facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليمنيون .. بين السماء والأرض


09-04-2015 01:57 PM

عمون - وجد اليمنيون أنفسهم بين فكي تحالف "عاصفة الحزم" الذي يشن جوا غارات على مناطق متفرقة في البلاد، وتحالف الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يشن هجمات على الأرض.

هذا الأمر تسبب في انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية، وانفلات الأمن، وتدهور للأوضاع الصحية والإنسانية بشكل غير مسبوق.

ويوما بعد آخر، تتلاشى الآمال لدى اليمنيين في انقشاع الأزمة، فعلاوة على قصف جوي وأرضي يستهدف معسكرات موالية للنظام السابق والحوثيين أجبر سكان العاصمة على نزوح جماعي، تعيش محافظتا عدن والضالع (جنوب) أوضاعا إنسانية صعبة نتيجة حرب شوارع وقصف مدفعي على أحياء سكنية من قبل ميليشيا الحوثي التي تتوغل في مدن الجنوب منذ أيام.

وأفاد سكان محليون أنهم باتوا تحت رحمة الدبابات الحوثية التي دكت أحياء سكنية مزدحمة، وتسببت بسقوط عشرات القتلى والجرحى في ظل عجز تام عن تقديم الخدمات الصحية لضحايا الاشتباكات.

وذكر مركز الإعلام الاقتصادي اليمني (منظمة أهلية) أن "العديد من الأسر الفقيرة المحاصرة لم تستطع الوصول إلى المتطلبات الأساسية من الغذاء والدواء، لاسيما مع إغلاق المحلات نتيجة استمرار القصف العشوائي".

وقال في بيان إن "الموظفين الحكوميين في عدن ظلوا محاصرين لعدة أيام، ولم يتسلم الموظفون مرتباتهم نظرا لإغلاق البنوك والمكاتب الحكومية".

وقال عاد نعمان، ناشط حقوقي من عدن، إن "المجمعات الصحية تعيش أوضاعا صعبة، مجمع التواهي ومستشفى باصهيب يعانيان من نقص في المستلزمات الطبية، إضافة إلى كادر طبي محترف يستطيع القيام بعمليات جراحية معقدة".

وأضاف نعمان، في حديث للأناضول عبر الهاتف من داخل المجمع الصحي بالتواهي، أن "مدينة المعلا بمحافظة عدن تعيش حظر تجول منذ السادسة مساء كل يوم، وقبل يومين أطلقنا نداء استغاثة لطلب أطباء وجراحين، لكن لم يستطع أحد الوصول إلينا؛ بسبب القصف وبعضهم يتخوف من عملية استهداف خصوصا بعد مقتل 2 من المسعفين، الأحد الماضي".

وفي العاصمة صنعاء، بدأ السكان عمليات نزوح جماعية بسبب ما يصفونه بـ"ليالي الرعب" المتواصلة منذ 26 مارس/ آذار الماضي التي تنشط فيها غارات التحالف على معسكرات للحوثيين والنظام السابق تحيط بالعاصمة من كل الاتجاهات.

وقال محمد العديني، موظف بالقطاع الخاص، للأناضول "قضينا ليالي عصيبة في الأيام العشر الأولى من القصف الجوي لكننا لم نحتمل وقررنا النزوح إلى تعز (وسط) خصوصا مع توقف الدراسة".

وتابع: "هناك خطورة في التنقل وخصوصا في منطقة حدة التي تضم مقار المنظمات والشركات النفطية، وتقع بين معسكري "فج عطان" و"القوات الخاصة" اللذين يتعرضان للقصف بشكل شبه يومي".

وإضافة للأوضاع الإنسانية والصحية المتفاقمة في مدن الاشتباكات جنوبا والمحافظات التي تنال القصف الأكبر شمالا تتشابه جميع المحافظات اليمنية في أزمات موحدة: انعدام تام للمشتقات النفطية، وانقطاع للتيار الكهريائي، واختفاء للقمح والدقيق، ورعب من المستقبل.

وقال سكان محليون في محافظة تعز إن كيس الدقيق ارتفع سعره قبل يومين من 3500 ريال إلى 8 آلاف ريال (حوالي 40 دولارا أمريكيا)، لكنه اختفى بعد ذلك، وهو ما يجعل الناس يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من موجة جوع قادمة".

وقال رقيب عمر، من سكان تعز، للأناضول "الناس في المدن لا يصنعون الخبز في منازلهم مثل الأرياف، ويعتمدون على شراء القمح بالكيلو وليس بالعبوات الكبيرة ذات الخمسين كيلو، لكن الكيلو الذي كان يباع بـ130 ريالا في السابق لدى تجار البهارات ارتفع إلى 200 ريال (ما يوازي دولار أمريكي)، واختفى بعد ذلك، كما أن سعر الـ20 لترا من البنزين وصل إلى ما يعادل خمسين دولارا في السوق السوداء".

وأضاف "سكان الأرياف عملوا على تخزين القمح والدقيق بشكل كبير، لكننا في المدن نعتمد على مخابز الرغيف التي زادت طوابير الناس أمامها في الأيام الماضية، وخلال أيام ربما تغلق أبوابها لنفاد مخزونها من الدقيق ونجد أنفسنا أمام الأرز فقط أو نموت جوعا".

وتعتمد السوق اليمنية على مصانع محلية للقمح والدقيق في محافظتي عدن والحديدة (غرب)، والاستيراد من الخارج، لكن المعارك الدائرة في عدن جعل من الصعوبة تدفق استمرار السلع إلى تجار التجزئة.

وقال مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة لوكالة الأناضول "هناك أكثر من باخرة تحمل القمح يملكها تجار يمنيون ستصل إلى الموانئ اليمنية، ونتمنى من قوات التحالف التي تسيطر على المياة الإقليمية اليمنية السماح لها بالمرور حتى تصل إلى موانئ عدن والحديدة".

وبدأت الأوضاع الإنسانية في اليمن تثير هلع المنظمات الدولية، وخصوصا في ظل عدم وجود نافذة للأمل بانتهاء الحرب الدائرة.

وقالت وكالة المساعدات الدولية "أوكسفام" (خيرية دولية)، في بيان لها الأربعاء الماضي، إن "الوضع الإنساني في اليمن يدعو للقلق، وإن أكثر من 60% من السكان يعتمدون بالفعل على المساعدات".

وأشارت "أوكسفام" إلى أن "استمرار الغارات الجوية المكثفة في معظم أنحاء البلاد يؤدي إلى نقص في الغذاء والوقود ويسرع بوتيرة تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".

ودعت أوكسفام الجهات المانحة الدولية لـ"زيادة الدعم لليمنيين في هذا الوقت الحرج"، محذرة من أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى حدوث "كارثة إنسانية" في جميع أنحاء البلاد.

وبالفعل، أعلن الصليب الأحمر وصول أول طائرة تقل طاقما طبيا إلى العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الثلاثاء، بعد موافقة قوات التحالف على ذلك.

وأعلن مدير عمليات منظمة الصليب الأحمر الدولية دومينيك ستلهارت، في تغريدة عبر تويتر، يوم الثلاثاء، وصول أول طائرة تقل طاقما طبيا إلى صنعاء.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر سيتارا جابين بدورها في تغريدة إن "الطائرة هبطت وعلى متنها أطباء وممرضون".

وتدهورت الأوضاع الاقتصادية لليمنيين إلى مستويات مخيفة، ففي حين يعاني الموظفون الحكوميون من تقليص وتأخر لرواتبهم من قبل وزارة المالية التي يسيطر عليها الحوثيون، يشكو القطاع الخاص من ركود غير مسبوق، وتوقف عمليات البيع والشراء مما أدى إلى تسريح عشرات العمال من وظائفهم.

وتوقعت منظمات إغاثية أن يزيد عدد المواطنين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة إلى أكثر من 12 مليون مواطن (من أصل قرابة 27 مليونا)، خصوصا أن نسبة الفقر تجاوزت 60% لمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :