أما وكعادتنا فقد شربنا كأس الرفع للأسعار حتى الثمالة بحيث أصبحنا أرضاً خصبةً ومنبسطةً وممهدةً لكي تزرعنا الحكومة وتحصدنا.. وأؤكد بأننا كبنيةٍ تحتيةٍ باتت جاهزةً للحرث.. لا بل ها نحن مصطفّون مؤدبون في طابور الإعانات والدعم والقروض.. ها نحن ننتظر بلهفةٍ دورنا في الالتحاق بورشةٍ أو بندوةٍ.. بمؤتمرٍ.. وكم أشتهي الخلوات.. لنحظى بالكرّاسات الأنيقة والحقائب الفاخرة.. بالبيتي فور والنسكافيه.. بالبوفيه المفتوح وهذا أهمها.. لكي نحظى بتصويرنا ونحن نتسلّم شهادات استغفالنا وليحظوا هم بالملايين..ها نحن نساهم في بناء المجتمع المدني.. في السياحة.. في السخسخة.. ها هي الكشرة التقليدية تختفي لتحلّ محلها الفقع من الضحك.. ها نحن في" لوك" جديد متجدد.. ما لا يحيرني حقاً ولا يدهشني ولا يستفزني أن الأسعار ارتفعت بنسبةٍ تتراوح ما بين ( 30%-50%) على معظم السلع في حين تعلن الحكومة أن الأسعار لن ترتفع أكثر من 5%.
مثلاً السلعة التي كانت قبل آخر رفع تباع بدينار أصبحت الآن بدينارٍ ونصف.. لقد تفشّت زيادة الأسعار حتى وصلت إلى أجور غسل الموتى وتكفينهم وحفر قبورهم..
حكومتنا العتيدة: قد أتفهم هذا البطء المتعمد والذكّي في اتخاذ القرارات.. فأنت تدركين تماماًُ كيف يكون طعم ومذاق الطبيخ المشعوط..
نحن طبختك التي ستنضج على نارك الهادئة لتستمتعي في التهامنا حيث سيكون لنا طعم ولا أشهى ولا أجمل من ذلك.. كانت الحكومات السابقة تصعقنا دون أن تسمّي علينا ثم تشعوطنا فنشيط ولا تستطيب مذاقنا، فتلقينا هاربةً لا تلوي على شيء..
حقاً.. كم أرثي للحكومات التي تعاني الأمرّين وهي تبحث عن أفضل الطرق لطهينا.. هنيئاً مريئاً حكومتنا.. وصحتين وعافية وعوافي.. لقد استوينا تماماً.. ها نحن نُسكب أو ننسكب على مائدتك العامرة..
Majedkhawaga9@yahoo.com