المهندسون الصوريون والمكاتب الهندسية الصورية مشكلة قديمة جديدة تكبر كل يوم دون ان تقوم نقابة المهندسين وهيئة المكاتب الهندسية بحلها، على الرغم من تأثيرها السلبي والخطر على السلامة العامة للابنية والمشاريع الانشائية في القطاع الخاص خاصة المشاريع الاسكانية التي في غالبيتها اصحابها تجار ويهمهم ان يغيب المهندس المشرف عن مشاريعهم ليقوم بعدم التقيد بالكودات والمخططات الفنية.

فقد جرت العادة ان تقوم مكاتب هندسية بالاتفاق مع مهندسين يعملون في أمكنة أخرى بدوام كامل للعمل لديهم برواتب متدنية دون ان يقوموا بمزاولة المهنة على ارض الواقع تماما كما تقوم مدرسة بتعيين مدرس لديها دون ان يقوم بتدريس طلابه!؟.

ومن غرائب الصدف انه اكتشف مؤخرا ان عددا من المهندسين الصوريين قد توفوا او سافروا الى خارج البلاد وما تزال مكاتب هندسية تستغل اسماءهم دون علمهم او علم ذويهم او علم النقابة نفسها.

والمهندسون الصوريون في غالبيتهم مهندسات (ربات بيوت) ومهندسون يعملون خارج الاردن خاصة في السعودية ودول الخليج اضافة الى مهندسين من داخل الاردن لكنهم يعملون في مهن اخرى كالتجارة والصناعة والادارة ووظائف اخرى ويشكل المهندسون الصوريون الان اكثر من 40% من المهندسين العاملين في المكاتب والشركات الهندسية؟!.

اما المكاتب والشركات الهندسية الصورية فهي مكاتب وشركات هندسية تسجل اول مرة بعقد ايجار وهمي ورخصة مهن لشهر او شهرين وبعد ذلك يقوم اصحابها باغلاق مكاتبهم الهندسية وممارسة المهنة من خلال هواتفهم الخلوية وغيرها وغالبا يقوم بهذه المهمة رسام او اشخاص ليس لهم علاقة بالمهنة الهندسية ،وتشكل نسبة هذه المكاتب الهندسية حوالي 10% من المكاتب الهندسية في نقابة المهندسين كبرى النقابات المهنية الاردنية والعربية.

اعرف ان مهندسين مخضرمين ومعروفين في الحقل الهندسي وبتكليف من مجلس نقابتهم قاموا بوضع آلية عمل مدروسة للحد من الظاهرة السلبية للمهندسين والمكاتب الهندسية الصورية لكن لم يتم اعتمادها بسبب الخلافات المعلنة بين مجلس النقابة وهيئة المكاتب والشركات الهندسية.

وهنا نتساءل: لماذا يتردد مجلس النقابة ومجلس الهيئة في العمل للحد من هذه الظاهرة والتوقف عن غض الطرف عن المخالفين حتى لو كانوا من اعضاء مجلس النقابة والهيئة (الذين يستخدمون وبكل أسف مهندسين صوريين ولديهم مكاتب هندسية صورية) ودون الالتفات الى اية حسابات انتخابية خاصة وان انتخابات نقيب ومجلس النقابة ومجلس الهيئة فمصلحة المواطن والوطن فوق كل شيء؟!.

Odeha_odeha@yahoo.com