facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اكذوبة الحل السلمي


د. مفلح الجراح
11-06-2015 05:27 PM

ما يمر به العالم العربي من أحداث دراماتيكية ليس وليد الصدفة أبدا، بل هو نتاج من التراكمات السلبية التي عاشها المواطن العربي والتي تتعلق بمسلمات الحياة الطبيعية للمواطن في حقه بالعيش الكريم بحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية وسيادة القانون..

وبمقدار حرمان المواطن العربي من تلك المسلمات كانت انتفاضته ضد حكامه كردة فعل طبيعية لشعوره بالظلم والتجويع والتهميش، فليس صحيحا أن نتهم الربيع العربي بأنه خراب عربي شامل فهذا ظلم كبير لفكر وعقلية المواطن العربي، بل يجدر بنا أن نتفهم ما جرى هناك بدراسة الواقع العربي بشفافية ووضوح وتحليل مآلات الأحداث بعد سقوط تلك الأنظمة العربية وعدم اكتمال الصورة المشرقة التي حلم بها المواطن العربي في العيش بحرية وكرامة إنسانية والتي انتفض وخاطر بحياته من اجلها.

ونتيجة لهذا الواقع المظلم ظهرت حقائق جلية جسدت الحالة العربية الراهنة، فقد بينت الحقيقة الأولى أن هناك تبايناً في الواقع العربي المعاش من دولة إلى أخرى وهذا ما كنت أومن به ولا زلت، فعندما كان البعض يعتقد في بداية الربيع العربي امتداده إلى كافة الدول العربية ، كنت في الاتجاه المعاكس اعتقد بان ذلك لن يحدث أبدا لعدم وصول المواطن العربي في بعض الدول العربية ومنها الأردن إلى حالة من اليأس والظلم وامتهان الكرامة تدفعه إلى ذلك ، وهذا هو السبب الحقيقي لعدم امتداد الربيع العربي وليس كما يشاع بان السبب هو خوف المواطن مما حدث في تلك الدول من كوارث إنسانية وانعدام الحياة الطبيعية هناك.

والحقيقة الثانية تمثلت بعدم رغبة حكومات العالم الحر على امتلاك الشعوب العربية حريتها وانتقالها من حالة ظلم واستبداد الحاكم الواحد إلى حياة ديمقراطية يمتلك بها المواطن العربي حريته وقراره ، ثم تحولت عدم الرغبة تلك إلى عداء مستطير من قبل تلك الحكومات على تلك المكتسبات التي حاول المواطن العربي تحقيقها ، وتفاوت هذا العداء من دولة إلى أخرى ابتداءا من تونس ومرورا بمصر و تركزه الآن في سوريا وليبيا واليمن والعراق وتفاوت هذا العداء يعود إلى أهمية كل دولة من هذه الدول بالنسبة للعالم الخارجي.

والحقيقة الثالثة أوضحت وبشكل مباشر اختلاف المواطن العربي حول هذا الربيع اختلافا كبيرا، وكل له وجهة نظر مختلفة عن الآخر بشكل لا يمكن على المدى المنظور التوفيق بينهما.

والحقيقة الرابعة أثبتت عجز الدول العربية التي لم يطلها الربيع العربي في إيجاد الحلول الناجعة لوقف نزيف الدم والحد من أحداث القتل والانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي تجري هناك والغريب في الأمر عدم قبول كافة الأطراف المتنازعة لتدخل الدول العربية لديها وربما يعود ذلك إلى إيمان تلك الأطراف بعدم نجاعة وتأثير وقدرة تلك الدول على إيجاد الحلول الجادة التي تساهم في إحداث تغيير حقيقي على الأرض.

والحقيقة الخامسة أكدت على أن الدم العربي رخيص بالنسبة للعرب أنفسهم ولغيرهم، وهذه حقيقة مرة صعب تجرعها بالنسبة لأحرار العرب ولكل ضمير حي ولكنها حقيقة واقعة لا يمكن نكرانها.

والحقيقة السادسة والمريرة ومهما تكلمنا عنها فقد تراجعت أهمية القضية الفلسطينية على الساحة الدولية وكأنها حالة معاشة تكيف معها العالم بأسرة، رغم إيماننا الكامل بان فلسطين في وجدان كل ضمير عربي ومسلم؛ إلا أن هذا لا يكفي.

والحقيقة السابعة بينت بوضوح سلامة وصلابة الموقف الأردني من الأحداث الخطيرة التي يتعرض لها محيطه وتعامله مع تلك الأحداث بكل ثقة وحنكة سياسية حافظت إلى ابعد مدى على استتباب الأمن والاستقرار ضمن حدوده، وقدرته الخارقة على استقبال هذا الحجم الهائل والمتنوع من موجات اللجوء الإنساني العربي على أراضيه، رغم ما يعانيه من صعوبات اقتصادية هائلة جدا.

والحقيقة الأخيرة التي لا يمكن تجاهلها ظهور جماعات تحمل أفكارا متطرفة يرى البعض أنها نتاج للحالة العربية التي نعيشها وكردة فعل على الصمت العالمي وسكوته عما يجري، ويرى البعض الآخر بأنها صنيعة للأجهزة الأمنية العالمية تخدم مخططاتها ومصالحها، وبين هذا وذاك علينا أن لا ننسى أنها أصبحت حقيقة يجب التعامل معها بحذر ودراية وخبرة واسعة ترتقي إلى حالة مميزة من الإقناع الفكري لإذابتها في النسيج العربي دون آثار تذكر.

وفي ظل تلك الحقائق وفي هذا الواقع المظلم الذي يسوده القتل والدمار وانتهاك الحريات والتعذيب والفوضى العارمة وانعدام الأمن وفقدان ابسط الحقوق الإنسانية والتهجير ألقصري والحجم الهائل للاجئين وتداعيات ذلك على العالم كله ؛ نبقى ننتظر أكذوبة الحل السلمي! وإلى متى سيطول هذا الانتظار ؟ هل يطول لغاية إبادة الشعوب العربية ومحوهم عن الوجود؟! سؤال ينتظر الإجابة .





  • 1 مواطن 12-06-2015 | 08:55 PM

    انته يا دكتور مفلح بس قول لنا شو بدك وما يكون خاطرك غير طيب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :