أنا عدوّ نفسي وعدو بلادي، طالما وجهت نقدي نحو تلك الكائنات الصغيرة التي تملأ أزقة وسراديب النظام الرسمي العربي ومؤسسات العجز التابعة له !!
باسمي سرقوا براءتي وذكورتي وفضوا غشاء انوثتي .. و"خنثوا" عجزي ومستقبلي، امام الشهيد الطفل علي الدوابشه والشهيد محمد الدرة وما بينهما وما قبلهما من اطفال فلسطين ..هؤلاء دخلوا الى خدري عنوة،وعبثوا باشيائي، وحضروا عليّ انتقامي و بلادي، وجعلوا مني "امام" امارس الرذيلة.. واحرس مقتنياتي بنفسي لدى هؤلاء اللصوص !!.
جعلوا مني ،هتيف، واكتفي واراقب كيف يرتد صوتي علىّ مرتعشا بقوله؛"مسكين ..هل لك ان "تخرس" في تلك المساحة التاريخية الحضارية، بوسعك رفع صوتك مناديا للطمانينة والامن والامان والديمقراطية والشفافية والعدالة الاجتماعية اشياء اخرى، ولولا تلك الكائنات لدخل اللص الى خدرك ؟!! .."والحمدلله في كل حينا"
في طفولتي تخيلت نفسي زعيما مثل "جيفارا"، ويلتف الناس حول تحرري واشعل الدنيا ضجيجا والناس تصيح "نحن معك "… كنت اتخيل ان اروي الارض التي "بارك الله حولها" بدمائي وابقى اصيح يا وجعي ..ولا اكتفي بمسيرة او يافطة ارفعها من اجل الماكول"السحت"؟!
كم نحن صغارا ..احرقوا الرضيع ..احرقوا امة بكاملها ..احرقوا افكاري..وتنادى العالم كله يا لارهاب المحتل وانا كالعادة اكتفيت بالصعود فوق رفاته وبدات ابني جدران مجدي من فحم عظام جمجمة الطفولة..وانا انادي بعجزي و"ادين" الجريمة البشعة ؟!.
كبيرا كان يحبو وبيده رضاعته عندما احرقوه واحرقوا رمز الجريمة..واخرين ثاروا لعارنا .. ما زلنا نشجب مهرجاني جرش والفحيص ومنشغلين بفقه الوضوء وصحة اداء الصلاة.
ذنبه لماذا يحبوا فوق أرض ليست أرضه!! وبين شعوب ليست اهله ..ذنبه يحمل مدفعا من زجاجة حليب مدفع.. كان يبتسم على عجزكم وسخر منكم ؛ وابلغكم اللقاء في الجنة بعد حسابكم على جمع رفاته ..هل نسيتم عروس عروبتكم ؟! عذرا مظفر النواب
عذرا فلسطين ، عذرا ايتها القضية!!

العرب اليوم