facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إليه بطبيعة الحال .. محمد طمليه


د. ماجد الخواجا
22-04-2008 03:00 AM

طمليه أيها الطيّب: ليس فخراً معرفتك أو قراءة ما تنزفه.. لكن العيب والعار أن لا نعرفك..
كيف يمكن أن تكتب في حضرة من ملك ملكة الكتابة فاستعذبها لتسرقه.. الآن الصديق الذي ربما لم ألتقيه سوى مرّةً أو مرتين.. لكنني أزعم بأنه قريب قريب.. ليس عندي فقط، بل عند كلّ من يحمل ذلك الأرق والوجع الشهي الشقّي.. أعذرني أستاذنا وطفلنا وعارنا.. فنحن كلنا متورطون متواطئون.. هو السرطان إذاً.. وماذا عن كل السرطانات التي تغلغلت في الوعي.. الوجدان.. من يقرأ محمد طمليه لا يستطيع إلا أن يرفع رأسه عالياً عالياً.. أو يدفنه بأقرب مزبلة.. الله كم هي الأيام قصيرة والأحلام باهتة.. والدرب طويل ومضني.. محمد طمليه أفضل ما فيه ليس فيه.. إنه بسيط حد الجرح.. وعميق كمحيطٍ لا قرار له.. كنت في أحد الأعياد الماضية قد بعثت لطمليه برسالة خلوية عبارة عن مقطع من أغنية وطنية لسميح شقير:( غنيله لو هلّ المسا بيغفى على خدك.. لو تسبقه عند الصبح عا كلمة بحبك.. شقشق يا فجر وطلّ عمساكب النعنع.. واطلع يا فطر الثلج كل ما البرق يلمع....).. حين تقرأ محمد تشعر بأنك تحتقر ذاتك لتعشقها أكثر.. محمد الآن يرقد على سرير الشفاء.. هكذا على الأقل يقال.. محمد يصارع أورام خبيثة لا علاقة له بها.. لكنها على علاقة مشبوهة بكلّ ما يقترف بحقنا.. صديقي محمد الذي أشعر أنني أعرفه منذ القرن الرابع الهجري حين كان ذاك القرمطي وحسين الأهوازي يجوسان الروح لتمردٍ.. وينهران عن النفوس التردد.. إليك فقط بطبيعة الحال:

*** لعثمات***

هو صديقي الذي تجاوز الأربعين من عمره لكنه لا زال يصرّ على أنه لم يولد بعد...
كما هو عهدي بك لا زلتَ تساكن العبث في المقاهي وتحترف قتل العمر في الحارات وترتاد جميع الصبايا.. لكنكَ تظل بلا مأوى أو مهوى..

هكذا أنا أهوى كل النساء.. لا فرق عندي بينهن جمالاً أو عمراً أو مالاً.. المرأة هبة السماء.. والرجل خطيئة الأرض.. لا زلتُ أرى العالم كله مسكني.. لا أقبل أن أختزل أو أُختزلْ.. لا أقبل أن تنحصر الدنيا على مساحةٍ من الأرض تسمى وطنٌ.. أو بناءً يسمى منزلاً.. أو صبيةٍ تسمى زوجةً..
لم تتزوج بعد..
بلْ قلْ لم تعتقلْ بعد.. أنتَ تعلم أنني لا أقبل أن أعتقلْ أو أُعتقلْ.. مهما كان القيد جميلاً.. ومهما كان القفص وثيراً.. لأنني أحبّ المرأة كما هي.. لا أقبل بأي حالٍ أن تصبح جزءاً من مقتياتي أو أكون جزءاً من مقتنياتها.. بلْ أنتَ تعلم أنني لا أملك شيئاً.. ولهذا فأنا أملك كل شيء...
لكن الزواج ليس معتقلاً.. إنه شركة تقوم على تبادل المنفعة والمصلحة التي تصبح مع توطيد العلاقة منفعة ومصلحة واحدة...

ما تقوله هو بحدّ ذاته نوعٌ من القيود ذات الشكل المتحضر.. أنا لا أصلح لذاك.. إنني أشعر بجموح كل الخيول من نظرةٍ عابرة.. فيما لا تستثير عندي شيءٌ امرأةٌ تتعرى أمامي دون خجلٍ أو حياءٍ حتى لو كانتْ زوجتي... هذا لا يعني أنني قد غيّرتُ من قناعاتي.. فأنا لا أنتمي لقناعاتٍ محددة.. لكنني لستُ معنياً بالأشياء السهلة جداً أو الصعبة جداً.. إنني رجل المصادفات.. أحبّ أن تجيء الأشياء بالصدفة.. فإما نحيا بمجيئها أو تقتلنا.. لكن الرتابة والتدرج في الحياة ليسا من مفاهيمي.. بلْ لا يوجد عندي أية مفاهيم.. كم أكره أن أنتظر الحياة أو الموت.. أريد أن أداهمهما أو يداهماني... ليس لدي أدنى استعداد لما يسمى بالتخطيط والتنظيم والتنبؤ..
إذا أردتَ أن تقتل شيئاً فخطط له.. أي شيءٍ يحدد ضمن إطارٍ هو شيء مقيّد لا روح فيه...
أرجوك.. لا تأخذني حيث لا أسعى.. أريد أن أعرف من أنتَ.. أين أنتَ.. وإلى أينْ...

أنا الذي يحاول أن ينأى بنفسه عن روح وجماعية القطيع الذي ينتظر كل واحد فيه دوره.. مع علمي أن لي دورٌ.. شئتُ أم أبيتُ.. لكنني سأبقى أحاول الخروج عن النسق وعن السياق.. عن المألوف والمعتاد.. عن الطبيعي والصحيح... لا أقبل بحياةٍ عاديةٍ.. تماماً كما لا أقبل بموتٍ عادي...

لكنكَ في النهاية أحد أفراد القطيع.. وسيجري عليكَ ما يجري عليهم..
قد يكون هذا صحيح.. لكنني لن أنتظر دوري.. سأبقى أركض ملء وسعي.. لن أصطف مع المصطفّين.. سأداهم دوري قبل لحظةٍ من مجيئه.. ما دامت الأشياء محددة مسبقاً.. فلا يعنيني منها شيءٌ.. وإذا لم تكن محددة مسبقاً.. فإنني أكون قد مارستُ حياةً تستحق موتأ جميلاً..
هكذا جاء المشهد لهذا الطفل الرائع الجميل حدّ الدهشة والاعتياد.. محمد طمليه.. فلندع كلنا له بالسلام والشفاء..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :