facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انما الأمم الأخلاق ..


مالك نصراوين
21-04-2008 03:00 AM

البعد عن العاصمة عمان ، له سلبيات كثيرة كما له بعض الايجابيات، انه البعد عن بؤرة الاحداث ، عن مراكز الخدمات ، وعن التطور في مختلف المجالات ، لكنه ايضا البعد عن الضوضاء والصخب والازدحام والمنغصات ، وفيه راحة للاعصاب الى حد ما .


نحن الذين اخترنا العمل خارج عمان ، وفي مناطق بعيدة حتى عن المدن الاخرى ، في شركات صناعية تتمركز في الجنوب ، القلب الاقتصادي للاردن ، الذي كان يتوقع له ان يشهد هجرة اليه ، لكن ذلك لم يتم ، بل ازدادت الهجرة في الاتجاه المعاكس ، بعد ان زادت مغرياتها ، تمر علينا احيانا فترة طويلة لا نزور فيها عمان ، وغالبا ما تكون الزيارة قصيرة ، تتم وتنتهي في نفس اليوم ، اما لعمل ما ، او مراجعة طبية ، او بضغط عائلي لتغيير الجو ، وقد يكون أي انطباع جديد بعد أي زيارة وليد يومه واحداثه ، فلا يتكرر في يوم آخر .


في اخر زيارة لي لعمان قبل ايام ، اصابني اليأس من امكانية ايجاد حل لمشكلة السير ، حتى لو عدلت القوانين الف مرة ، وشددت العقوبات اضعاف اضعاف ما هي عليه الآن ، فالقضية نفسية واخلاقية ، فروح التحدي هي السائدة في نفسية المواطن الاردني ، وعقدة البطولة تهون في سبيل ابرازها للاخرين ، كل المخالفات والعقوبات ، والاخلاق مع الاسف انعدمت عند البعض ، والعبرة من أي حادث مأساوي يجب ان يأخذ بها الاخرون ، اما "انا" فلا يعنيني الامر .


الزائر للاردن ، والذي لا يعلم كل الحقائق ، يظن ان الوقت اثمن ما في حياة شعبنا ، الكل يسابق الكل ، والجميع يحاول اختزال الزمن ، هكذا يهيأ لمن يرى سباق السيارات في شوارعنا ، والانفعال البادية اعراضه على الوجوه ، فعند الاشارة حمراء ، يقف المواطن متوترا بنتظار تبدلها ، يهيأ لمن يراه ، انه يلعن من اخترعها ، عيونه مسمرة عليها ، فبمجرد اضاءة اللون الاصفر ينطلق كالبرق ، ليعوض زمن التوقف ، وعند الاقبال عليها ، وهي تتهيأ للتبدل الى الاحمر ، يسابق الريح كي لا تجبره على الوقوف ، فلا تضيع دقائق من وقته "الثمين" .


الالتزام بقوانين السير ، رغم علاتها ، يجعل من المواطن الملتزم اضحوكة لنفسه ، وربما لكثير من الاخرين ، في شارع الاتوستراد العريض كالمطار ، الواصل بين السويمة وموقع المغطس ، حددت السرعة "السلحفاتية" بستين كيلومترا في الساعة ، وهي سرعة غير معقولة ، لشارع واسع يعبره مواطن كل عدة ساعات ، ومع ذلك كنت اضع حزام الامان ، واسير بسرعة ثمانين بدلا من ستين ، مع بعض الاحساس بالذنب ، لكن عدم القناعة بالسرعة المحددة هي السبب ، فيأتي قلاب محمل بالرمل ، يتجاوز عني بسرعة تقارب المئة والاربعين ، وهو ينثر زهوره من حبيبات "الحصمة" الكافية واحدة منها ، وبهذه السرعة ان تتسبب بأزمة اقتصادية على الاقل ، بشرخ الزجاج الامامي للسيارة ، والمحزن حقا قدرة هذا السائق الارعن ، على التملص من الدوريات الخارجية ، لانه يحفظ مواقعها "المجمدة" في اماكن محددة ، بينما مواطن عادي "غشيم" يدفع ربع راتبه ، لزيادة عشر كيلومترات عن السرعة المحددة .


وعلى طريق المدينة الطبية ، تتجاوز تريلا يقارب طولها الثلاثين مترا ، عن سيارة تقودها سيدة في اقصى اليمين ، فيقتلع باب السائق ليطير في الجو، وتهرب السيدة منه الى الرصيف لتستقر هناك ، فاي مبرر لسائق تريلا ان يتجاوز عن السيارات الصغيرة في شارع مزدحم ، هل هو ذاهب الى الجبهة للدفاع عن وطن يتعرض لغزو ؟


لا عيب في القوانين ، فقد غطت كل الثغرات ، لكن العيب هو في التطبيق الغير فعال ، المواطن المستهتر لن يودع الاستهتار الا بثمن ، العقوبة الرادعة ، والاحساس بان هناك من هو له بالمرصاد ، تواجد الاخوة افراد الدوريات الخارجية ، في نقاط شبه ثابته لن يفيد ، اننا بصراحة بحاجة الى دوريات متخفية ، تنتقل في كل ارجاء الاردن ، من الحمة حتى رحمة ، ومن الصافي حتى الصفاوي ، بحاجة الى خط احمر للابلاغ عن أي مستهتر ، فتتولى اقرب دورية متخفية ، التحقق من صحة الشكوى ، حتى يرتدع كل مستهتر ، ونحفظ كرامة الملتزمين ، ونزيد من اعدادهم ، انها قضية وطن وشعب ، وأرواح بريئة تزهق ، تستحق منا العناء ، حتى نكون جندا أوفياء ، للقائد الذي يعيش معاناتنا ، والذي كان اول من اطلق النداء ، لخوض هذه المعركة المشرفة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :