facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بيروت دمعي


د. طارق لويس مقطش/لندن
12-05-2008 03:00 AM

كيف يكون يا ترى ذاك الشعور؟ شعور إطلاق رصاص الموت الذي مدته لنا يد الغدر الأجنبية لنقتل بعضنا بعضاً, ذاك الرصاص الذي بعونه نمزق صدور إخوتنا و نفطر قلوب الأمهات. نبدأ صباحنا حزناً و خوفا, نبدأه دمعا في عيون أطفالٍ نسلبهم الفرح و نستبيح طفولتهم و سعادتهم بدمى العيد لنقتل الأمل في عيونهم.


ها نحن من جديد نلطخ عماماتنا و صلباننا في دماء الحرب, و ننثر بذور كرهنا و قلة تدبيرنا على ارض الخوف التي سيحصد منها أعدائنا ثمار التفرقة التي زرعت بيننا ليرقصوا من جديد على لحنٍ شيطانيٍ فوق رفاتنا و فوق قبورنا التي لن تفرق يوماً يبن مسلم و مسيحي و لن تفرق لوهلة بين سني و شيعي فنحن نستوي تحت التراب لأننا مهما زدنا و عمقنا تلك الفروق و الحواجز التي تفرق فيما بيننا، كلنا تراب. أما هناك فوق التراب سيشرب الأعداء نخب موتنا من دمائنا و سيضحكون كثيراً علينا لأننا حولنا بيتنا إلى رقعة للشطرنج تدور عليها رحى معارك أباطرة الغرب و سحرة الشرق و كلهم أعداؤنا الذين يدفنونا تحت حواجز التاريخ حتى دون صلاة لوداع تلك الأحجار التي خاضت حربهم عنهم.


هل تكفي دموع الأمهات لتطفئ نارك يا بيروت؟ ألن يسمع أبناؤك نداء أطفالك لوقف مهزلة جشعهم و مكرهم. هؤلاء يا بيروت من ادعوا يوماً أنهم و جدوا ليحموا حصنك و يبقوك صلاة و دعاء في قلوبهم و يحموا راية الأرز خفاقة فوق راياتهم. هؤلاء أراهم اليوم يستبيحون جمالك و يدنسون طهرك من جديد ليظهروا أنياب كرههم و حقدهم عليك و يمحوا المحبة من شوارعك الطاهرة و يحولونك إلى خبر في نشرة أخبار الساعة الثامنة.


حزني يمزقني و يفضحني دمعي يا بيروت، اليوم أقف مع الكثيرين لا املك الكثير من فعلي إلا دعائي لك يا بيروت, لتعودي كما عهدناك منارة للشرق و أغنية للحب و العشق, و تمسي من جديد يا بيروت رمزا لعلمنا و ثقافتنا.


حماك الله يا بيروت من كل شرٍ و هدى كل من ضلّ طريق محبتك إلى صوابه من جديد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :