facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أطفالنا ومدارسنا وتقبُّل الاختلاف


د. بشير أبو حمّور
09-07-2015 05:44 PM

معظم الأطفال يدخلون المدرسة وهم متحمسون ومتفائلون ومستعدون للتعلم. ولكن للأسف خلال سنوات قليلة فإنّ الكثير من هؤلاء الأطفال يصبحون غير مرتبطين بالمدرسة ارتباطا وثيقا ، ومحبطين إلى حدٍّ يبعث الألم في نفوسنا وذلك ليس بسبب التحديات التي يواجهونها فقط ، بل لأن نظامنا التعليمي في الأردن بشكل خاص وفي الوطن العربي بشكل عام قد فشل في فهم وتقدير هذه التحديات ومن ثم البناء عليها. فعلى سبيل المثال فإنّ مدراسنا قد فشلت في التعرُّف على الطلبة المعرضين للمخاطر التعليمية والسلوكية ومساعدتهم قبل تعريضهم لخبرات سلبية ، فمثلاً على الطفل أن يفشل في الصف الأول الابتدائي كاملاً ويتعرض إلى مجموعة من المشكلات حتى يستحق الحصول على خدمات غرفة المصادر في معظم أرجاء الوطن العربي. بالإضافة إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من مشاكل نقص الانتباه والنشاط الزائد لا يحصلون على خدمات ملائمة حتى لحظة كتابة هذه المقالة.

تشير الإحصاءات العالمية إلى أنّ واحدا من كل أربعة أطفال يعاني من مشكلات تعليمية أو سلوكية أو انفعالية في المدرسة ، ومع هذا فإنّ الخبرات المدرسية المقدمة لهؤلاء الأطفال لا تساعدهم على تجاوز هذه المشكلات ، بل على العكس فهي تعزز مفومهم السلبي عن أنفسهم ؛ ولهذا يجب أنْ نؤكد على أنَّ أطفالنا هم ثروتنا الوطنية التي يجب أنْ نرعاهها وننميها في مدارسنا ؛ حتى نوفر لهم خبرات النّجاح خلال كافة المراحل التعليمية . وعلى مدارسنا أن تجد طُرُقا فعَّالة وعملية لتعليم كافة الطلبة ، وعلى أنْ تغرس فيهم قيم حب العلم والمعرفة والخصائص السلوكية الجيدة ، مثل العزم والتصميم والأمل . هذه الخصائص بدورها ستساعدهم على بناء الثقة بأنفسهم وتجاوز الأزمات التي يواجهونها بحياتهم.

لتحقيق هذا الهدف فإنّ على المربين أن يبدؤوا بالتعامل مع أطفالنا على أنهم مختلفين ، وتقبل هذا الاختلاف بطريقة إيجابية ، و عليهم أيضا أنْ لا ينظروا إلى التحديات السلوكية والتعليمية والانفعالية التي يواجهها أطفالنا على أنها مشكلات ناجمة عن الطفل نفسه، بل على العكس فهي مشكلات تفاعلية بين البيئة المدرسية وبين الطفل ، فبعض البيئات المدرسية تزيد من مشاكل الطفل ، وبعضها يحسن التعامل معها مما ينعكس إيجابياً على سلوكه وتعلمه . وكم أشعر بالأسى وينتابني الألم عندما أستذكر تعليقات بعض المعلمين السلبية على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مثل: "هذا الطفل لا يفهم مهما أعدت تدريسه، إنه ضعيف، إنه بطيء ، إنه ليس كزملائه في الصف الدراسي" وهنا يجب أن نتسائل : ما هي الإجراءات الخاصة التي قدمها نظامنا التعليمي الذكي لكي يستوعب هؤلاء الطلبة ؟ وهل يجب أن نغير من أساليبنا التدريسية قبل أن نطلب من الطلبة أن يغيروا من سلوكهم ومقدرتهم على التعلم ؟ فعلى سبيل المثال: الأطفال الذين لديهم معدل تعلم بطيء، سيتعلمون باستخدام الإجراءات التعليمية نفسها كزملائهم ولكنهم يحتاجون وقتاً أكثر لإنجاز المهمات. كما أن الأطفال الذين لديهم مشكلات في الانتباه يبذلون جهداً للانتباه للمهمات التعليمية كزملائهم ولكنهم يحتاجون إلى مساعدة أكبر من أجل تطوير الضبط الذاتي اللازم للتركيز على المهمة المطلوبة.

وبناءً عليه فإن الوقت قد حان لكي يوفر نظامنا التعليمي سياسة وطنية هادفة لما يلي:
- تعزيز حب المدرسة في قلوب أطفالنا.
- تقبُّل الاختلاف بين الأطفال ، والتوقف عن عزو مشاكلهم على أنفسهم وأُسَرِهم ؛ فالمدرسة شريكة في هذه المشاكل .
- تقديم مجموعة من البرامج والاستراتيجيات التعليمية الفعّالة ، التي تتعامل بذكاء مع الاختلاف بين الأطفال وتلبي حاجاتهم الفردية. لا يوجد برنامج واحد أو استراتيجية واحدة ناجحة مع كافة الطلبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :