facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل هو فجر كاذب؟


خيري منصور
05-04-2015 02:40 AM

كما ان هناك حملا كاذبا وفجرا كاذبا وتضاريس كاذبة اشبه بالسّراب الذي تخترعه العين الكليلة الظّامئة، فان في التاريخ البشري ما يشبه ذلك ايضا، سواء كان ثورات او نهضات او قيامات وطنية، فالحاجة كما يقال هي أمّ الاختراعات كلّها، لكنها احيانا تضلّ الطريق الى اشباعها فلا تخترع غير الاوهام التي تلبي رغائبها فترى فقط ما تود رؤيته ولا تُصغي الى غير صدى صوتها.

هذا التفريق بين الحقائق والاوهام ضرورة منطقية واخلاقية وتربوية، كي لا تتكرر تلك الاخطاء الكبرى التي اعاقت نمو شعوب وحرمتها من لحظة الكشف التي تتيح لها نقد ذاتها ومراجعة خطواتها.

وغالبا ما يكون فائض الحرمان هو السّبب في خداع الذات، بسبب التعجّل والرّغبة الجامحة في تصفية الحسابات، وهذا ما يصيب البوصلة بالعطب وتصبح الحركة عمياء، واخيرا تهب الرياح على غير ما تشتهي قوارب الورق!

وحين نقرأ عن نهضة القرن التاسع عشر التي ساهم فيها مهاجرون من الشام الى مصر اضافة الى رواد مصريين نشعر ان التّعويل عليها كان اكبر من ادواتها وان المعوقات التي ادّت في النهاية الى اجهاضها لم تكن خارجية فقط او مؤامرة، بل هي من داخلها ومن صلب احشائها، وهذا هو الأخطر والأشد فتكا، والعربة التي يقودها جوادان باتجاهين متعاكسين ليس امامها الا المراوحة على طريقة محلّك سر، الا في الحالات التي يتفوق فيها حصان على الاخر ولسوء الحظ فإن الحصان الذي طالما جرّ العربة الى الوراء كان اقوى لأنه يجد من يعلفه حتى التخمة ومن يرعاه، واللحظة العربية الراهنة مجال رحب لتجريب كل الخبرات والمناهج والرؤى في قراءتها بين تفاؤل ساذج وتشاؤم ضرير، والحقيقة ابعد من كل هذه الثنائيات، لأن المستقبل الان لا يكتشف بقراءة الطوالع وحثالة القهوة في قيعان الفناجين، لأن له علمه ونظرياته وهو باختصار حصيلة الممكنات الراهنة كما هي عناقيد الثمار حصيلة البراعم على اغصان الشّجر.

هذه اللحظة ثمة من يقرأها كصحوة قومية تحاول تدارك ما تبقى مقابل قراءة اخرى تعتمد على القياس وترى الليلة شبيهة بالبارحة، والمراوغة هي ذاتها.

والقياس هنا على ما سبق من تجارب سعت الى الالتئام القومي وما يسمى رأب الصدوع، ولأنها تجارب كان حظّها الاخفاق فإن كل قياس عليها لا بد ان يفضي الى تشاؤم، فهل ننتظر تسعة اشهر اخرى كي نتأكد من ان الحمل ليس كاذبا وان نسهر عدة ليالي حتى الفجر كي نصدّق بأنه ليس كاذبا؟

ام ان ما تبقى لا يحتمل كذبا او مراوغة او تواطؤا او تباطؤا؟ الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :