facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشائر العربية المحيطة .. دفاعنا الاول


د. عدنان سعد الزعبي
25-06-2015 05:05 AM

مخطئ جدا من يعتقد ان تنظيم داعش تنظيم يقوم على عقيدة محددة وله اهداف وغايات وله نظام يحكمه، وله استراتيجية غير التي رسمت له عند تاسيسه وتجميعه من فئات مختلفة. وان هذا التنظيم سيستمر الى امد طويل. مذكرا اياهم بان هذا التنظيم جاء كالقاعدة او امتداد لها جراء صراع الاطراف في المنطقة وبدعم من اطراف عربية وغير عربية وبمباركة دولية. فمسيرته وافعاله تحقق مصلحة اللعبة الدولية تجاه الشرق الاوسط الجديد. وبنفس الوقت مصلحة الدول في الخلاص من متطرفيها اوالمحتجين المشاكسين، المعزولين فكريا والحاقدين اجتماعيا فيها.

داعش خليط عربي وغير عربي وعشرات الاف من المشردين والمهزومين واليائسين في دول الشرق والغرب وخاصة بريطانيا التي تغذي هذا التنظيم بالاف مؤلفة وهم معروفون ومسجلون لدى دولهم وتدرك هذه الدول تحركهم وانتقالهم الى جبهة داعش وهذا امر مستحب بالنسبة لها بهدف التخلص منهم اولا وتحقيق دورها ومسؤولياتها في اللعبة الصهيونية العالمية لتغيير خارطة المنطقة.

ليس صعبا على الدول العربية وحدها او العربية والاجنبية التخلص من داعش، لكن لعبة المصالح والمخططات الخارجية تجعل من داعش حصان طروادة الذي يسلم له الحصن وسلاحه بكل سهولة ويسر ليدخلوا المناطق قاتلين عابثين مخربين منتهكي الاعراض وهو الذي لا يقبله الدين ولا الشرائع السماوية.

لعلنا في الاردن احوج ما نكون النظر الى الذات والثقة بالنفس. فاللعبة الحالية لعبة اعلام، من تكريس الاشاعة وتهويل الامور واستفزاز الناس وتخويفهم؟!، فالنظام السوري وبدعم ايراني يريد اشراك الاردن في مأزقه ووضعه الداخلي بعدما شعر ان الامور بدأت تفقد السيطرة وما تسليمه للجبهات الا دليل على بداية نهاية الطريق. فتسليم الجبهة الغربية وترك داعش للعبث كما فعلت في تدمر وجسر الشغور وغيرها وهي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الاردنية, انما محاولة لحث الاردن للتدخل ويؤكد ذلك بالونات الاختبار الاستفزازية التي تطلقها، فتارة من خلال تصريحات ما يسمى بابي محمد العدناني، وتارة عن تحركات داعشية داخل الاردن، وتارة بتفسير احداث معان على انها سياسية وتارة بالاثارة على موضوع تسليح العشائر وتارة اخرى عن التوسع والامتداد الاردني وغيرها وغيرها ؟!

نعي وندرك بالاردن ونقدر الظرف الذي يعيشه النظام السوري حاليا وندرك ابعاد هذه التلميحات والاشاعات ونعي ايضا قدرتنا وامكانياتنا واستطاعتنا ان نتعامل مع داعش وغير داعش وان نقطع يد كل من يحاول المساس بامن وسلامة الوطن الاردني. رغم كل جهدنا في الحل السلمي وبمشاركة جميع الاطراف.

ان خطاب داعش الاعلامي يختلف عن خطابه الواقعي، فالقتل والنحر والحرق وغيرها من اساليب داعش هي العنوان الابرز لهذا الخطاب لكنه يخفي حقيقة التشريد وتهديم البيوت وسلب الأموال وانتهاك الأعراض". رغم واقعية ما قيل وهذا يدل على ان محاولة التخويف واستفزاز الاردن والاردنيين هو الغاية والهدف من مثل هذه المحاولات.
داعش وغير داعش يعرفون ان الاردن دولة منظمة وان المؤسسات العسكرية والمدنية مؤسسات متكاملة متعاونة وان الجبهة الاردنية لا يمكن ان تكون كالعراقية المنهاره او السورية المنهزمة او اليمنية المتصارعة او الليبية المتهالكة، فالجبهة الاردنية جبهة من نار لمن اراد بها السوء بالضبط كما كانت بردا وسلاما على من ارادها امنا وسلامة. الجميع يعرف ان التجربة مع الاردن لن تكون مزاحا اوبالليونة التي وجدها داعش في الدول الاخرى، وتدرك داعش ان اللعب مع الاردن هو اللعب بالنار، ومن هنا فان حق الاردن في اتخاذ اي اجراء لحماية حدوده وشعبه من اي محاولة بائسة هو حق مشروع ومسؤولية لا بد للحكومة من اتخاذها. وهو مطلب وطني وشعبي لا مجال للمزاودة فيه.

فاذا كانت العشائر العربية المحيطة في بلدنا تتعرض للتهديد وهي خط الدفاع الاول وتربطنا بها وشائج القربى والنسب والمصاهرة والدم والدين والعروبة والتاريخ النضالي الذي جمعنا في ثوراتنا ضد الفرنسيين والانجليز واليهود وحملوا السيف والحجر في ثورتنا العربية الكبرى ولم ينفك اللقاء رغم حدود الاستعمار المصطنعة. فان لزوم دعم ومساندة هذه العشائر وهي تتعرض للتهديد هو فرض عين رضي من رضي وغضب من غضب، لا نعير انتباها لكثير من الخرافات ولا الى المنكفئين في جحور ويطلقون تصريحات عشوائية دون ان يلتفتوا من حولهم ليروا حقيقة الواقع..

ما زلنا ندفع ثمن الاخطاء التي ارتكبها ويرتكبها زعماء عرب قاهرون لشعوبهم. ما زلنا ندفع ثمن اخطاء سياسات جشعة توسعية غربية، ما زلنا نؤوي ونطعم ونروي كل من اخرجه الظلم ونادت لان تكون كالبشر لا اكثر ولا اقل. ما زلنا ندفع دية خطيئة فلسطين التي تآمر عليها العرب بسوء تخطيطهم وغرور بعضهم المكشوف وانقياد الاخرين المعروف.

نعم نؤيد الحكومة في خطابها التوضيحي وعلى لسان ناطقها الرسمي بانه لا مطامع توسعية لنا في اي دولة عربية، ولا غايات. ومن لم يستوعب ما يقوم به الاردن من فعل تجاه اشقائه فهذا سوء فهم وهذا شأنه. فلا يطلق الاشاعات المبتورة ولا التخمينات البائسه، فنحن كشعب يدفع ضريبة امته باكملها من حقنا ان نحالف الجن والانس من اجل امننا واستقرارنا ومستقبلنا غير أبهين بكل من تاه او فقد بوصلته. فمن قدم لامته وقضاياها كما قدمنا واعطينا وضحينا فليرفع يده المبتورة وليشهر سيفه المثلوم، ومن اراد ان يجربنا فنحن بالانتظار شعبا ونظاما وارضا، جيشا وامنا وفكرا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :