عمون – محمد الخوالدة - لم تكن تعلم ان ثوب الزفاف الذي ذهبت لابتياعه من عمان حيث تتنوع اسعار وموديلات تلك الثياب عما عليه الحال في مدينة الكرك سيكون الكفن الذي يرافقها في رحلة عودتها من عمان الى الكرك جثة هامدة بعد ان اصيبت بنوبة قلبية حادة اثناء معاينتها للثوب الذي جهدت الى ان وقع اختيارها عليه في احد المحال التجارية في العاصمة.

هذا ماحصل مع العشرينية (م . م) التي كانت ستزف الى عريسها الذي استكمل كافة الاستعدادات اللازمة لاقامة مراسم الزواج بعد اسبوعين من التاريخ الذي توفيت فيه زوجة المستقبل واللذين ربطت قلبيهما قصة حب عفيفة بحكم ما كان عليه الاثنان من تربية صالحة وخلق رفيع.

هذه القصة الواقعية والتي حصلت احداثها مؤخرا في احدى ضواحي مدينة الكرك تلفت الى ان الموت اقرب للانسان من حبل الوريد مصداقا لقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "، وفي هذا عظة وعبرة لكل من تأخذه الدنيا بزخرفها وزينتها فتنسيه ان كل ذلك الى زوال وان ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال.