facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب العمالقة الباردة، ما هو مستقبلها؟


د.حسام العتوم
23-06-2015 03:16 PM

هكذا نلحظ منذ اندلاع ثورة البلاشفة في روسيا 1917 ورفض أمريكا الشمالية الاعتراف بها والاشتراك عسكرياً مع بريطانيا وفرنسا واليابان في الاجتياح العسكري لشرقها وشمالها 1918/1920، ولم تعترف أمريكا في حقبة الثلاثينيات بالاتحاد السوفييتي بسبب ما لحق برجال أعمالها من ضرر أبان الثورة، ومع إطلالة الغزو الألماني للاتحاد السوفييتي 1941 وقفت الولايات المتحدة الأمريكية بالذات اقتصادياً إلى جانبه من خلال برنامجها المعروف (LEND LIZ) الذي خصص للمساعدات في مجال الذخيرة والمعدات والمواد الغذائية والنفطية وساندتها فيه انجلترا بالطبع، وكان الهدف من وراء ذلك منع صعود ألمانيا النازية كقوة عالمية مسيطرة وقطب وحيد، وتم تأجيل الدخول العسكري الأمريكي ومعه البريطاني في الحرب هذه التي أطلق عليها مصطلح العالمية الثانية وسوفيتياً الوطنية إلى مشارف نهاياتها عام 1944، وتم الاتفاق على ترتيب أوراق المصالح المشتركة بين قوى التحالف المعادية للنازية في مؤتمري يالطا وبوتسدام 1945.

وكان برنارد باروخ مستشار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هاري ترومان 1947 هو من استخدم مصطلح الحرب الباردة أول مرة ليعني فيها إعلان المجابهة بين بلاده الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي، ثم جاء خطاب ونستون تشرشل البريطاني في ولاية ميسوري الأمريكية والذي دعا فيه لتشكيل حلف عسكري مواجه للمد الشيوعي ليشكل بداية عملية حقيقية للحرب الباردة طويلة المدى هذه، فتشكل حلف شمال الأطلسي (الناتو) 1949 وقابله حلف (وارسو) 1955 العسكريين خاصة عندما اقتنعت امريكا ومعها بريطانيا وفرنسا بأن في فوز الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية/الوطنية إبراز حقيقي لقوة صلبة تقود الشرق، وفي دعوته لتوحيد ألمانيا شروع لاجتياح أوروبا، ورغم ظهور ألمانيا مقسمة عام 1949 إلا أن سعير الحرب هذه ازدادت لتقاسم المصالح على خارطة العالم بطريقة التصارع، واتسعت الحرب الاستخبارية بينهما عندما حفرت وكالة الـCIA نفقاً يسمى بـ(M6) لغايات التنصت تحت أرض برلين المقسمة واكتشفه جهاز الـK.G.B السوفييتي وواصل تمرير معلومات مزيفة من خلاله للغرب، وما زاد من سعير هذه الحرب الباردة هو صناعة الولايات المتحدة الأمريكية للسلاح النووي عام 1945 وحصول الاتحاد السوفييتي عليه عام 1949، ثم تلاه صعود ثورة كوبا للحكم عام 1959 والتحالف مع السوفييت ونشر الولايات المتحدة الأمريكية لصواريخها متوسطة المدى في تركيا وتهديد أمن موسكو ومقابلتها بصواريخ سوفيتية مماثلة في كوبا وحصار برلين 1948 والحرب الكورية 1950 وأزمة برلين وحرب فيتنام 1965 وأزمة التشيك 1968 والاجتياح السوفيتي لأفغانستان منعاً لاجتياحه أمريكياً 1979 وأزمة الصواريخ الكوبية 1962.

وشكل الخط الساخن في التاريخ عام 1963 بين القطبين العملاقين ضبطاً لمسار الحرب الباردة ومانعاً لتطويرها مستقبلاً لحرب ثالثة عالمية ساخنة مدمرة للبشرية جمعاء، وساعد على ذلك أيضاً معاهدتي حظر التجارب النووية عام 1963 وانتشار السلاح النووي عام 1968، إلى جانب اتفاقية بينهما عم 1971، وسبق ذلك عام 1969 في هلسنكي مباحثات جادة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية، ومع سقوط البناء السوفييتي وحلف وارسو بأيدي صهيونية خفية تحت مسمى البحث عن البديل الديمقراطي كما يقول التاريخ (كتاب غواية إسرائيل – الصهيونية وانهيار الاتحاد السوفييتي – د.أشرف الصباغ، ص117: "وإذا كانت الحملة الصهيونية الأخيرة قد نشطت في ظل الأزمة الاقتصادية التي وقعت فيها روسيا والتي وضع خطوطها العريضة مهندسو الاقتصاد والسياسة اليهودية، وما زال يدريها أفراد الطغمة المالية اليهودية، فالأمر لا يبدو غريباً على الصهيونية العالمية وممارستها التاريخية") أصبحت المواجهة بين أمريكا وروسيا مباشرة بهدف أن تبقى أمريكا هي المسيطرة بلا منازع.
وهكذا نرى ونلحظ بأن الفيدرالية الروسية العملاقة بإمكاناتها الجغرافية (17 مليون كيلو متر مربع وأكثر) والطبيعية والتكنولوجية ومنها العسكرية التقليدية المتطورة والنووية والفضائية والمائية، وما ملكت من حجم ديمغرافي متواضع نحو (150) مليون مواطن ابتعدت عن الثقافة السوفيتية الداعية للتحالفات العسكرية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه الذي تشكل من (15) جمهورية طوعاً عام 1922 بالارتكاز على ثورة البلاشفة عام 1917 ومنذ إلغاء العمل بحلف وارسو المعروف، واتجهت لبناء منظومة دول الأقطاب العالمية المتعددة الصديقة غير المعادية للغرب وأمريكا والتزمت ودعت للالتزام بأوراق مجلس الأمن والأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والمحكمة الدولية الجنائية وتخصصت في تنمية الاقتصاد محلياً في إطار الدولة ودولياً غرباً وشرقاً لاغية مقولة (الغرب والشرق) وداعية لإنهاء الحروب والاقتتالات والنزاعات الإقليمية والدولية والتمسك بصناديق الاقتراع والحلول السلمية العادلة و مثلي هنا أوكرانيا وسوريا والعراق واليمن وليبيا وكوريا وفي غير مكان، وترفض استمرار الحرب الباردة من جانبها لكنها لا تقبل بسياسة (الحيط الواطي) وتحرص على التعامل بالند بالند والخطوة بالخطوة، وتراقب عن كثب، وهي أي روسيا قادرة عسكرياً وبما تملك من جيش وبحرية جبارة فقط من صد أي هجوم مفاجئ معادي أو توسعه باتجاه حدودها، وتعتبر ذاتها وبتواضع من دول العالم النووية ولا تستخدم لغة التعالي رغم توازنها عسكرياً مع أمريكا تحديداً وفي المقابل أمريكا دولة نووية عملاقة وتحتل الرقم (I) في بيع السلاح عالمياً تليها روسيا، وهي تقود حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتسيطر على أوروبا سياسياً وعسكرياً وتتحرك باتجاه شرق أوروبا ودول البلطيق الحليفة الاستراتيجية السابقة للسوفييت، ومحاولة جديدة لها لنشر أسلحة ثقيلة قرب حدود روسيا ما أمكن تحت تحذير روسي عسكري واضح حسب تصريح إعلامي للجنرال يوري ياكوبوف من وزارة الدفاع الروسية في موسكو لإجراء إعادة انتشار مواجهة ورفع لعدد ومستوى الصواريخ النووية الهجومية إلى (40) صاروخاً، فيما رفض مدير المكتب الصحفي لقصر الكرملين الرئاسي دميتري بيسكوف التعليق على هذه الخطوة لعدم صدور بيان رسمي من الجانب الأمريكي، وفي المؤتمر الدولي الاقتصادي الذي عقد تاريخ 20 حزيران الجاري في مدينة سانت بطرس بيرغ (ليننغراد) وجهت مجموعة أسئلة محورية للرئيس فلاديمير فلاديميروفيج بوتين من قبل الصحفي الأمريكي شارلي روز حول الأزمة الأوكرانية وفي العالم، ومجرد الاستماع للمقابلة مباشرة باللغة الروسية له أهمية خاصة فكان التالي: (فيما يتعلق بالشأن الأوكراني وأسبابه في ظل انتهاء دور حضور القطبين وتلاشي البناء السوفييتي حدث فراغ بظهور القطب الواحد وتم التوجه لملئه بشكل خاطئ من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فبدلاً من التعاون الطيب مع روسيا تم البدء في بناء فضاء جغرافي سياسي جديد، وأخطاء ارتكبت في العراق وكررت في ليبيا وتم ترحيلها إلى أوكرانيا، وهنا لا تعتبر روسيا نفسها سبباً بما حدث وإنما كان من الخطأ إسناد الانقلاب العسكري في كييف المخالف للدستور وتوسع الناتو شرقاً، وهو الأمر الذي أحدث حرباً شعبية وأصبح المطلوب معه تنفيذ اتفاقية (Minsk) في بيلاروسيا وممارسة التأثير المشترك من قبل روسيا والغرب وأمريكا معاً، وتوجد حلول كثيرة مثل اللامركزية وتفعيل القانون الخاص شرق وجنوب أوكرانيا من قبل البرلمان الأوكراني نفسه وإجراء انتخابات ديمقراطية والنهوض اقتصادياً، وفيما يتعلق بتسليح شرق أوكرانيا فإن سلاح المقاومة هناك سيختفي حال ظهور الحوار السياسي المباشر وانتهاء الاقتتال، وروسيا تعتبر الشعب الروسي والأوكراني واحداً وتتمتع بتاريخ وجذور واحدة، ولدينا لغة واحدة ونقبل بالتفاوض، ولأوكرانيا حق اختيار المسار السياسي والاقتصادي الذي تريد، وكانت روسيا دائما المبادرة باستقلال الدول السوفييتية السابقة ومنها أوكرانيا، والكلام هنا يتواصل للرئيس بوتين حيث قال أيضاً رداً على أسئلة الصحفي الأمريكي روز حول الحرب الباردة بأنها تركزت في خروج الولايات المتحدة الامريكية من معاهدة مواجهة الأنظمة الصاروخية وليس حول ما يجري في أوكرانيا، وروسيا حريصة على علاقات طبيعية مع أمريكا بلا شروط أو تدخلات وليس على قاعدة (من ليس معنا هو ضدنا)، وروسيا ودول العالم ضد الانتشار النووي ونرحب بالتحول الإيراني بهذا الاتجاه، وتقدر حرص الصين على النمو الاقتصادي بنسبة مئوية عالية تقدر بـ(7%) وعلى التعاون الدائم.

ونشير هنا إلى اللقاء الروسي السعودي الذي عقد مؤخراً على هامش مؤتمر سانت بطرس بيرغ الاقتصادي وتوقيع اتفاقات هامة جداً بين الطرفين والتي في مقدمتها الاتفاق على بناء (16) محطة نووية سلمية وفي الفضاء، وكمراقب سياسي للحراك الأمريكي تجاه الحدود الروسية أقرأ ما بين السطور شروعاً ومماحكات في غير مكانها وزمانها تظهر على السطح على شكل عقوبات اقتصادية كلما هبت رياح الأزمات الدولية أو بهيئة القذف بالأسلحة الثقيلة شرقاً في عمق أوروبا، أو عن طريق عدم تفهم إعادة إقليم الكريم/القرم إلى عرين روسيا، أو تحديداً حول الموقف الروسي من الشأن السوري وإصدار (فيتو) مشترك مع الصيني لمنع (الناتو) وأي دولة عالمية من إمكانية التدخل الخارجي العسكري لحل الأزمة في داخله، أو بواسطة رفع منسوب سباق التسلح بهدف الضغط على الشارع الروسي المحتاج لمعالجة وضعه الاقتصادي الذي يعاني من التضخم المالي وغياب لفرص عمل الطبقة المتوسطة المتلاحمة مع الفقيرة، ومن تراجع مستوى الخدمات الطبية الموجهة لعامة الناس وغير ذلك، ومن عدم التوازن في تعبيد الطرق الخارجية بالمقارنة مع الداخلية للمدن الصغيرة، ومن ارتفاع الأسعار بسبب الاعتماد على الاستيراد الخارجي والعزوف نسبة وتناسب عن الصناعات الوطنية المتميزة بجودتها وتوقف المصانع وكل ذلك بهدف إثارته وتحريكه ليطالب بالتغيير، ويقابل هذه المعادلة صحوة روسية وسط الطبقة المثقفة والسياسية منها، وتمسك بشخصية بوتين صاحب الكاريزما والعقلية اللوجستية المتزنة الحاملة للهم الوطني الروسي ولأمن العالم والمطالبة بالعدالة والتوازن وتطبيق القانون، وهي الطبقة ذاتها التي أخذت العبرة من الماضي القريب الذي صعد به الرئيس الراحل باريس يلتسين بطريقة هوجاء قسّمت المجتمع الروسي إلى طبقتين أولغارجية ثرية ومتوسطة وفقيرة متلاصقة، وأعطت المجال للغرب الأمريكي لكي يحك دماغه في وقتها لإدخال مشروع يدعو لتقسيم روسيا العملاقة بعد طي ملف هدم الاتحاد السوفييتي وهو الذي تحول إلى سراب.

وفي الختام أدعو أقلام ماكنة أعلام العالم للتجديف باتجاه المناداة وبشكل جاد لإنهاء الحرب الباردة غرباً وشرقاً بما في ذلك سباق التسلح الضاغط على التنمية الشاملة العالمية التي تحتاجها البشرية جمعاء التي تجاوز تعدادها السبعة مليارات إنسان، وهي التي تعاني من الفقر والبطالة والتصحر والصحراء والفساد وشح وتلوث المياه وبنسب مئوية متفاوتة، وفي نهاية المطاف العالم بيتنا جميعاً ولا حياة للإنسان على أي من كواكب الفضاء الأخرى وهو ما أثبته العلم، كما أدعو هنا الجانبين الأمريكي والروسي لاستثمار لقاء سوتشي الأخير تاريخ 12/أيار المنصرم لسد فجوة الحرب الباردة ذاتها ولتعزيز التعاون لما فيه كل الخير للعالم أجمع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :