facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




باسم الدين سرقونا الحرامية !


محمد كعوش
10-08-2015 03:34 AM

في تظاهرات حاشدة، هي الاكبر والاشمل منذ احتلال بغداد، طافت في شوارع معظم المدن العراقية، هتف العراقيون ضد الفساد بصرخة مدوية "باسم الدين سرقونا الحرامية".

هذا المشهد يشير الى ان الشعب العراقي بدأ يتحرك نحو ثورة اجتماعية تعيد العراق الى العراق، وأن العراقيين تعبوا من الاقتتال الاهلي على قاعدة طائفية وعرقية، ومن المحتمل العودة الى المواطنة العراقية التي طمسها الاحتلال بخلق شرخ طائفي مزق وخرّب نسيج المجتمع العراقي.

الهتافات كانت مطلبية اجتماعية شعبية، وكانت ضد الفساد الذي نخر بنية النظام العراقي بكامله وبشكل غير مسبوق.

وقد يتساءل العراقيون: كيف تنقطع الكهرباء والمياه وتتلاشى الخدمات في ظروف مناخية ملتهبة تجاوزت معدلها العادي، وفي بلد ينتج النفط ويصدر كميات تتجاوز ثلاثة ملايين برميل يوميا، في حين لم يحدث مثل هذا التقصير حتى في زمن الحصار قبل احتلال العراق.

يعرف العراقيون، بكل طوائفهم وفئاتهم الاجتماعية، ان الواقع الحالي، في غياب العدالة والمواطنة، واعتناق النظام السياسي لعقيدة الفساد المعلن الى درجة الوقاحة، هو الذي خلق التنظيمات المتطرفة التي تمارس العنف والقتل والارهاب والانتقام. ويعرف العراقيون ان توظيف المليشيات المسلحة لحماية الفساد، وتغييب المصالحة الوطنية والمشاركة، هو الذي يهدد وحدة العراق شعبا وارضا، وهو من وسائل وعوامل ادامة سلطة الفاسدين، والتي من فضائلها، كما يقول العراقيون اليوم: «ماكو كهرباء، ماكو ماء، آكو فساد».

هذا هو العراق الذي نراه اليوم في عز الطقس الملتهب، والحرب المشتعلة على اكثر من جبهة، والتي تهدد وجود العراق الموحد والشعب الواحد.

الاوضاع مزرية والواقع محزن، والفساد بلغ ذروته. هو الواقع الذي دفع المرجعيات الدينية المخلصة الى الدعوة لوضع حد للنهب والهدر والسرقة، وهي الآفات التي تشكل عائلة الفساد الذي زرعه الاحتلال في العراق تحت مظلة الفتنة الطائفية، والتي وقودها فقراء العراق من كل الطوائف.

والعراقيون يعرفون أن الحاكمين المتحكمين من الفاسدين المفسدين المستفيدين يجندون ابناء المناطق الفقيرة، ويسخرونهم لحمايتهم، لأن في هذه المناطق (حزام الفقر) ينتشرالجهل والامية والحاجة والمرض والجوع، ويسهل التلاعب بابناء المحرومين البسطاء، من خلال استخدام العامل الديني واستحضار التعصب المذهبي.

ولكن ما يحدث الآن في المدن العراقية يؤكد ان تغييرا ما قد يحصل. وأن العراقيين يستعيدون وعيهم بعد غيبوبة طويلة. ففي الوقت الذي يعلن فيه الخبراء العراقيون أن العراق في طريقه الى انتاج 12مليون برميل من النفط يوميا في العام 2017. خرجت صيحة مطلبية اجتماعية، لا مذهبية ولا عرقية، تؤكد ان العراق بكامله، وبكل طوائفه وفئاته الاجتماعية، يتحرك باتجاه ثورة اجتماعية تكون بداية الاصلاح، وتفصل الدين عن الدولة، وبالتالي تقود الى معجزة تعيد بغداد الى بغداد.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :