facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نعم لهيئة لمكافحة التدخين


د.حسام العتوم
15-04-2015 08:29 PM

بعد الندوة الناجحة التي عقدتها كلية إعلام جامعة البترا في مجال مكافحة التدخين تحت رعاية المستشار الأعلى فيها دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران ورئيسها الأستاذ الدكتور مروان مولا وبتقديم وإدارة موفقة من قبل العميد الأستاذ الدكتور تيسير أبوعرجه تاريخ 6/نيسان الجاري وبالتعاون مع اللجنة المختصة وعدد من وسائل الإعلام المحلية والخروج بتوصية عريضة مفادها تنظيم حملة إعلامية وطنية هادفة لتطويق آفة التدخين الضارة، وعليه خطر في ذهني أن أدعو لتأسيس هيئة مستقلة لمكافحة التدخين تعمل بقانون ويكون مركزها عمان العاصمة تماماً على غررا هيئتي مكافحة المخدرات والفساد التي أوعز سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بتأسيسهما عامي 2002/2005 انسجاماً مع اتفاقيتي الأمم المتحدة وهما اللتان عملتا بقانون وبقوة وتميّز، وما ساعدهما على ذلك اندلاع الربيع الأردني الأخضر الذي أغلق الأبواب أمام لفساد بكافة ألوان طيفه ومنه المخدرات، واختلف بالمطلق عن ربيع العرب الأسود الذي سرعان ما تحول إلى دموي وخراب وإرهاب، وانحراف وانهيار.
وتصوري لهيئة مكافحة التدخين بأنها ستكون قادرة إدارياً وقانونياً وإعلامياً وتنموياً على مواجهة الانتشار الفوضوي للتدخين وسط مجتمعنا ومنه تحت أسقف مدارسنا وجامعاتنا ونقاباتنا وأنديتنا وأحزابنا وأماكن تجمعاتنا العامة التي تراعي المعايير الدولية الواجب توفرها في كل الأماكن سابقة الذكر من أجل تخليصها من مظاهر الأذى المرافقة له، ويمكن لهذا التوجه أن يتحقق بجهود جمعي منظم للوسائل (Media) والوسائط (Medio) المتنوعة والمؤثرة والقابلة للتأثر بالأسباب الميدانية التي تقود للإدمان على التدخين بأنماطه المختلفة من (سيجارة) و(سيجار) و(غليون) و(ارجيلة)، خاصة وأن التدخين المباشر يدفع باتجاه التأثير السلبي القسري على غير المدخنين والذي يصيب أجهزة التنفس البشرية ويلحق الضرر بالصحة العامة للإنسان، وهو الذي اكده لنا هنا الطب والدين والأبراج والإعلام وعلمي النفس والاجتماع وردود فعل الناس الـFeedback.
ويذكر التاريخ بأن بداية الدخان ظهر عند اكتشاف شجرة الدخان في القارة الأمريكية عام 1492 من قبل البحارة الأسبان ثم انتشر تدريجياً في العالم، ومكونات الدخان من زاوية الطب تتعدى النيكوتين ليصل إلى غاز أول اكسيد الكربون، وعنصر الرصاص الثقيل والسام الذي يصعب على الجسم إفرازه إذا ما تجمع، ومادة البنزوبيرن التي أثبتت الأبحاث العلمية تسببها في السرطان، والنيكوتين وهي مادة شديدة السمّية لدرجة أن (50%) منها إذا حقن بها الإنسان دفعة واحدة تميته فوراً، وعنصر البلونيوم المشع الذي يتركز في رئة المدخن ويحطمها، ومادة القطران التي تؤدي إلى اصفرار الأسنان ونخرها والتهاب اللثة والزرنيخ الذي يستخدم عادة كمبيد حشري ويستخدم منه (10%) في الدخان، وكحول ومواد مطيبة تضاف إلى التبغ من أجل الاحتفاظ برطوبته، وعلى صعيد الأضرار فإنها كبيرة مثل التهاب الأعصاب، وفقدان شهية الطعام، واضطرابات ضربات القلب، والربو وسرطان الرئة، والحنجرة.
ومن زاوية ديننا الإسلامي الحنيف فإن آيات قرآنية كريمة عديدة نصت على حرمة التدخين لما له من مخاطر على حياة الإنسان في سورة الأعراف (157) قوله سبحانه وتعالى: (... ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، وفي سورة البقرة (195) قال تعالى (... ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وفي سورة النساء (129) قال تعالى (... ولا تقتلوا أنفسكم)، صدق الله العظيم.
وكذلك الأمر في الكتاب المقدس يوجب بأن لا يتسلط على أجسادنا شيء دون ذكر الدخان بعينه، ويرتفع عدد المدخنين إلى (1,3) مليار في العالم، والأردن شرع قانون الصحة العام رقم (47) سنة 2008، ودراسة لوزارة الصحة عام 2014 بأن خسائر الأردن جرار التدخين والعلاج سنوياً اكثر من مليار دينار حسب جريدة الرأي عام 2014.
وحتى (الأبراج) وإن كانت لم تتطرق للدخان والتدخين مباشرة إلا أنها عرجت على مواصفات الإنسان والتي تقترب من خصائص المدمن عليه مثل برج (الحمل) الذي يشير إلى ارتعاشه وانكماشه أمام الأوجاع الجسدية ورفضه للذهاب لطبيب الأسنان إلا مرغماً.
ويبقى الدور الأكبر في مكافحة التدخين وأضراره يرتكز على الإعلام باعتبارها مادة تنموية هدفها المحافظة على سلامة الإنسان في بلدنا الأردن الغالي وعلى البيئة لكي تبقى نظيفة وخالية من التلوث، وهي المرتبطة بالإقليم والعالم، فلدينا فنون تحرير وبرامج إخبارية وأخرى تحليلية وتشكيلية من الممكن توظيفها إلى جانب الحملة الإعلامية التنموية باعتبارها أمّاً للوسائل (Medio) على الوسائل (Media) الأردنية واسعة الانتشار والفاعلة، وحتى على الغربية والأجنبية منها الموجهة إلينا مثل (روسيا اليوم) و(France 24) و(العربية) و(الجزيرة) و(الحرة)، ويجوز بالطبع إدخال هذه الفنون إلى وسط الحملة الإعلامية المنظمة والمنشودة أيضاً، ولكل فن قصة إبداع، وللحملة الإعلامية مساحات إبداعية واسعة بلا شك وبكل تأكيد.
والحملة الإعلامية التنموية الوطنية اليوم وكما اعرف تحتاج لمؤسسة ناجحة تديرها مثل مؤسسة (العرش) ودائرة إعلامها أو مجلس الوزراء أو هيئة الإعلام حتى تصبح نافعة وشاملة، وهي بحاجة لتمويل وإدارة وتخطيط وهدف مبرمج واضح وحسبه دقيقة لردود الفعل والنتائج مسبقاً، وتحتاج لتعاون جميع أركان الدولة الفاعلة، ولها دور توعوي هام وسط جمهورنا الواسع، وتحديد وقتها وتوقيتها أمر غاية في الأهمية، وساعة صفرها إن أعلنت عليها أن تبدأ العمل وتنهي أعمالها لاحقاً لحصد النتائج وبالنسب المئوية، وإن نجحت تكرر كل عام ولمدة شهر مثلاً، وهي تحتاج لشعار قائد مثل (مكافحة التدخين طريقنا إلى المستقبل الآمن).
وفيما يتعلق بالفنون الواجب استثمارها هنا فإنها جميعاً ترتكز على المعلومة الدقيقة والصادقة الممكن تحويلها إلى خبر إعلامي بواسطة طرح أسئلة ميدانية محددة معروفة من طرف صحفي وإعلامي مهني محترف، والتوسع باتجاه فن التقرير المتوازن، والصورة، والتحقيقات خاصة الاستقصائية (Investigation) منه، والمقابلات والتي من فروعها (الندوة، والورشة، واللقاء، والمؤتمر المصحفي)، وفي الجهة المقابلة فإن قافلة من الفنون التحليلية والتشكيلية يمكنها أن تنظم للحملة وتعمل بأفق واسع مثل المقال الجاد والساخر، والبورتيرية (حكاية الإنسان والمكان والصورة الحاسوبية)، والكاريكاتير وما لدينا من أقلام راسمة محترفة في هذا المجال مثل (عماد وأسامة حجاج) وغيرهم، والكوميكس المتخصص بالصور الحاسوبية والتعليقات الهادفة المتابعة من قبل الجميع ومن النخبة الـ(Elite) ورسائل المواطنين المتطورة إلى حاسوبية وجوالة، والمراسلة الإعلامية التي تتطلب المغامرة والجرأة والاحتراف والغوص إلى عمق مثل هكذا قضية هامة تؤرق المجتمع وتدمر صحة الإنسان، والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق وليحيا الإنسان ويعيش الوطن.





  • 1 محمد الناصر 18-04-2015 | 01:46 PM

    مقال رائع وانت دائماً مبدع د حسام التدخين آفة المجتمعات وتحديدا في الاردن التدخين في كل مكان ابتدأ من قبة البرلمان والدوائر الحكومية بل وحتى في المستشفيات ،،

  • 2 الاء المجالي 20-04-2015 | 12:58 PM

    ابدعت دكتورنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :