facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا وراء زيارة جوده لطهران ؟


د. عدنان سعد الزعبي
25-03-2015 05:37 PM

لم نعهد بتاريخ الاردن القديم والحديث ان فلسفة الدبلماسية المعلقة بالهواء كانت سمة للدبلماسية الاردنية و ولم نعهد كذلك اننا بحاجة لاوراق التوت لنستر به نفسنا حيث لا نملك الجزرة التي تغري ولا العصى التي تجبر .

فالوضوح والمصداقية والشفافية والتلاحم الوطني في الاردن والمواقف الخالدة التي سطرها ابناء الوطن الاردني وقيادته تكفي لان تجعل من هذا الوطن قوه فوق صوتية او قوة دفع ذاتي تمكنها من ان تفرض وجودها على من ملك الجزرة والسوط في آن واحد .

هذا البلد الذي تحدى المستحيل وامتص الاثار الاقليمية لكل الازمات وخفف العبيء الديمغرافي والسياسي حتى والاقتصادي عن العديد من دول العالم الكبرى وعن دول المنطقة له خصوصيه لا يستطيع احد ان يلج اليها , هذه الخصوصية التي جعلته رغم كل تحدياته الاقتصادية والديمغرافية والبيئية ان يمكن حاله ويمتن قواعده ويكون الصدر الارحب لكل من احتاج الامن وطلب المساعده ناصرا للحرية محافظا على كرامة الانسان !, هذه الخصوصية هي التي جعلت من اصحاب الفكر المتطرف لان يستهدفوه فما نجحوا ومن الحاقدون الحاسدون التآمر فلم يفلحوا .

لسنا بحاجة الى تطمينات ايرانية حول تواجد وتحركات كتائب فيالق القدس في ذرعا والقنيطره ولسنا بحاجة لىنفي الدبلماسية الايرانية لتصريحات السليماني ولا الى طمأنة اخوتنا في الاعتدال باننا لن نحتاج الى اوراق التوت الايرانية ؟ . كل ما هو علينا فعله ان نذكر الجميع بان الاردن ليست سوريا اوليبيا او اليمن , وان الشعب الذي يتمسك بالقياده ويرى نفسه فيه ضمن علاقة توؤمية ازلية هي التي صنعت المستحيل وجعلت من الاردن حاضنة الامة وجعلت من عمان على الدوام محج اصحاب القرار الديني والسياسي في المنطقة والعالم وما علينا الا ان نفتح اعيننا ونمسحها من كثرة ما تقذت ؟!

ايران تدرك تماما ان اي سلوك اخرق تحاول من خلاله ارسال بالونات اختبار سيقابله هزات قوية قد تؤدي الى حروب اقليمية ايران لن تستطيع عليه وهي بغنى عنه وعلى الاقل في هذه المرحلة , حيث حذر البيت الابيض ايران بانه لا يستطيع الاستمرار التزامه بالاتفاقيات مع ايران دون حلول واضحه لموضع الملف النووي وان توصل الطرفين الايراني الامريكي لحل هو مطلب ايراني بحت كون ايران تسعى لاقفال هذا الملف والبدء للتخلطيط لمعالجة ملفات اخرى كثيره جمدت جراء تطلعاتها النووية وان العبة السياسية المكشوفة في اليمن وسوريا والعراق والبحرين ولبنان انما ملفات لا بد من معالجتها لخلق بيئة آمنه في المنطقة تشجع على التعاون . .

امريكا اخبرت ايران ان توقيع الاتفاقية يحتاج الى بيئة اقليمية مؤاتية وهذه البيئة يجب ان تصاغ ويتم ترتيبها اقليميا , اي من دول الاقليم نفسه على اعتبار ان امريكيا تعتقد ان دخولها في هذا المعترك سوف يضاعف من المشاكل لا حلها , وان هذه البيئة الجديده يجب ان تلعب فيه ايران دورا يبين بالتمام والكمال موقفها الحالي والمستقبلي والذي بدوره يطمئن دول المنطقة بدور ايران القادم ويخفف من توترها وازالة مخاوفها , فنحن نرى اليوم كيف تبحلق العيون الايرانية في سياساتها نحو البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر والخليج عبر سوريا ولبنان واليمن والبحرين اضافة للعراق
التخوف الامريكي الذي شاطره الاردن فيه هوالتخوف من التوتر الاقليمي وبالتالي التوسع في الاستقطاب الطائفي وهذا سيدخل المنطقة في دوامة الصراع الاوسع والاخطر , وايران لا بد وان تكون ضمن التحالف الدولي المشكل لمواجهة الارهاب والتوسع الداعشي ولا بد من على استكمال برنامجه , هذا البرنامج الذي بدأ بالعراق ومن كافة الاطياف السياسية لنرى اجراءات و استعدادات لتنظيم القبائل والمعارضة في سوريا لتكون قوة تواجه اصحاب الفكر المتطرف . .

الاردن ابصر المعادلة الاقليمية المعقده وتراءى له الاقليم ما بعد اسدال الستار على الملف النووي الامريكي الايراني , وابصر الحاجة الى وضع الحقائق امام الايرانيين وبيان مستقبل العلاقة السنية الايرانية ومدى الحاجة الى البيئة الامنه التي تحد من واقع الاستقطاب الطائفي وبالتالي التوتر الاقليمي الذي يبعدنا عن قضيتنا المركزيه .

ان الزيارة الاردنية لطهران والزيارة الايرانية لعمان لم تكن الا استجابة للتغيرات الحاصله في المعادلة الدولية والاقليمية الجديده ومحاولة الاردن الولوج لبناء ركائز ثابتة لما بعد الاتفاقية النووية ولعب دور اساسي للتحضير لبيئة آمنه في المنطقة تضمن سلامتها وامنها وتقاربها . الاردن يقوم بدور تاريخي ولاعب اساسي في مستقبل المنطقة ولن يكون هذا الدور على حساب ثوابته كما يدعي البعض ولا على علاقته مع الاصدقاء والاشقاء ولا على حساب المصالح العليا للامة العربية بل دور استشرافي لا يصلح لاحد القيام به الا الاردن . وعلى الامة ان ترتقي في منظورها وان تسعى لان تتجنب الكارثة قبل حصولها وهذه قمة الشجاعة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :