facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انقلابات الإخوان المسلمين «4» ذيـليـــــة


بلال حسن التل
13-05-2015 03:14 AM

أشرنا في مقال سابق الى فرادة موقف الاخوان المسلمين في الاردن عن مواقف سائر تنظيمات الاخوان المسلمين في سائر البلدان، فبينما كانت التنظيمات الاخوانية تصر على استقلالية قرارها واعطاء الاولوية لقضاياها الوطنية، كانت بعض قيادات اخوان الاردن لا ترى في الاردن الا مجرد ساحة، لا يجوز لها ان تملك قرارها، وكان هذا البعض يصر على التبعية التي وصلت الى حد «الذيلية» للجماعة في القاهرة، التي كانت تتبرم من اصرار اخوان الاردن على اقحامها في القضايا الاردنية، وقلنا ان الحكم بيننا وبين حدثاء الاخوان المسلمين في الاردن وثائق الاخوان المسلمين انفسهم، وبين أيدينا اليوم وثيقتان: الاولى هي البيان الذي اصدرته الجماعة في الاردن، والذي حددت فيه الخطوط العريضة لسياساتها، والذي نص على (ان الاخوان المسلمين في الاردن جزء من الاخوان المسلمين في مصر)، اما الوثيقة الثانية فهي وثيقة لماذا أعدموني.؟ والتي كتبها سيد قطب بخط يده متضمنة وقائع اجابته على اسئلة المحققين معه، والذي يعنينا منها لغاية هذا المقال، ما كتبه سيد قطب عن الاخوان المسلمين في الاردن حيث كتب يقول: «وفي مايو الماضي زارني بمفرده احد اخوان الاردن، وهو طبيب اسمه عبد الرحمن، اما بقية اسمه فلا اتذكرها، ومن السهل معرفة اسمه من الاستاذ فريد عبد الخالق، وذكر لي انه منتدب من اخوان الاردن لمقابلة الاخوان هنا، وانه حضر اليّ لتهنئتي بالخروج من السجن باسم اخوان الاردن، وابلغني تحيات مراقبهم العام الاستاذ عبد الرحمن خليفة، ثم تحدث حديثا طويلا عن المسألة التي يريد اخذ تعليمات فيها او توجيهات، وهي مسألة علاقتهم بمنظمة التحرير وبالشقيري، وهي سرد طويل لعلاقتهم بالشقيري منذ بدأ التمهيد لتشكيل منظمة فلسطين واحاديثهم معه واحاديثه معهم. لا تسعفني ذاكرتي الان باستحضاره لاني لم اكن اتتبعه باهتمام الا في النقطة الاساسية فيه، وهي تتلخص في ان الشقيري طلب مساعدتهم في الدعوة للمنظمة، وانهم فهموا منه انه جاد في قضية فلسطين، فبذلوا له كل مساعدة، ولكن عند تشكيل الهيئة التنفيذية –او ما يشبه هذا- وجدوا انه استبعد الاخوان المسلمين منها، وان اغلبية اعضائها من المعروفين بميولهم الشيوعية، وانهم راجعوه في هذا وكشفوا له عن حقيقة هؤلاء، فوعد بالاهتمام بهذه المسألة، وإعادة النظر في الموضوع، وان المسألة بينهم وبينه عند هذا الحد، وشكا من ان القيادة في مصر لا تتصل بهم، ولا تعطيهم اي توجيهات، في حين انهم يعتبرون انفسهم مرتبطين بالقاهرة... ثم طلب مني توجيهات في الموقف، فقلت له: انني لا املك ان اعطيكم توجيهات محددة في موقف داخلي، اولا: لانني لست المرشد وثانيا: لانكم انتم اعرف بظروفكم، واقرب الى القضية الفلسطينية، وأقرب الى المنظمة وأخبر بكل ما يحيط بها، فطلب مقابلة المرشد فقلت له كذلك: انني لا املك ان اوصله بالمرشد لانني اعرف ان حالته الصحية لم تعد تمكنه من بذل جهد في مثل هذه المشاغل والمشاكل، ولانني اعرف كذلك عدم رغبته في مثل هذه المقابلات، وكنت سمعت هذا فعلا نقلا عن اهل بيته.
فقال لي: انه سيقابل الاستاذ فريد، فماذا انصح له، هل يقابله أم يكتفي بمقابلتي؟
فقلت له: انه يستطيع ان يقابل الاستاذ فريد بلا اي مانع.. وكان قد سألني قبل ذلك عن توجيهاتي العامة قبل سؤالي عن التوجيهات بخصوص منظمة فلسطين، فذكرت له آرائي في منهج الحركة الاسلامية على انها مجرد آراء لي، لا على انها توجيهات لهم.
ومما كتبه سيد قطب: «وقد علمت من الاستاذ فريد في المقابلة التي كانت بيني وبينه بعد ذلك، وفي المقابلة الوحيدة باستنثاء حضوره لتهنئتي بعد خروجي في العام الماضي والتي اقتصرت على التهنئة..علمت ان الاخ الاردني زاره وانه قابل الاستاذ المرشد كذلك، وانه لم يأخذ منهما اية توجيهات في مسألة المنظمة، وان المرشد أبدى رغبته في عدم الحديث في مثل هذه المسائل ، وكذلك عرفت هذا من المرشد عندما زرته للسؤال عنه في مرضه، ولتعزيته في ابن عمه، وذكرت له طلب ذلك الاخ زيارته وردي عليه».
إن اية قراءة متأملة لما كتبه الشهيد سيد قطب سيكشف جملة من الحقائق التي تؤكد اصرار بعض الاخوان المسلمين في الاردن على «الذيلية» للقاهرة، الى الدرجة التي كانت تضايق القاهرة نفسها كما يبدو من كلام سيد وعدم اكتراث المرشد بما قاله مبعوث الاخوان حول العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية فبخلاف سائر تنظيمات الاخوان المسلمين الاخرى، بل على العكس من ذلك كان اخوان الاردن يصرون على ذيليتهم للقاهرة الى درجة قبولهم بصغار النفس والهوان من خلال تسولهم للتعليمات والتوجيهات بل الشكوى من عدم صدور تعليمات من القاهرة لهم كما جاء في كلام سيد. ولعل ذلك ما يفسر لنا الفوقية التي كان اخوان مصر يتعاملون بها مع اخوان الاردن والتي تجسدها معاملة الشهيد سيد قطب لمبعوث اخوان الاردن، ليس فقط من خلال نسيان اسمه وهو بالمناسبة شخصية هامة وقيادية اخوانية اردنية، لم يكن اسمها عبد الرحمن، بل وايضا من خلال عدم اكتراث الشهيد سيد قطب بحديث هذا المبعوث الاخواني، وهو قاله سيد صراحة عندما قال (اني لم اكن اتابعه باهتمام)، والخطير في ما كتبه سيد قطب هو ان الاخوان المسلمين في الاردن كانوا يطلبون رأي القاهرة في قضية لها علاقة مباشرة بالأمن الوطني الاردني، وارتباط مباشر بالسياسة الوطنية للدولة الاردنية، فهل راجع الاخوان الدولة الاردنية للوقوف على رأيها في هذه القضية وغيرها من القضايا المشابهة.؟
ليس هذا فحسب.. بل ظل بعض الاخوان المسلمين في الاردن يصرون على فتح المجال للاخرين في التدخل بالشؤون الداخلية الاردنية، بما في ذلك القضايا ذات السيادة الوطنية، والتي تحدد شكل العلاقة بين الاخوان المسلمين في الاردن وبين سائر مكونات الدولة الاردنية الاهلية والرسمية، مثل الاشتراك بالانتخابات النيابية من عدمه، ومثل عدم موافقة قيادة التنظيم السري في الاردن على قيام حزب جبهة العمل الاسلامي الا بعد ان جاءهم الضوء الاخضر من القاهرة، التي لم يكن تنظيم الاخوان المسلمين بها يقبل المساس من قريب او بعيد بأي شأن مصري او بالوطنية المصرية، بل كانوا يقدمون مصر على ما سواها.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :