facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في الاعلام


اسماعيل الشريف
25-03-2015 05:59 PM

لا تتلاعب أبدا بالحقيقة – بنجامين برادلي

تصادف هذه الأيام أربعين رحيل بنجامين برادلي، رئيس تحرير صحيفة الواشنطن بوست الذي تحدى الحكومة الفدرالية الأمريكية ونشر وثائق فضيحة ووترجيت التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1972، وتقديمه للمحاكمة بتهمة التجسس على الحزب الديمقراطي، إلى أن عفا عنه الرئيس فورد عام 1974.

وأنا أقرأ قصته وتكريمه من أوباما عام 2013 ونيله أعلى وسام مدني، تذكرت قصص عشتها لصحفيين حاولوا على استحياء نشر بعض الأخبار أو التحقيقات عن حكومات لم تعجب بتلك المواضيع، وكانت النتيجة وضع مخدرات وعملات مزورة في سيارات الصحفيين فانتهى بهم الأمر إلى الهروب بجلدهم.

وبعضهم لفقت له قضايا مالية أو أخلاقية كسروا بها أقلامهم وبلعوا ألسنتهم، وبعضهم ضيّق عليه في لقمة عيشه فذاق شظف العيش، وفي أحسن الأحوال عندما كان المسؤول رحيما تم عقد صفقات يضع بموجبها الصحفي أو الكاتب كل ما تعلمه وآمن به في سلة المهملات حفاظا على نفسه أو مؤسسته.

مشكلة الحكومات أنها ما زالت تنظر وتتعامل مع الإعلام التقليدي على أنه الإعلام الوحيد المؤثر في الرأي العام، لذلك فعليها التدخل والسيطرة وقد نجحت في ذلك بشكل كبير، ولكن غاب عنها إعلام آخر موازٍ يتغير في كل لحظة، وأصبح بموجب هذا الإعلام كل مواطن صحفي من خلال تغريدة أو هاتف ذكي أو شريط على اليوتيوب، تصل قصته وقد يؤثر في الرأي العام، وتكون نتيجته تدفقا إعلاميا غير مسبوق.

فكم من مدون فرد يتابعه جمهور يفوق وسائل الإعلام التقليدية حجما، فالحكومة وأجهزتها تراقب وتضغط على الإعلام التقليدي بينما المدون حر طليق يقول ما يريده، وأحيانا يحصل على رعايات وإعلانات لمدونته توفر له حياة كريمة.

ولعل أوضح مثال على دور الإعلام الحديث في صناعة الأحداث ظهر في الوقت الذي كان الإعلام التقليدي يطبل ويزمر للرئيس في بداية الثورة المصرية، وينظر إلى المتظاهرين على أنهم ليسو سوى حفنة من الغوغائيين الذين تأثروا بالقيم الغربية، عندها كان الإعلام الحديث يشكل رأيا عاما أدى في النهاية إلى ثورة أطاحت بالرئيس، وعزى الكثير من المحللين والخبراء إلى أن الإعلام الحديث كان له الدور الأكبر في قيام الثورات العربية، وبلا شك فقد كان ذلك انتصارا للإعلام الحديث على الإعلام التقليدي.

وبطبيعة الحال فسيطرة الحكومات على الإعلام التقليدي ليست بالأمر الجديد، ولكن الجديد أن الإعلام التقليدي كان يحقق أرباحا لأنه الوحيد بلا منافس حقيقي، ولكن الآن مع هذه الثورة الإعلامية أصبح يكابد خسائر، وأصبح الجلاد جزءا من المشكلة، فهو يتعرض لضغوط شديدة لحماية إعلامه وانتشاله من حالة الإفلاس.

وتنادي وجهات نظر داخل الحكومات وخارجها بأنه آن الأوان لتأخذ الحكومات قرارا جريئا، إما بتحرير الإعلام كاملا أو بالسيطرة عليه وجعله جزءا من مؤسساتها وبالتالي ميزانياتها، والخيار الثاني يراه الكثيرون حلا جذريا للمشاكل المالية التي تمر بها وسائل الإعلام التقليدي.

ولكن برأيي أن هذا الحل قصير الأجل، صحيح أن امتلاك الحكومة الكامل لوسائل الإعلام التقليدية قد يريح هذه المؤسسات الإعلامية والعاملين بها، ولكن بمرور الوقت ومع المبالغة في تطويع هذه المؤسسات الإعلامية سيضعف الإقبال عليها مما سيزيد المشكلة، وسيكون دائما مثارا للنقاش مع ممثلي دافعي الضرائب وأموال الشعب، كما سيظهر عدد من المنظرين الحكوميين يناقشون مدى جدوى هذا الإعلام الذي لا جمهور له، بعد أن ينتفى سبب وجوده، ويصبح لا بد من إطلاق رصاصة الرحمة عليه! مما سيؤدي إلى خسائر كبيرة للجميع.

فالحل برأيي يكمن في تخلي الحكومة عن تأثيرها المباشر للمؤسسات الاعلامية التقليدية من خلال ملكيتها والصناديق التابعة لها في هذه المؤسسات ، وانشاء صندوق مالي لمعالجة الاختلالات الحالية لمرة واحدة، وبعدها تترك هذه المؤسسات لتدير نفسها وتبقى الحياة للاصلح، وتحسين القوانين التي تنظمها، ولا مانع بسن قوانين صارمة تردع من يريد ان يجعل الاعلام مطية شخصية واغتيال الشخصية والابتزاز، ووضع ميثاق شرف بين هذه المؤسسات يكون ملزما لها بوجود هيئة تنظم وتراقب الاداء الاعلامي وارجاعة الى مسارة الصحيح لو حاد عنه.

وبرايي ان الاعلام التقليدي عليه بدوره ان يتطور ويعبر عن الناس وان يستفيد من وسائل الاعلام الحديثة،وان تكون لمادتة قيمة وعليه ان يتعرف عن قرب على مزاج جمهورة بسقف مهني ملتزم.

ما أريد قوله ألخصة بجملة واحدة، ان الاوان ان يكفر الجلاد عن خطيئتة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :