facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قلبي يحب الجيش ..


الدكتور اسماعيل السعودي
27-06-2015 12:21 AM

في أوليات الأشياء التي تفتح عليها وعي الأردنيين كان الجيش حاضرا بقوة وفاعلية، عن طريق (كنتين) الجيش، حيث دخل مسحوق الغسيل والصابون المعطر والمعلبات( السردين والتونة والفول)، ومنظف الأحذية (كيوي البطة)، وشفرات الحلاقة، إلى القرى النائية التي كانت تكتفي بما تزرعه، أو يأتي إليها من مراكز المدن البعيدة عليها.

في المدارس وفي فصل الشتاء البارد _إلا من دفء العسكر_ كان طموح الطلبة أن يحصلوا على (فلدة) عسكرية يأتي بها الأب أو الأخ أو أحد الأقرباء، وكان الجميع تقريبا يحصل على ذلك الحلم، فنرى الصف كأنه ثكنة عسكرية، فالذي خذله الحظ في تحصيل (فلدة)، ابتسم له بأن حصل على (صاك)، أو حذاء عسكري.

كان الارتباط بالعسكر كبيرا جدا وانعكس هذا الارتباط إلى ما ينتجه الوجدان الشعبي من غناء وقصائد وحكايات جميلة تحكى عن بسالة العسكر وصبرهم وتضحياتهم من أجل الأمة والدين، فكانت المساءات تخيَّط بحكايا الصبر والرجولة والبذل والعطاء، وكانت الناس تلتف حول القادمين من معسكراتهم لتسمع تلك الحكايات، وتكحل عيونها بالغائبين الذين قد يطول غيابهم إلى أشهر كثيرة وهم على جبهات القتال، أو خطوط التماس مع العدو أو في معسكراتهم البعيدة.

كل بيت أردني لا يخلو من عسكري، وكل بيت له قصته الجميلة التي يستمتع بروايتها عن ذلك العسكري وبطولاته، ولم يتوقف ذلك الارتباط والعشق للعسكر مع ذلك الزمن الجميل الماضي، بل توارث الأردنيون حبهم للجيش جيلا وراء جيل، وبقي الجيش قبلة الخائفين على أمنهم، ومحط اتفاق للجميع، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فلا اختلاف ولا جدال حول الجيش، فالكل يطالب بزيادة رواتبه، والكل يجمع على دعمه، ودعم الذين يقفون على حد قلوبهم ودمع عيونهم، لننام بأمن وسلام، في زمن تفتت فيه الدول وصار الأمن حلما، والنوم بسلام طموح أشقائنا العرب المجاورين.

هذا التقديم كله كي أصل إلى فكرة واحدة، إلا يستحق هؤلاء الجنود منا الاحترام والتقدير والمكافأة على ما يقدمون من تضحيات، وكيف بحكومتنا التي تدعي وصلا بليلى، وتزعم دعمها للجيش، أن تمنح المتقاعدين المدنيين من الأساتذة الجامعيين، والوزراء المبجلين، حق الجمع بين الراتبين حين يتم تعينهم في الجامعات، وتمنع هذا الحق عن المتقاعدين العسكريين، الذين كانوا يستفّون التراب على حدود الوطن، سؤال برسم الإجابة يحمل في طياته أيضا نداء إلى جلالة الملك بإنصاف العسكريين من حملة الدكتوراه، والتي حصلوا عليها بالتعب والفاقة والسهر الطويل، وجلالته ابن الجيش الذي ما خذله يوما ولا توانى عن دعمه بكل ما يستطيع.

نعم لمساواة المتقعدين العسكرين مع غيرهم من أبناء الوطن، نعم لجمعهم راتبهم التقعدي إلى جانب راتبهم في الجامعات وأية مؤسسات أخرى، نعم لإنصاف العسكر.

حمى الله الأردن وجعله بلدا آمنا مطمئنا، ورزق أهله من الثمرات، وأبعد عنه الشرور والمحن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :