facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن وصفات للنجاح, ووصفات للخراب


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
05-07-2015 04:48 AM

الاردن جزيرة آمنه في بحر متلاطم من العنف ورفض الاخر والتهميش والظلم و المؤمرات والأخطاء الداخلية والتدخلات الخارجية، واذا استثنينا السعودية نجد أن المحيط مشتعل ومستقبله غير معروف.
الاستقرار في الاردن ليس وليد الصدفة وليس وليد رغبات خارجية كما يحلو لبعض المتحذلقين توصيفه، لذلك لا بد أن نعود للبداية وندرس لماذا بقي الاردن مستقرا وكيف يمكن الحفاظ عليه مستقبلا.
العوامل التي ساعدت على استقرار الاردن ليست اقتصادية فكلنا مطلع على شح الموارد وتتابع الازمات الاقتصادية وليست جغرافية لانه ليس هنالك حدود طبيعية آمنه تفصلنا عن الازمات.
اذا اردنا تلخيص عوامل الاستقرار نقول:
1. قيادة متسامحه فالاردن لم يعرف اعدام المعارضين او استباحة الدماء حتى ممن تآمروا على القيادة وكلنا يذكر تسامح الحسين رحمه الله وتقريبه لمعارضيه والتعامل بانسانيه حتى مع من دبّروا محاولات لاغتياله او الاساءة إليه.
2. اجهزه امنية وطنية ومهنية يسجل لها انها دوما تحدد العدو مبكرا ففي الوقت الذي يغرق العامة بالتوجهات العاطفيه ويخدعون بشعارات برّاقة تحت اسماء الانسانية والقوميه والدينية تجد الاجهزة الامنية قد حددت العدو والصديق وفق معايير امن الوطن والحفاظ عليه وابسط مثال داعش التي احتار الكثير فيها في البداية تحت ضغط عاطفي بالبحث عن قوة سنية وكيف حددت الاجهزه الامنيه ماهيتها منذ البداية ليكتشف الجميع بعد ذلك مدى الدموية والتطرف والاستهانه بالارواح من ذلك الفكر المتطرف الذي لم يسلم منه حتى اقرب التيارات له فكريا مثل القاعده.
3. جيش غير مسيس، ومهني ذو اعراف و تقاليد حدد مهامه بالحفاظ على الاردن و سيادته و مواطنيه وكل من يعيش على ارضه، بذل دماء ابنائه رخيصه دفاعا عن القضايا العربيه العادله و لم يوجه رصاصه الى صدر مواطن شريف. جيش حمل مبادئ الثوره العربيه مستمدا قوته من التزام اردني عروبي اسلامي.
4. العشائر الاردنيه مهما صغرت او كبرت التي اعلت قيم التسامح و اكرام الضيف و اغاثة الملهوف و حماية الجار. و ليست العشائريه او العصبيه الا خلق طارئ على البعض بل كانت و ما زالت تلك العشائر تتفاخر بطيب الافعال و عزة الرجال.
5. قبول الاخر و اتاحة المجال لكل ابناء الاردن من شتى الاصول و المنابت ليعملوا للاردن و لانفسهم دون تضييق و ان كان بعض التهميش حصل في السنوات الاخيره لاسباب امنيه او درء لمؤمرات لكن ما زال الاردن هو واحة الامان لكل العرب برغم الانتقاد الذي وصل الجحود احيانا دون سبب او بصيره .
6. التركيز على التعليم كطريق للتطور و فتح الافاق و البقاء فنادرا ما تجد بلدا يتنافس اهله على التعليم كما في الاردن بل و يستدين الشخص لتدريس ابنائه و بناته.
7. وعي الشعب في الملمات فبرغم كل حالات التذمر في الرخاء تجد الغالبية العظمى من الشعب تجنح الى الحفاظ على البلد و انتظار قطار الاصلاح بدل تدمير المؤسسات و الذهاب بالبلد للمجهول. اصلاح المؤسسات و الاحوال حتى لو كان بطئيا اقل كلفه و افضل من تدمير البلد و تشريد اهله.
نأتي هنا الى وصفات الخراب و التي يحاول البعض بها اضعاف البلد و تفكيكه تحت مسميات براقه لماعه تحمل في طياتها السم الزعاف و اذكرها هنا لتفاديها فقناعتي ان النموذج الناجح يجب تحسينه و ليس الاجتهاد لتغيير منهجه و برأيي ان الاردن اثبت انه نموذجا ناجحا و لكن قابل للتحسين و الخص وصفات الخراب برأيي بما يلي
1. بعض وسائل الاعلام التي يمكن وصفها ب"غير المنضبطة" ففي خضم البحث عن شعبيه زائفه او سبق صحفي لا تراعى ان بعض الاخبار و التصريحات قد تضر بالاردن و قطاعاته الناجحة و ليس ادل على ذلك من الاخبار التي تنشر بخصوص الطب و التعليم العالي بناء على قصص و تحليلات غير مهنيه و قد تكون من اناس لم ينهوا الشهادة الجامعيه الاولى مع ان الاولى ان تمحص مثل هذه الاخبار من استشاريين متخصصين قبل نشرها. ناهيك عن بعض الاخبار التي تنشر للابتزاز و الانتقام و اغتيال الشخصية. ان للاعلام و خصوصا المواقع الالكترونيه ان تضع ضوابط و مرجعيات استشاريه متخصصه.
2. تصريحات بعض المسؤولين بعد تركهم مواقعهم سواءا للمناكفه او التذكير بانهم موجودين او مؤثرين رغم معرفتهم ان صاحب القرار و من في موقع المسؤوليه عليه قيود مهنيه و موازنات قانونيه و دبلوماسيه و اخلاقيه مختلفه و ليس ادل على ذلك من تصريح احد المسؤولين السابقين بان الاردن يمتلك اسوأ نظام تعليمي مع ان المؤشرات و التقييمات الخارجيه تضعه في مقدمة دول المنطقه.
3. الاقصاء و التهميش لبعض المناطق او العشائر و حرمانها من المساهمه في تنمية البلد فالاردن ليست عمان فقط و تنمية معان مثلا قد توفر على الاردن الكثير من المشاكل كما ان تسهيل امور البوادي بالتعليم و الخدمات سيجعلها عمودا مهما لرفعة الوطن و منح جرش حقوقها في المناصب الحكوميه سينفس الاحتقان المتراكم في النفوس و تطوير عجلون و الطفيله سياحيا سيخفف البطاله و يجعلها قبلة للسياحه الداخليه.
4. اعتماد الاشاعات في التقييم للمسؤولين و التعميم و وضعهم في مواجهة الشعب سيكبل ايديهم عن قرارات مهمة قد تكون في صالح البلد. فكم مسؤول نظيف تم اغتياله شخصيا و الاساءه له و لاسرته بناء على اشاعات و معلومات مغلوطه و حرمت البلد من كفائته.
5. محاولة بعض التيارات احتكار الدين و اقامة انفسهم اوصياء على الناس مع اننا جميعا مسلمين و لا نختلف في العقيده و العبادات ناهيك عن خلط الدين بالسياسه و الذي لو كان بهذه السهوله ما حصلت معارك صفين و الجمل.
6. محاولة البعض تصنيف الاخرين بناء على الدين او الطائفه او المنطقه او الاصل مع ان المسيحيين قدموا للاردن و المنطقه العربيه عبر تاريخهم الكثير و لا ننسى ان جو جمال عندما ضحى بنفسه في 56 كان سوري مسيحي مدافع عن مصر. و يتناسى البعض ان من ثبتوا مع الملك و مع الاردن في الملمات امتدوا من شمال الاردن الى جنوبه و من شرقه الى غربه و منهم الشرق اردني و الغرب اردني و منهم ذوو الاصول الشاميه و الشركسيه و لكنهم جميعا انصهروا في بوتقه واحده اسمها الاردن.
7. من وصفات الخراب انسداد الافق السياسي و الاقتصادي باتباع اسلوب الاقتصاد المنزلي و هذه تحتاج لمقاله لوحدها فلا يجوز ان تقع البلد بين سندان اقتصاد نيوليبرالي يعمق الفروقات الاجتماعيه او اجتهادات سياسة الجباية و افراغ الجيوب و تجميد البلد و نشر الاحباط.
8. اخيرا من انكى وصفات الخراب المطالبه بتغيير الصلاحيات الملكيه تحت عناوين براقه مثل الديموقراطيه و السلطه للدين او الشعب متناسين ان الغرب طور الديمقراطيه على مقاسه و قيفها غرزة غرزة على احتياجاته و متناسين ان العائلة الهاشميه نقطة التقاء الاردنيين من شتى المناطق و العشائر و المكونات و لو انجرفنا مع اولائك الداعين المدعين لقسمت البلد الى كنتونات متصارعه و تدخل فيها القاصي و الداني.
في النهاية ألخّص انه ليس وقت الخلاف و الاختلاف و المعاتبه و الانتقام و تصفية الحسابات الشخصيه و لكن وقت الترفع و الالتفاف حول القياده و الجيش و المؤسسات الوطنيه و تعزيز اللحمه الوطنيه. حمى الله الاردن و اهله و قيادته و مؤسساته.
د. هيثم العقيلي المقابله/ جامعة العلوم والتكنولوجيا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :