facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إحباط وقلق في عيون الأردنيين


اسامة الرنتيسي
16-04-2015 02:49 AM

في لقاء لأحد صنّاع القرار في الحلقة الضيّقة في البلاد، مع نخبة من الصحافيين والكتاب، قبل أشهر، لم يجد تفسيرا لحالة الاستقرار التي نتمتع بها في الاردن، سوى القول في ختام حديثه: "الاردن يسير بحماية الله.."، قلنا له ".. ونعم بالله..".

لكن هل هذا يكفي، فكل الأمور في البلاد باتجاه الاصطدام بالحيط، إن لم تكن اصطدمت فعلًا.

حالة من الإحباط والقلق تنتاب الجميع، فلا التوجهات الحكومية بحجم الأزمة التي تعيشها البلاد، ولا الحياة البرلمانية قادرة على ان تصنع تغييرا وتأثيرا يجعلان المواطن مُطَمْئِنا إلى درجة يَشعُر معها أن حياته محمية بطاقات وخبرات تقرأ المستقبل جيدا، وتستطيع تطوير التشريعات.

وهناك مؤشر رئيسي بخط أحمر، على سياسة التراجع عن الاصلاح الجاد، بكل أركانه وعناصره، تحديدا تلك المتعلقة بحياة الناس اليومية، وعذاباتهم المعيشية.

لنتذكر أن الانطلاقة الأولى للحراك الشعبي في ذيبان، كانت بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع حدة الفقر، ونسبة البطالة بيـن الشباب، ثم امتد الحراك مثل النار في الهشيم، في ارجاء المملكة كافة، معبّرا عن سخط معـظم فئات الشعب، على تفاقم الأوضاع المعيشية من جهة، واللامبالاة الرسمية غير المفهومة، حيال معالجة هذه الأوضاع والاستجابة لمتطلبات التطوير والتنمية، والتحرر من أغلال اقتصاد السوق وأدواته الدولية.

حلول واقعية كثيرة طُرحت أمام الحكومة الحالية والحكومات السابقة، بهدف معالجة العجز والمديونية، بدءا ممّا يتصل بالتهرب الضريبي، ورفع ضريبة التعدين، وقانون ضريبة الدخل، والاهتمام بالاقتصاد الانتاجي، الزراعة، والثروات الكبيرة الاخرى، المعدنية وغيرها التي تضمّها الأرض الأردنية… لكنّ إجراءً واحدًا لم يُتّخذ على هذا الصعيد، وأكْتُفي باتباع السياسات التي درجت عليها الحكومات، بمدّ اليد إلى جيب المواطن ورفع الأسعار وهو أسهل الحلول وأقلها تكلفة ـ فيما مضى ـ.

فهل هذا الحل هو الأقل تكلفة حقا الآن؟ لندقق جيدا؛

أولا: لا حاجة بنا للتذكير بحالة النهوض الشعبي التي تشهدها المنطقة العربية عموما، (حتى لو انحرفت بوصلتها واختُطفت من قبل قوى رجعية متخلفة) من أجل استعادة الحقوق السياسية والاجتماعية معًا، ومن غير الحكمة أبدًا لدى أية سلطة سياسية كانت، التصادم مع هذا المستجد الكبير في حياة الدول والشعوب.

ثانيا: شهد العالم أزمة اقتصادية عالمية مرشحة للتصاعد، بسبب الأزمات الطاحنة والحتمية للرأسمالية العالمية في مواطنها "الولايات المتحدة وأوروبا عموما"، وقد انعكست الأزمة، ولا تزال ارتداداتها تتفاعل، ليس فقط في تلك البلدان، وإنما في بلداننا أيضًا. الأمر الذي يعني بالضرورة عدم قدرة هذه الدول على تقديم المساعدات السنوية المنتظمة المعتادة، وإن تمكنت هذا العام، فماذا في الأعوام المقبلة؟ حتى وصل الامر قبل عامين الى ان أعلنت الولايات المتحدة خطة تقشف عامة، سيَفقد بسببها أكثر من ثلاثة أرباع مليون أمريكي وظائفهم..

ثالثا: التراجع عن "الاصلاح الاقتصادي وفق منهجية علمية، وإرادة سياسية عليا بإنقاذ حالة التدهور المعيشي" ادى حتما إلى انتعاش الأصولية السياسية والدينية بأشكالها كافة، الأمر الذي عقّد بالضرورة عملية الاصلاح السياسي المتوازن، والسيطرة على إدارة مفاصل الدولة، وفق استراتيجية تطويرية محكمة.

نظرة بسيطة الى مستوى الأداء العام في البلاد نكتشف فعلًا أننا اصطدمنا بالحيط، ونسير إلى المجهول، وبات القلق يسيطر على عقول وقلوب الاردنيين. العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :