لا أدري ما هي القيمة الاخلاقية أو التربوية أو الرمزية التي تمثلها الفنانة يسرا المعروفة بفنها الصارخ لكي يتفتق عقل امانة عمان عن تكليفها مهمة رعاية حفل الام المثالية لها، وذلك في تناقض صارخ مع قيم المجتمع الاردني وعاداته وتقاليده، وهو الذي يعرف بتدينه الوسطي، ونبذه لمظاهر الابتذال، والسفور، والخروج عما استقر عليه العرف، والعادة، والذوق السليم.

وما هي حقيقة الرسالة التي قصد منظمو هذا الحفل من ايصالها للام الاردنية من خلال هذا المستوى المتدني من الرعاية. وهل وصل هؤلاء الى هذا الحد من الاغتراب عن قلوب الاردنيين الى درجة ألا يفهموا الطبيعة النفسية والانسانية لهذا الشعب العظيم المتأصل باسلاميته وتقاليده العربية.

وكيف غاب عن امين عمان ان حفل الام المثالية الذي تقيمه الامانة يقتضي ايلاء مهمة رعايته لشخصية نسائية اعتبارية ذات بُعد تربوي، او قيمي، او لديها من التضحيات الجسام ما يؤهلها لأن تتقلد مثل هذا النوع من الرعاية باسم الاردن. وكثيرات هن الامهات العظيمات في الاردن، بل ان الام الاردنية هي بحد ذاتها كرامة نستمد منها ذاتنا الانسانية، ولدينا اساطير في التضحية والعطاء، ومخزون هذا الشعب لا ينضب، وفي الامة العربية نماذج تقتدى، وتستحق ان يشاد بها، وان توضع على سبيل التكريم، والاحترام.

اما جلب فنانة من معترك الابتذال، وتنصيبها على حفل الام المثالية في امانة عمان، وبالنظر الى ما تمثله العاصمة عمان من قيمة لدى الاردنيين فهذا ينطوي على غياب الرؤية لدى منظمي الحفل، والاستهتار بقيم وتقاليد الشعب الاردني، ودفعه الى التوتر، والتشنج خاصة وان الاقليم يدور في دائرة التشدد، والعنف، وان الحفاظ على الوسطية والتوازن هي مهمتنا الرئيسية في الاردن لكي لا يكون التشدد، والغلو هو البديل.

وهل كنا مضطرين الى دفع المبالغ المالية التي ترتبت على حضور هذه الفنانة المصرية الى عمان بشأن هي ابعد ما تكون عنه، وما يلحق بذلك من تكاليف اقامتها الباهضة، وهل تمت هذه الرعاية دون مقابل مالي، وما هي القيمة المضافة لرعايتها مثل هذا الحفل، وهل تصلح ان توضع بمثابة مثل اعلى للامهات.

واني لأتمنى على امين عمان ان يقرأ السجل الاردني منذ اول حرف، وان يتعلم اللغة القلبية لهذا الشعب الضالع في القيم السامية، وان يدرك كنه سر روحانية الاردنيين، وعظمة ارواحهم، وربانيتها، وتطهرها، ولكي يدرك اهمية الموقع الذي تمثله عمان في ضمائر الاردنيين، وعيونهم، وانه اصبح امينا على مكانة عمان، وهويتها الثقافية، وعليه ان يرتقي الى مستوى عمان بادائه، وبحفاظه على جوهر ورسالة عمان.