facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قبّعات تبحث عن رؤوس !


خيري منصور
24-06-2015 04:27 AM

ضمن سلسلة المعادلات التي قلبت رأسا على عقب في هذا الزمن هناك مقولة لكاتب تشيكي تختصر الكثير مما يمكن قوله عن العربات التي وُضعت امام الخيول، هي العقاب الجاهز الذي يبحث عن جريمة تناسبه او بمعنى آخر القبعات الطائرة في الهواء والتي تبحث عن رؤوس تتسع لها!

وأصل هذه الحكاية هو ما جرى في الدول الشمولية او ما يسمى التوتالية، حيث تسود ثقافة القطعنة وشعارها هو ان الانسان يعيش بالعلف وحده، اما ثالوث الحرية والعدالة والمساواة فهو خارج المدار كله، وان كانت هناك مساواة فهي كما عبّر عنها جورج اورويل بشكل ساخر حين قال: الناس متساوون فعلا، لكن هناك من هو متساوِ اكثر من الآخر!

ومن المعادلات المقلوبة ان الانسان اصبح عبدا لما يخترع، لهذا ادت متوالية الاستهلاك المسعورة الى تحول البشر الى قطعان لا يكف لعابها عن السيلان تماما كما تدرب الكلاب على السباق بحيث يربط الكلب الى ذراع مروحة وتربط قطعة من اللحم بذراع آخر، وحين تدور المروحة تبقى المسافة ثابتة بين الكلب واللحم.

فهل من اجل هذا كدحت البشرية عدة ألفيات؟ وهل اصبح لهذا التطور اعراض جانبية تحولت بمرور الوقت وتصاعد وتيرة الاستهلاك الى اساسيات وعكست قائمة الاولويات بحيث اصبحت تكاليف الثرثرة بالهواتف المحمولة اهم من تكاليف الصحة والتعليم.

اما ثالثة الاثافي في هذا الانقلاب الكوني المعولم فهو ان الحكمة القائلة من جدّ وَجد اصبحت بفضل سماسرة الدم وتجار الموت من هدّ وجد!

ان بقاء الانسان في مناخ كهذا على قيد الوعي والضمير هو انجاز يفوق عجائب الدنيا السبع او العشر او الالف .
فالتجريف شمل أدق التفاصيل في الحياة وهناك ثقافة ذات فحيح باضت كالافاعي قبل عدة عقود، والان يفقس البيض في الادراج والجيوب والافواه والحبر، لهذا فاللدغ المتكرر لم يعد من الجحور فقط!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :