كلمة ثقيلة ترددت منذ مساء الجمعة وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ولن ينفك مطلقوها عن ترديدها اليوم وغدا، وربما بعد سنوات.. "باعوها"، ذلك ان فكر التخوين والتشكيك بات كأنه لازمة يصبغ تفكير المواطن العربي في كل مناحي الحياة، في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، فلماذا لا تدخل الرياضة على الخط نفسه ما دمنا متفقين على ان هذا الفكر بات كأنه صناعة عربية وماركة مسجلة بامتياز.. نتقن فنون الاتهام ونحيطه بمبررات نصدقها برغم القناعة الكاملة بانها مجرد هواجس قد لا يكون لها اساس من الصحة اصلا..!!

لمجرد ان انتهت مباراة الفيصلي والصريح الاخيرة في الدوري ثارت ثائرة بعضهم وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تحمل العديد من عبارات التشكيك في انتصار الفيصلي، وتحمل منافسه ولاعبيه مسؤولية ما وصفوه بالتخاذل توطئة للخسارة باعتبارها تنقذ العريق من السقوط في مجاهل الهبوط اعتمادا على الوضع غير الطبيعي والاستثنائي غير المسبوق الذي يمر به الفريق الازرق هذا العام، المعروف عنه انه صاحب اكبر الانجازات المحلية والخارجية والرائد على الصعيد الكروي عبر تاريخ الاجيال العديدة من صفوة النجوم الكبار الذين قدمهم لساحة الكرة الاردنية..

باعوها لمجرد ان فاز الفيصلي.. باعوها لان المطلوب ان يخسر الفريق حتى تكون الامور في سياقها الصحيح، ولا تصدر اية عبارة تشكك في النتيجة، لان القاعدة هذا العام خسارة الازرق والاستثناء هو فوزه، حتى لو جاء متأخرا وبجهد كبير من اللاعبين، شعورا منهم ربما باهمية النتيجة واستشعارا بالخطر المحدق بفريقهم الذي لم يصل طوال تاريخه ومسيرته الى مثل هذا الوضع، غير الطبيعي، لفريق صبغ مسيرته بكل الوان الانجازات والبطولات..!!

لست هنا في موقع الدفاع عن الفيصلي ولا انصاف فريق الصريح الذي كان عليه ان يفوز حتى لو كانت امكاناته الفنية لا تسمح بتحقيق التفوق كي يدرأ الشبهات عن نفسه.. لكن عندما يغدو التشكيك ملازما تفكيرنا تبدو الامور خارجة تماما على المنطق.. فهل كثير على الفيصلي الفوز على الصريح في لقاء يدرك لاعبوه مدى الاهمية التي يحملها الانتصار في مقابل فريق دخل مرحلة الامان ولا مجال لمقارنة وضع الفريقين داخل الملعب..!!

لكن من الذي اوصل الفيصلي الى مثل هذا الوضع البائس.. ومن ذا الذي ترك الفريق عرضة لخطر الهبوط.. ومن تسبب في التشكيك بانتصاراته، وكلنا يعلم كيف كانت الفرق الى وقت قصير مضى تحسب للفيصلي الف حساب… نلوم الذين تناولوا الانتصار الاخير بالتشكيك.. أم نلوم الادارة التي لم تحسن التعامل مع فريق يقال انه حمل زعامة الكرة الاردنية ردحا من الزمن،.. خسارة !! العرب اليوم