facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألغاز حياة المليونير الأميركي القاتل روبرت ديرست


22-05-2015 02:53 AM

عمون - نتمي روبرت ديرست الى عائلة أميركية عريقة، يُقال إنها تملك أغلى بنايات مدينة نيويورك. هي من تلك العائلات التي تجسّد ما يُعرف بـ «المال القديم» في الولايات المتحدة، التي وعلى رغم تغيّر العالم من حولها وولادة طبقات جديدة من الأغنياء والعولمة المالية، ما زالت فاعلة وتلعب أدواراً كبيرة في حياة بلدها الاقتصادية. لكن المال وحده لن يكون سبب شهرة روبرت ديرست، فهذا المليونير الغريب الأطوار بشخصيته المُعذبة العنيفة، تطارده تهم بثلاث جرائم قتل، اثنتان منها ما زالتا حتى اليوم بلا حَلّ، وجريمة ثالثة اعترف بها، لكن فريق دفاعه المُتمرس جعله ينفد من الإعدام أو السجن الذي كان ينتظره.

يُحقق البرنامج التسجيلي «النحس: الحياة والموت لروبرت ديرست»، الذي تعرضه النسخة الأوروبية لقناة «إتش بي أو» الأميركية، في الحياة الغريبة للمليونير الأميركي الذي وافق على التحدّث الى البرنامج المؤلف من ست حلقات، ليضيف حضوره الغريب مزيداً من الإثارة الى البرنامج. فديرست الذي تجاوز السبعين من عمره، لم يتحدث سابقاً على هذا النحو الموسّع الى الإعلام، لتكون طلّته هذه فرصة لا تعوّض للاطلاع على عالم الرجل وحياته.

يظهر ديرست على نحو مُنتظم في حلقات البرنامج، مدافعاً عن نفسه أحياناً بوجه التهم التي وُجهت إليه، وفي مواضع أخرى للحديث عن طفولته وحياته، لتبديد بعض الصور الأسطورية التي ألصقها الإعلام الفضائحي به، لكن المليونير الأميركي سيضيف مزيداً من الالتباس الى صورته الملفوفة بالألغاز، فهو شخصية يكتنفها الغموض، وصالحة كثيراً، بسبب أسلوبه البطيء بالكلام والهالة التي تحيطه، للحضور التلفزيوني.

تطارد ثلاث جرائم ديرست اليوم: الأولى، اختفاء زوجته في ظروف غامضة عام 1982، والتي لم يعثر عليها حتى الساعة. والثانية، مقتل صديقته وزميلته في الدراسة الكاتبة الأميركية سوزان بيرمان عام 2000. أما الثالثة فقتله جاره في البناية الفقيرة التي كان يعيش فيها مختبئاً من الإعلام عام 2001. والأخيرة، اعترف بجرمه فيها للمحكمة، وعلّله بالدفاع عن النفس، وصدّقته المحكمة حينها، على رغم أنه كان قطع بوحشية مُروّعة جسد ضحيته الأخيرة، ووزّعه على أكياس نفايات ورماه في البحيرة القريبة.

يُحقق البرنامج في كل جريمة من الجرائم الثلاث، بأسلوب يجمع التحقيق الاستقصائي بالمشهديات الرائعة المعتمة والغريبة عن عالم التلفزيون. ويُعيد تمثيل الجرائم تلك، من دون أن يوجه أصابع الاتهام الى أحد.

عبر كل ذلك، يفسح البرنامج الوقت لديرست للدفاع عن نفسه، والحديث عن حياته التي سيعود فيها الى طفولته التي أثرت فيها كثيراً حادثة انتحار الأُمّ عندما كان طفلاً، والتي جرى، ووفق روايته، كتمانها من جانب العائلة وتحويلها الى موت طبيعي. تلك الحادثة المفصلية، ستلعب الدور الأهم في حياة الطفل وقتها وتحدد وجهتها، فهي عزلته نفسيّاً عن عائلته، وزرعت بذور اللاجدوى والعنف الأولى في شخصيته.

تدخل قناة «إتش بي أو» بهذا البرنامج عصراً تلفزيونياً جديداً، فعلى رغم أنه ليس من الغريب على التلفزيونات التحقيق في جرائم جدليّة شهيرة، إلا أن ما يفعله هذا البرنامج هو تحويل هذا التحقيق الى فئة تلفزيونية بذاتها، لجهة توزيعه الحكاية على حلقات وتقديمها عبر سرديات جديدة شديدة الإثارة، بحساسية فنيّة كبيرة وجمالية عالية من دون المبالغات المعروفة التي طبعت هذا النوع من البرامج. كما يشرك صناع البرنامج متفرّجيه في مساعيهم لحلّ عقد الحكاية، وأحياناً عجزهم عن تفسير تفصيلة هنا أو هناك، هذا وإن كان تأثير البرنامج سيكون أشد فاعلية في الذين لم يسمعوا بقصة روبرت ديرست، على خلاف الذين تابعوها إعلامياً من قبل.
وعلى رغم أن البرنامج لم ينجح في حلّ ألغاز الجرائم الثلاث، إلا أنه كان قريباً جداً من ذلك. وربما ستساعد الضجة التي أثارها، في دفع التحقيقات المتواصلة خطوة جديدة الى الأمام، وهو الأمر الذي كان وراء مُوافقة بعض المقرّبين من الضحايا على التحدّث الى البرنامج، كما كشف بعضهم. فعلى رغم مرور سنوات طويلة على اختفاء الزوجة الشابة، إلا أن الجرح الذي فتحه غيابها لم يُشف بعد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :