facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفكرونا .. إن وُجدتم .. أين أنتم ؟!!


أروى الجعبري
24-04-2015 03:50 PM

ما زالت منطقتنا العربية تتخبط بين التيارات السياسية والطائفية المتناقضة والمتصارعة، وما زال الفكر العربي بكل تياراته مشلولا أمام هذه الأحداث والصراعات والتغييرات الصادمة والمفاجئة في مجتمعه، بل يقف مدهوشا فاغرا فاه أمام ما يطرأ أو طرأ على أبنائه من تبدلات و تحولات لا يفهم لها سبباً أو تفسيراً!!!

لماذا؟

ببساطة، لأن الفكر العربي لم يعرف منذ القرن الأول الهجري، ونشأة الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي (عليه الصلاة والسلام) أي مفهوم مؤسسي أو مدني للمجتمع والفرد والحكم، لم يعرف حرية الفرد كإنسان قائم بحد ذاته بعيدا عن الأصل والعرق و الدين ، لم يعالج الفرد وحاجاته وهمومه كإنسان منفصل عن القبيلة أو الجماعة، لم يعرف حكما مدنيا قائما على حقوق الفرد وحرياته خارج إيطار دينه أو قبيلته أو عرقه أو نسبه ، لم يعرف الفكر العربي إلا حياة الجماعة و مجتمع القطيع الذي يسير بأوامر الحاكم صاحب الأمر و النهي ، و الذي ربط فقهاء و مُشرٍعي الحُكًام ، طاعته بطاعة الله تعالى قديما، في حين أعطوه صفة ( الأب ) الحاني حديثاً!!

في ظل هذه السياسات، عرف العرب علوما وانجازات عمرانية و أدبية و ثقافية ، إلا أن هذه الحضارة بدأت بالاضمحلال كلما تعمق الفكر الجماعي المغِيب للفرد و كيانه في الحكم و المجتمع ، و من هنا ، كان ما نراه من تراجع حضارة بمستوى الحضارة العربية في القرون الثالث الأولى ، لتصل إلى ما نحن عليه في الوقت الحاضر ، في الوقت الذي انعكست فيه الآية في أوروبا، التي سارت من عصور الظلام و الجهل إلى عصور النهضة و النور و التي عرفتها منذ نهض مفكروها للدفاع عن الفرد وكيانه وحريته "أولا ، ثم نضال شعوبها في سبيل الحرية والعدالة والمساواة تالياً.

أما نحن ، فيبدو لي ، أن حضارتنا عجزت بعد هذا التراجع والانحدار منذ قرون طويلة، عن إنجاب مفكرين يحملون مشعل الحرية و النهضة كما حملها مفكرو الشعوب الأخرى لأبناء مجتمعهم ، بل ربما، و هو الأسوء ، في حال أنجب مجتمعنا هؤلاء المفكرين ، فإنهم عاجزون أو متقاعسون ، في ظل الأنظمة و التيارات الظلامية التي تسود بلادنا ، عاجزون عن صنع التغيير أو حتى الإشارة إليه إلا على استحياء......و السؤال هنا : هل كان مفكرو أوروبا و عصر النهضة أمام تحدٍ أقل عندما حملوا مشاعل الفكر و الحرية في وجه المؤسسات السياسية والدينية في ذلك الوقت؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :