facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معايير القتل في جرائم الشرف


د. بلال السكارنه العبادي
13-05-2008 03:00 AM

ان دوافع مايسمى جرائم الشرف اصبحت تشكل ظاهرة تستحق ان يعقد لها كل المؤتمرات والندوات والصيحات على اعلى المستويات لما لها من خطورة على رقاب بنات الاردن بعد ان تعددت وسائل ذبحهن حتى غدى البحر الميت احد هذه الوسائل الجديدة ، افلا يكفي مأساة هذا البحر انه ميت بدون اية كائنات مائية حية وما ارتبطت قصته ببحيرة قوم لوط وقد انقلبت على اهلها حتى جاء اليوم الذي اصبح فيها مذبحا جديدا لنساء الاردن ، وخاصة مع تنامي عدد القتلى والضحايا في مثل هذه الجرائم وقد ارتكبت في العام المنصرم ثمانية عشر جريمة قتل بداعي الشرف اما في هذا العام فقد بلغت الى الآن سبعة جرائم والحبل على الجرار .

أتسائل ويتسائل معي عقلاء وجهلاء هذا البلد ما هي المعايير التي يتم اعتمادها حتى تضفي بمقاصلها على رقاب النساء والتي تشكل مقياس يساعدهن على معرفة ما هو الشرف ودوافع ارتكابه وذلك لتتمكن من معرفة نوع الخطيئة التي ترتكبها حتى لا تتجاوزها من اجل عدم القاء نفسها في مذابح البحر الميت الجديدة لانه في تلك اللحظة لن ينفعها صيحاتها ولا حتى لو ارتدت واقيا للرصاص لن يحول بينها وبين ازهاق روحها دفاعاً عن الشرف ، وكنت اتمنى على من يرتكبون مثل هذه الجرائم البشعة ان يكون لديهم الغيرة على شرف الامة العربية وهو ينتهك كل يوم في فلسطين والعراق وغيرها دون اي حراك يذكر .

والى هذا الحد وصل الجهل في عقول من يرتكب مثل هذه الجرائم وقد خالفوا كل الشرائع السماوية في انتهاك ارواح شقيقاتهم او زوجاتهم او امهاتهم من اجل الشرف الذي لا اعرف له مسمى واضح يمكن الرجوع اليه كمعيار يساعد الحرائر من نساء الاردن في عدم ارتكاب هذه الخطيئة ، ولذا كنصحية لاخواتي الاردنيات وكافة الجمعيات والمؤسسات التي تعتني بشؤون المرأة ان يصدرن وثيقة يوضحن من خلالها ما هي معايير القتل في جرائم الشرف حماية لاخواتهن من مسدسات ورشاشات وسيوف وخناجر وقناوي وسموم ابائهم واخوانهم منعاً لأن تكون احداهن يوما ما ضحية لمثل هذه الجرائم لا سمح الله .

واستغرب لماذا لا يحاسب الرجال في ارتكاب هذه الخطيئة وكأن الشرف مرتبط بالفتاة وحدها وهل الرجل لا شرف له ليحاسب عليه كما تحاسب البنت ، وخاصة ان اي فتاة تقتل بدافع الشرف يكون لها شريك في هذه الخطيئة ان ثبتت عليها ولكنها وحدها دائماً من يدفع الثمن الفادح وهو حياتها في هذا المجتمع الذكوري الظالم ودائماً هي الضحية والرجل هو القاضي والجلاد معاً هل لأنها الطرف الاضعف في هذه المعادلة الظالمة ام انها القوانين والتشريعات التي اعطت الرجل حق ليس له يمارسه بعشوائية وانتقام رهيب لأنه يعرف مسبقاً مدة الحكم الذي سيقضيه بالسجن ، وخاصة ان بعض هذه الجرائم اصبحت تشكل عند كثير من مرتكبيها ذريعة لتنفيذها لغايات اخرى غير الشرف سواء أكانت لحرمانها من ميراث والدها او لخلاف بسيط بينها وبين اشقائها يقومون بالاعتداء عليها ومن ثم قتلها وبعدها يبررون هذا القتل بدافع الشرف ويختلقون مئات الذراع الواهية من اجل ابعاد العقوبة عن المرتكب من اجل حمايته ، واذكر قبل فترة قد شاركت باحدى المؤتمرات في دولة الامارات العربية وسألني المشاركون عن تنامي هذه الجريمة بشكل ملحوظ في الاردن وما هي الاسباب وكيفية الحد منها ولا بد من الاستفادة من القضاء العشائري في تشديد عقوبة هذه الجرائم لا في تخفيضها ، ولهذافلا بد من تفعيل كل النصوص الموجودة في قانون العقوبات الجنائية وكذلك الصلاحيات للحكام الاداريين وحتى الاجراءات العشائرية من اجل التشديد على هذا النوع من الجرائم حماية لارواح نساء الاردن من القتل .

bsakarneh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :