facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أخطاؤنا الإعلامية أصبحت خطايا .. من المسؤول؟


محمود الشيبي
26-07-2015 01:33 PM

للإعلام دور أساسي ومتميز في حياة الشعوب، وهو يحمل رسالة الدولة، ويقدمها للناس عامة. وإذا ما توافرت للإعلام قيادات كفؤة قـوية، قادرة على حمل الرسالة، صادقة في أدائها، فإنّ الإعلام في هذه الحالة يكون قادراً على قيادة حركة الشعوب، وتوجيه الناس لما فيه مصلحة الوطن.

عندما قامت ثورة 23 يوليو تموز العام1952، تمكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رحمه الله، من أن يقود توجهات الرأي العام العربي بالإعلام، ومن خلال إذاعة صوت العرب. وللإنصاف، فإنّ إذاعة عمان في تلك الفترة، تمكنت أيضاً من أنْ تكون على قـدر المسؤولية، بوجود قيادات إعلامية فـذّة، وصل بعضها لمنصب رئيس الوزراء، وتبوأ آخرون مناصب وزارية مهمة، لتميزهم الثقافي والسياسي والإداري.

في العام 1968، انطلق بـث التلفزيون الأردني ، وتمكن من أن يستقطب المشاهدين في كل من الأردن وسوريا وفلسطين، إذْ استطاع أن يقدم الأفضل، ويرضي مشاهديه، وبذلك حاز على ثقة الناس عامة ، في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وكان خير محطة بين محطات التلفزة العربية، قبل عصر الفضائيات. لا بل أن كوادر التلفزيون الأردني هي منْ بنـت محطات التلفزة في الخليج العربي.

ثم تراجع الإعلام الأردني المرئي والمسموع إلى ما نـراه، ونسمعه، بما يشكل خطراً على أداء الرسالة الوطنية الأردنية، في ظل الأمواج العاتية التي تحيط بالأردن من كل جـانـب.

أقول هذا وقد أصبح التقصير الإعلامي الأردني واضح المعالم، بما يعيق المسيرة. وأقصد بذلك الإعلام المرئي والمسموع، الذي صار بعيداً عن مواقع كان عليه أن يكون حاضراً فيها.

في العام 1993، وجّـه الحسين رحمه الله، لأن يقوم التلفزيون الأردني بإنتاج مسلسل عن الثورة العربية الكبرى، وكان سخياً في رصد المال اللازم للمسلسل. غير أن التلفزيون تلكأ وعجز عن أداء المهمة الوطنية.

وبعد فترة، أطلّت علينا شاشة التلفزيون السوري بمسـلسل "إخـوة التراب"، الذي زيّـف الحقائق، ونسب الثورة العربية ضد الأتراك للسوريين. وللأسف، فقد أغفلت أحداث المسلسل الشريف الحسين بن علي وأبناءه، والدور الهاشمي الأساسي في الثورة، واستعان كاتب المسلسل بخياله بعيداً عن الواقع.

أما معركة الكرامة الخالدة، فقدمتها وتقدمها بعض القنوات الإخبارية العربية على أنها كانت انتصارات لغير الجيش العربي، فنُسـب الفضل لغير أهـلـه. وهـذا تشويه إعلامي، وظلم لحق بالأردن وجيشه، نتيجة التقصير الإعلامي.

إنّ أخطاءنا الإعلامية أصبحت خطايا، وإنّ إلغاء وزارة الإعلام جـزء من هذه الخطايا. وخطيئة من يعتبر وجود وزارة الإعلام قـيْـداً على الحريات، وكأن إلغاءها رفع لسقف الحريات، وهو تفكير ليس له نصيب من الصحة.

أما المحطة الأخيرة التي أود أنْ أتوقف عندها، وأرجو أنْ لا يتجاوزها الإعلام، فهي حياة الراحل العظيم باني الأردن الحديث الملك حسين رحمه الله. فحياة الحسين زاخرة بالأحداث، مليئة بالمفاجآت والعبـر والمواقف، رصدتها بعض الكتب التي أعطت للراحل حقه، وكتبت تاريخه المتميز بالعطاء، إذْ كان نعم القائد الذي حمى وجود الأردن مرتين من مؤامرات أجنبية، كادت أنْ تطيح بالكيان الأردني خلال الستينات والسبعينات من القرن العشرين، لو لم يتصد لها الحسين بحكمته، ووأدها في مهدها.

وقد آن الأوان، لأن نقدم صورة الحسين البهية، كما كانت في الحقيقة، قبل أنْ يقدمها غيرنا في إحدى القنوات الإخبارية بعيداً عن كل إنصـاف. ونقول لصاحب القرار الإعلامي، عيب علينا إنْ فعلنا ذلك. فهل نترك تاريخ الحسين ومجـده لمن لا ينصفـه ، ويشوه تاريخ الأردن مجدداً؟!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :