facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سمٌّ حنون


هيا منير كلداني
21-07-2015 07:56 PM

تضحكني الشتائم وتُضاف الى قاموس المعجم العربي في انحدار الأخلاق والإنسانية.

من خلال الشتائم، هناك قراءة اخرى للمجتمع وتحليل أعمق للنفس الانسانية واللاإنسانية لا تحتاج لرسائل ماجستير او دكتوارة!

من خلال الشتائم نلحظ المشاعر التالية: الاحباط، الحزن، احيانا الفرح، القهر، القمع والغضب. وهناك شتائم قذرة بذيئة فيها: رائحة الكره، التعصب، الدم، وإدانة فورية.

واُخرى نجد: الجهل والسطحية، مساكين! لا تعنيني، أو تؤثر بي وكثيرٌ مثلي هذه الشتائم القذرة والكلمات البذيئة،التي تدل على بيئة قذرة لا علاقة لنا بها، بقدر ما تعنيني الشتائم التي تدل على السطحية.

السطحية هي موضوعٌ اَخر، يستحق التعمق به، على سبيل المثال: هناك قصة حقيقية ظهرت على أحد المواقع وتناولتها مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "وصية حلبي الاخيرة".

لن اطيل الحديث ولكن باختصار شديد؛ هي قصة حقيقية محزنة لواقع دموي حيث اتخذ الزوج "علي بكار" قراراً فردياً بالإنتحار له ولزوجته ماجدة (بدون علمها) بالسم عندما احتلت داعش قريته الصغيرة، ورأى ما يجري من اغتصابات ومجازر فقرر الموت على طريقته إذ لم يستطع عقله رؤية احتمالاتٍ أكيدة عمّا ستتعرض له زوجته التي كانت مرعوبة، وضعفه التام لحمايتها،حماية نفسه واستحالة الهروب، هذا الاستاذ التي احتلت داعش قريته ومدرسته، هذا الاستاذ الذي كان وحيداً مع صورٍ متتالية باقتياد زوجته لسوق السبايا!

وُجِدَ علي بكّار وماجدة في بيتهما، جثتيْن على السرير وايديهما متشابكة معاً في ضيعة جب الحمام - حلب الشهباء.

هنا تدخل التعليقات السخيفة والسطحية، بمعنى ؛ معظمها دخلت في دائرة الحلال والحرام والشتائم مرّة اخرى! دعونا نمارس الـ DNA الإنساني، ونتعمق بالفعل نفسه، اسبابه، صراع النفس البشرية وعذابها!

هل فكّرتم للحظةٍ، بحجم الخوف الذي سيطر على الزوج،الإحباط، الحزن، وعزّة النفس والرفض؟

هل فكّرتم للحظة، كم دار حوار بينه وبين الخالق قبل الإقبال على هذه الخطوة؟

وكم من صلوات طُلِبت للنجدة والغفران!!؟؟

وهل فكرتم بقوّةِ رفض هذا الانسان لواقع بشع قرّر ان ينهيه بطريقته؟ وعذابه من نظرات زوجته عندما كانت تسأله "ماذا سنفعل"!" أين سنذهب"؟ وهم محاصرون والخطر قادم لا محالة؟؟؟!

هل فكّرتم كم من مشهد عنف ودموي دار في مخيلته لزوجته، وضعفه الكامل كزوج وجب حماية محبوبته وزوجته! وهل حتى فكّرتم كم أحب هذه الإنسانة الزوجة وفضّل الموت على ان يراها تتعذب في قبضة الشيطان دون رحمة!

يبدو أنكم لا تقرأون كفاية لتعرفوا أن عائلات باكملها في حروبٍ سابقة أنهت حياتها بنفسها قبل ان تصلها الايدي القذرة لعدم قدرتهم لحماية ورؤية أحبائهم يُعذّبون بذلٍ ووحشية!

انا شخصياً، سأفعل نفس الشي، على أن تلمسني وعائلتي القذارة والدم، وهي تقرع الأبواب بشتى انواع التعذيب الذل والمهانة!

الله برحمته الواسعة هو الوحيد من له الحق في محاكمتي واعلان براءتي أو إدانتي ... وأنا لها، لعلمي اليقين بمحبته اللامتناهية لأرواح معذبة يعلم مدى عذابها وضعفها في لحظة من اللحظات!

ماجدة وَعَبَد البكار الحلبي لكما الرحمة، الله يعلم ما كان يجول في خاطركَ، ضعفك الإنساني، وتناقضات اللحظة! ما هو هذا الاستاذ الزوج، إِلَّا بإنسان، خذلته الانسانية ... خذله أخوه الانسان.. وملايينٌ من قابيل!! الانسان هو المجرم الحقيقي في هذا المشهد المأساوي المحزن المبكي!

اخي الشاتم اختي الشاتمة اخلاقنا تختلف عنكم، وأدعو لكم بمزيدٍ من الأخلاق، الأخلاق جميلة، صدقوني ! جربوها ! وأدعو الآخرين أن يستخدموا اكثر من نسبة ١٪ من الخلايا العقلية وتوظيفها. جربوها ! بعض من الرحمة والتعاطف يا قلوب من حجر! وبعضٌ من التأمل لنفسٍ بشرية مُعّذبة بحثت عن الرحمة ولم تجدها!!! حتى اصبح طوَّق النجاة الوحيد هو الموت بدون اشلاء مبعثرة واغتصاب الكرامات أمام الأعين المعّذبة الصارخة!

* الكاتبة مقيمة في ملبورن الأسترالية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :