facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(الرأي) .. قنبلتكم فلا تفجروها


فايز الفايز
10-05-2015 03:22 AM

قصة تمثيلية أعيد سردها كخطبة فوق رؤوس النائمين، تقول الحكاية أن أحد الإقطاعيين ذهب يبحث عن حصان أصيل ثقيل جميل ليحمله في مهماته الصعبة، ويغير معه حيثما أغار، ويجمح به فوق النار، وما أن وصل سوق المدينة حتى وجد رجلا ينادي على حصان أصيل ليس له مثيل، فطلب الإقطاعي من السائس أن يخبره بصفات الحصان، فسرد السائس كل صفاته الحسنة من الوفاء حتى تحمل الأثقال والأهوال الصبر عند الخطوب وغدر الرجال،ولكن هناك خصلة واحدة فيه مزعجة وهي أن له يوما واحدا في العام تصيبه "حرنة" فيعاند ولا يتحرك، فقال شريف القرية: تلك مسألة سهلة لا يؤخذ بها، سنتحملها مادام السنة بطولها في خدمتنا.

تعهد الإقطاعي الحصان وأصبح بساط الريح تحت يده فلا يعنّ ولا يئنّ ويطيع في أصعب المواقف ويدّك أخطر الدروب، والرجل يكدّ الليل والنهار فوق ظهر حصانه،حتى جاء يوم ذهب فيه الرأسمالي ليقطع نهرا، فلكد حصانه المطيع حتى إذا ما توسط النهر تسمّر الحصان، فهمزه الرجل فلم يتحرك، وحاول ثم حاول فعاند الحصان وعاند صاحبه، ثم غضب الحصان فوثب وأوقع صاحبه في مخاضة النهر، وصاح قائلا: ألم يقل لك صاحبي القديم إن لي يوما في السنة أتمرد على طبعي فوافقت؟!

ولكن الإقطاعي غضب غضبا أعمى بصيرته، فاستلّ سيفه وطعن الحصان بمقتل، ثم خرج من الماء متعبا، وبعد أن مشى لمسافة يوم هده التعب، وأغمض النهار عينه، وأسدل الليل ستاره، وعلت أصوات الوحوش حوله، فتذكر حصانه وندم على فعلته بِه، وقال في نفسه ليتني صبرّت عليه وأعطيته حقه في أن يتنفس يوما دون أن أكون فوق ظهره آمراً، ومقابل السنين التي خدمني بها حفظت له كرامته وأكرمته وأبقيته مذخورا ليوم كريهة.. لكن الصوت لم ينفع عند الفوت،ولم ينفع صاحبنا ولا عائلته من ملّاك الحصان ندمهم!

إذا كانت صحيفة الرأي هي حصان الرّهان للدولة الأردنية طيلة أربعة عقود وهي رمحها الذي يرفع على سنانه راية الإنجاز، ويطعن به من ينهشون الوطن ويحرضون عليه أو يلمزون ويغمزون ويلفقون الأكاذيب، ويحاولون زعزعة استقراره والنيل من عزيمته، وكل ذلك من خلال صحف ينفق عليها اللامزون عشرات الملايين في عواصم الغرب والشرق كي تنشر خبرا او مقالا، وتتلقفها قنوات الأعداء والأشقاء، فإن كان حصاننا هي «الرأي»، فإن مالكها سيندم كثيرا بعدما تذهب السكرة وتأتي الفكرة، وبعد أن "يسترخصون اللحم فيندمون عند المرّق».

لا يمكن التصديق أن الجميع صامت أمام الأزمة السهلة للصحيفة، وليس هناك سوى فكرة إعادة تدوير المشكلة، وكأن المشكلة بالأشخاص، ونسي البعض أن هناك مشكلة إسمها الأقفاص، أقفاص دجاج الدولة التي تفرخ في كل عام ديوكا جديدة تملأ الاْردن صياحا ولا تبيض، ثم يحتار كبار ملّاك الدولة أين يذهبون بأولئك الديكة الفريدة، فتراهم يتنقلون بهم من حضن إلى حضن، ومن صحن الى صحن ومن عطوفة الى معالي وعودا الى عضو،وهم ليسوا بأكثر من أرجوحة يهز بها السادة.

إن استهداف "الرأي" هو استهداف لقلب الدولة الاردنية، فمنذ أن صمت الجميع على سياسة خصخصة وبيع أول مؤسسة وطنية،بدأ الانزلاق نحو الهاوية، وهَاهيِ اليوم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، إذ لم يعد هناك أي قدسية أو مكانة أو حرص على كل ما يحفظ تاريخ الاْردن ويصون مستقبل دولته،فكل شيء يرونه قابلا للبيع، ولكننا غير ذلك.

قد يكون البعض غضب أو إستاء أو استغرب التحول الذي قادته إدارة تحرير الصحيفة للتخلص من النمطية التي جرتها الحكومات المتعاقبة لها فيما مضى، فظهرت منذ أسابيع بوجهها الحقيقي للصحافة الموضوعية المتحررة من التبعية، ولكن هذا يجب أن يفرح له الجميع، فهذه مهمة الصحافة الموضوعية، و«الرأي» صحيفة الدولة الأردنية والحكومات راحلة، ففي يوم ما أغلقت الحكومة «الرأي»، ولكن الصحيفة عادت للنور ولا تزال الأولى اليوم، والحكومة وبعدها ست عشر حكومة رحلت ورحل رجالها.

لذا لا تقربوا قنبلة الصحافة التي تتخصّر بها الدولة والوطن لمحاربة أعدائه، فتنفجر في وجوهكم، ولا ينفع الندم! (الرأي)

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :