ضيفهم، فالمنية لديهم قبل الدنية.

أما بعض المارقين على معاني الكرامة والرجولة، فهؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم، ووجودهم بيننا نعمة وهبة من الله لنا أكثر منها نقمة وابتلاء، وإلا ما كنا وأنتم قادرين على تمييز الغث من السمين، وهذا تصديقا لقول الحق " ليميز الخبيث من الطيب"، وبدورنا نتقدم لله بالحمد والمنة على أن طائفا من النخوة والرجولة والكرامة لم يمسسهم، وإلا لكانت تلك المعاني قد أصابها الوهن والضعف ولحق بها مس من العار.

وفي معرض التفريق بين النمشي وغيره، نستحضر عالم الطبيعة، لندرك أن فيها العديد من الطيور، فمنها الصقر ومنها الديك، أما الديك فما اعتلى يوما قمة أعلى من المزابل، وما نزل يوما إلا الى الأودية والأزقة والحارات باحثا عن ديك أقل منه شأنا ليفرض سطوته عليه، او دجاجة لا حول لها ولا قوة، ليمارس عليها فحولته ورجولته، يعود بعدها منتشيا، نافشا ريشه متبخترا معتقدا انه الفاتح العظيم.

أما الصقور يا صديقي، فهي لا تعتلي إلا القمم، فميدانها السماء وفنائها الجبال، وديدنها الحرية ولا تعاشر إلا صقورا، ولا تأكل إلا الفريسة التي تصطادها، وتترفع عن فتافيت الطعام والصيد الرخيص، نظراتها حادة، تستطيع من خلالها تمييز الغث من السمين، والنشمي هو الصقر بحد ذاته، إذا صاد أشيع وإذا أمات أوجع، يصيد الكبير ويعفو عن الصغير. وهذا هو النشمي الحقيقي الذي خبرته يا صديقي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :