facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الهيئة المستقلة للإنتخاب


شحادة أبو بقر
17-03-2015 07:04 PM

ما يميز الهيئة المستقلة للإنتخاب عن سواها من مؤسسات الوطن ، هو خصوصية الإستقلاليه ، وهي خصوصية تفرضها طبيعة المهمة التي تنهض بها المؤسسه ، وبدون ذلك ، ينتفي الهدف الذي من أجله تأسست الهيئة إبتداء ، إذ المطلوب منها وطنيا وفي نظر العالم ، ان تتولى إجراء الإنتخابات نيابية كانت أم سواها ، بإستقلالية تفضي الى تأصيل قيم النزاهة والحرفية والدقة والإنضباط ، وهي بالتالي ، قيم تنتج تعزيزا لثقة المواطن بالدولة وإجراءاتها وقراراتها ، مثلما تنتج وبالقدر ذاته ، قناعة دولية وعالمية نحن بحاجة اليها دائما ، بأن الدولة الاردنية ، دولة قانون ومؤسسات ، وبأن منسوب النزاهة في سلوكها وإجراءاتها ، على قدر عال من التميز الذي يستحق التقدير ، وهي لذلك دولة جديرة بتعاون ودعم ومساندة الدول والهيئات والمنظمات الدولية كافه .

وفق هذا الفهم ، لا بد وأن يكون تعاملنا جميعا مع الهيئة ، مسؤولين ومواطنين ومؤسسات مجتمع ، وهو تعامل لا شك سيمكن الهيئة من النهوض بواجبها بكفاية تامة ، ولا شك في أن دعم جلالة الملك للهيئة وقد تجلى في لقاء جلالته الأخير ، مع رئيس وأعضاء مجلس مفوضيها ، يندرج لا بل يتوج هذا الفهم ، ويضع المجلس وبوضوح ، أمام مسؤولياته النوعية الكبرى التي لا عذر له ابدا ، في التردد أمامها ، فهذا الدعم الملكي المشهود ، يتطلب عملا نوعيا يحاكي نبل ووطنية وخصوصية المهمة ، ولا جدال في أن الاردنيين جميعا ، ينتظرون من الهيئة تجسيدا كاملا لحقيقة اننا دولة محترمة ، وان النزاهة والابداع ، هما عنوان هذه النزاهة ، وهما خصوصية اردنية ، في إقليم لطالما كان عرضة للنقد ، في إجراءاته الانتخابية التي توصف في الغالب ، بانها مجرد مسرحيات إن جاز التعبير ، وتشوبها العيوب في سائر تفاصيل حلقاتها .

يقوم على أمر الهيئة حاليا مجلس محترم ، له من الخبرة والدراية بشؤون الداخل والخارج ، القدر الجيد الذي يمكن الركون اليه ، مسنودا بجهاز إداري كفؤ تديره أمانة عامة كفؤه ، إلا أن ذلك وأمام حجم المسؤوليات المطلوبة وخصوصية نوعيتها ، يتطلب من الهيئة جهودا كبيرة جدا ، وعلى نحو يجعلها أهلا لإجراء إنتخابات بلدية ومركزية ونيابية وغيرها، تحظى باحترام وإعجاب الداخل والخارج على حد سواء ، فلا مجال لغير النجاح ، لا بل والتميز ، أما الفشل لا قدر الله ، فسيكون صعبا على الوطن كله ، وسيكون كارثة ولا أبالغ ، من شأنها لا سمح الله ، ان تكون سببا مباشرا في طمس أي أثر لثقة الانسان الاردني بدولته ، وسببا كذلك ، في دفع مختلف الدوائر العالمية النافذة والمراقبه ، لإدارة الظهر لنا تماما ، إذ سنكون عندها ، غير أهل لاي تعاون او تنسيق او دعم ، وسنصنف ككثيرين غيرنا من دول العالم الثالث ، والتي ينظر إلى إنتخاباتها كما لو كانت مهزلة تثير السخرية والتندر .

هذا أمر غاية في الأهمية ، وهذا أمر لا بد وأن تدركه الهيئة ، ولا بد لنا جميعا من إدراكه ، مسؤولين وأحزابا وهيئات ومنظمات مدنية ومواطنين معا ، فإن لم تجد الهيئة التعاون والدعم والمشورة الصادقة منا جميعا ، وإن لم تكن الهيئة مستقلة بكل ما في الكلمة من معنى ، في إجراءاتها وقراراتها ومالها وكوادرها وكل ما يتصل بعملها ، فإن النجاح المنتظر منها بتميز تام ، سيكون خاضعا للشكوك والاحتمالات ، وهما أمران ينسفان تماما كل ما هو مأمول منها ، لابل ، يحرفان الغاية التي أنشئت من أجلها ، لتكون سلبية بدل أن تكون إيجابيه ، وهو ما لا يتمناه احد في الاردن ، بدءا من جلالة الملك ، الى اقصى مواطن في اقصى بقعة في الوطن .

الهيئة المستقلة للإنتخاب ، إستثمار وطني اردني نوعي سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا ، يتجاوز في أثره وثماره حدود الوطن الى ما هو أبعد بكثير جدا ، وكل نابه محب مخلص للوطن ، يجب ، نعم يجب أن يعي هذه الحقيقة ويخلص لها بقوه ، والاستقلالية التامة هي سبيل الهيئة لإنجاز المهمة على ثقلها واهميتها وجدواها ، وهو ما يجب أن نحرص جميعا على توفيره لها بالتمام والكمال ، مسنودا بالدعم اللامحدود رسميا واهليا ، وذلك متطلب رئيس واساسي كي تتمكن الهيئة من عملها ، وكي يكون بمقدورنا لومها إن هي اخفقت او قصرت لا سمح الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :