facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحل طارق عزيز .. ولكن


07-06-2015 03:53 PM

ودعت الامتين العربية والاسلامية احد اهم اعمدة السياسة العربية، نائب رئيس الوزراء و وزير الخارجية العراقي السيد طارق عزيز المسيحي العربي، الرجل الذي لم يبخل على وطنه وامته بكل ما اوتي من وطنية وشهامة، كما وعمل مع رفاقه الذين قضوا بيد الغدر التي طالت البوابة الشرقية لوطننا العربي على رفعة الوطن والحفاظ على ما تبقى له من عزة وكرامة, وتعتبر مكانة الراحل طارق عزيز من اخر اشكال التعددية في سلطة الانظمة العربية في ظل ظهور الانظمة الجديدة ذات الصبغة الدينية المتشددة و الرافضة للتعددية اضافة للقبلية و الطائفية، التي استبعدت كافة اشكال التعددية ومشاركة الاقليات الدينية وحتى العرقية في الحكم. فقد جسد السيد طارق عزيز_ رغم انه مسيحيا_ ظاهرة وطنية بامتياز تنتمي للامتين العربية والاسلامية اكثر من اي انتماء اخر فكان عصيا على كل اشكال الشرذمة والفرقة؛ فكان وفيا لوطنه العراق وامتيه العربية والاسلامية وكان ايضا صخرة من الكرامة تحطمت على اعتابها كل الخيانات التي دعوه اليها ممثليها والمنادين بها للتخلي عن مبادئه وخيانة وطنه ورئيسه الا انه ابى وفضل ان يكون خلف القضبان مسنا مريضا على ان يحظى بشيخوخة مرفهة ومترفة كحال الخونة. رحل عنا طارق عزيز وبقيت لنا المنظمات التكفيرية التي ترفض التعددية وقبول الاخر والتي مزقت وما زالت تمزق النسيج العربي المبني على التعددية العرقية والدينية؛ فالهجرة المسيحية الى الغرب بسبب ما لاقوا من اضطهاد وظلم من قبل الجماعات التكفيرية المتشددة بغرض طمس معالم الامة والمنطقة والقضاء على ارثها الحضاري و التراثي و التي تعد المشهد الثاني بعد مشهد القتل المروع، فلم يكتفي هؤلاء الوحوش القتلة باغتيال الانسانية بل قاموا بأفظع من ذلك بتهديم التماثيل والاثار وتحطيمها والتي فاق عمرها الاف السنين والتي تحكي لنا قصة الحضارات والثقافات التي عاشت على هذه الارض ورسمت ملامح نشأتها الاولى فكانت مهداً للحضارات والديانات. تعيش المنطقة اليوم مع الاسف حالة من التراجع والانحطاط بلغت ذروتها فاصبح تفكك النسيج الواحد السمة الابرز في الساحة العربية، فما يجري اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن انما هو تجسيدا لمعنى التفكك والتراجع والتخلف عن ركب الحضارة، فعندما يصبح هم الشاب العربي المسلم قتل اخيه العربي المسلم فعليك يا وطني السلام وهنيئا للعدو الصهيوني السلام! بلغنا الى جهل اعمانا عن فتنٍ مدبر لها اعظم تدبير فيقتل محمد السني محمدا الشيعي ابن بلده الذي قد يكون رفيق دراسته او رفيقه في السلاح او حتى قد يكون زميله بالعمل او قريبه او نسيبه ويقوم كلاهما بتدمير بلاده وعدونا الصهيوني يجلس ضاحكا ومرتاحا ومستهزءا ومدبرا لفتنٍ فيما بيننا الى ان بلغ فينا مبلغه وزيادة، فعلى ما يبدو ان لا دولة باقية وتتمدد سوا عصابة العدو الازلي الاسرائيلي التي صفعت فيما مضى بوابل من الصواريخ العراقية في عهد صدام حسين ورفيقه طارق عزيز، فاضمر العدو الشر حتى جعل من العراق العظيم البيئة الاكثر خصوبة لتنفيذ مخططاتها وصرنا الحارس الامين لاحلامها فتبنينا الفرقة والبعد عن الوحدة وما عدنا نغار على اوطاننا و لم نكتفي بذك بل وصلت بنا الوقاحة لتبني قدرة الله بتكفير الاخرين مما جعلنا اكثر سخرية واكثر استخفافا بنظر عدونا بل ولم نكتفي بذلك حتى قامت جهة ممن ادعت رفع راية الله بقتالها بحماية حدود العدو الاسرائيلي . في الختام لا يسعنى الا ان نقول لروح طارق عزيز الرحمة و ان ترقد بسلام، والخزي كل الخزي لمن اتخذوا من الاسلام ذريعة لينفثوا سمومهم في شريان الامة. محمودعبدالعزيز الحسيني





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :