لا اخفي سرا إن قلت أنني أصبت بالصدمة عندما قرأت تصريحات الناطق الإعلامي للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بخصوص وقف اقتطاعات المعلمين العاملين في المدارس الخاصة بسبب إنهاء عقود المعلمين خلال الفترة الصيفية والتي تقارب الثلاثة أشهر إن لم يكن أكثر من ذلك.

التصريحات موجودة على إحدى الصحف فهل يمكن لوزير العمل أن يقرأ هذا الخبر، وهل يشاهده وزير التربية والتعليم، ثم هل سمعت به نقابة المعلمين؟ ثم هل يمكن أن يمر الخبر مرور الكرام دون أن يكون هناك محاسبة ومسائلة لتلك المافيات المتحكمة بأرزاق الأردنيين؟

لطالما نادي جلالة الملك ومن بعده الحكومات المتعاقبة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتم عقد الكثير من اللقاءات والمؤتمرات لتحقيق الشراكة الهادفة باعتبارنا جميعا مواطنين في مركب واحد اسمه الوطن، فهل هذه هي الشراكة المنشودة والقائمة على تدمير العائلات والتحكم بأقواتهم.

ولطالما انتقدنا دور القطاع الخاص الذي لا يرى الوطن إلا عبارة عن بقرة حلوب تدر عليه الملايين وبتشجيع من سياسات لا يمكن وصفها بأقل من أنها خرقاء ولا تصل الى ادني مقومات الحس بالوطنية والمسئولية.

ثم أين هو دور نقابة المعلمين في الدفاع عن مصالح منتسبيها؟ وهل اكتفت بدور المتفرج فقط؟ أم أصبح همها سياسيا بالدرجة الأولى بسبب ارتباطها الواضح للعيان ببعض الأحزاب التي باتت تسيطر على مفاصل الأمور في معظم النقابات؟

عندما تمت المطالبة بتأسيس النقابة كنا من أوائل المطالبين بذلك من اجل الرقي بالمهنة والدفاع عن مصالح المعلمين وتحقيق المزيد من المكاسب للمعلمين والتي كنا وما زلنا نرى أنها مسلوبة بفعل سيطرة البعض أحيانا وبفعل القوانين الظالمة أحيانا أخرى.

أما وقد ظهرت النقابة الى حيز الوجود، وأصبح لها كيان قانوني مستقبل، فمن الواجب عليها أن تلفت الى الغايات التي أنشئت من أجلها وتقف بجانب تلك الفئة المظلومة من المعلمين وان تنتصر لهم في مواجهة حيتان المدارس الخاصة بدلا من التفرغ لمناكفة الحكومة بدوافع حزبية معروفة للقاصي والداني، وبدلا من تبذير أموال النقابة على مقرات واجتماعات لم ولن تخدم المعلمين في يوم من الأيام بقدر ما تخدم الأحزاب المسيطرة على تلك النقابات.

وان كنا لا نعول كثيرا على تلك النقابة، فإننا نأمل من معالي وزير التربية والتعليم المعروف بحزمه وعزمه وكذلك وزير العمل البدء باتخاذ خطوات جادة وكفيلة لحماية المعلمين في المدارس الخاصة ولجم أصحابها عن العبث بمصائر الناس... وللحديث بقية

kalilabosaleem@yahoo.com