facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل «التهدئة» انتصار لغزة؟


حلمي الأسمر
18-08-2015 04:12 AM

لا إسرائيل هُزمت أمام حماس، ولا حماس انتصرت، فيما سمته إسرائيل رسميا «الحرب الثامنة» ولا يبدو في الأفق ما يشي بأن أحد «الطرفين» يستطيع أن يحسم المواجهة المفتوحة، ولئن كانت إسرائيل أطلقت على العدوان الذي سمته «الجرف الصامد»، وأطلقت عليه حماس وفصائل فلسطينية «العصف المأكول» الحرب الأولى مع الفلسطينيين، والثامنة في تاريخها العدواني، لسباب سياسية وقانونية، إلا أن آثار تلك «الحرب» سواء على إسرائيل، او الفلسطينيين، لا تخطئها العين، وهو ما دفع كلا الطرفين إلى التفكير بشكل جدي، باستباق عقد اتفاق ما، لمنع وقوع «الحرب القادمة».. ولا يعني أي اتفاق -فيما لو تم- أن حماس تعترف بإسرائيل، في حين أنه يعني أن ثمة اعترافا ضمنيا من إسرائيل بالمقاومة، خاصة وأن تلك الحرب «الثامنة» التي شنتها إسرائيل في السابع من تموز/ يوليو الماضي، كانت الأطول في تاريخ الكيان الصهيوني، حيث استمرت خمسين يوما ويوما، وأسفرت وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد أكثر من 2170 فلسطينيا، وإصابة ما يزيد على 11 ألفا آخرين. فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا وأربعة مستوطنين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيليا، بينهم 740 عسكريا، وهي كلفة، ليس بمقدور أي من الطرفين تحمل تكرارها، ما يعني أن حالة من توازن الرعب نشأ بينهما، جعلهما يبحثان عن تهدئة ما أو اتفاق طريل الأجل. قد يقال الكثير من الكلام عن هذا الاتفاق، الذي يجري العمل حثيثا على إبرامه، «ثأرا» من المقاومة، أو انتقاصا مما حققته، جريا على عادة من فشلوا في تحقيق أي نتائج حقيقية على الأرض، إبان مواجهتهم للعدو، وقد يكون فيما بعض ما يقوله آخرون، لديهم حرص حقيقي على المقاومة، شيء من الوجاهة، لكنهم لا يمتلكون أي خيار آخر لإنقاذ غزة من الكارثة التي تعيشها، خاصة في ظل تآمر الجميع عليها، ناهيك عن تخليهم عنها، وتركها تواجه عدوا شرسا وحيدة، بلا أي معين، لهذا يصبح «الهروب» إلى تهدئة طويلة المدى مشروعا بل مطلبا ملحا، بعد كل ما عانته وتعانيه، ومن يطالع ما بدأ يتبلور من خطوط أولى لهذه التهدئة، سيعترف أن فيه مصلحة حقيقية لغزة ولأهلها، خاصة وانه يتضمن بعضا من المطالب التي كانت جزءا من مطالب المقاومة، ومنها الميناء، ورفع الحصار بالكامل، وفتح المعابر وتسهيل حركة المسافرين، والبدء بعملية الإعمار بشكل جدي، ولم يكن لإسرائيل أن تعقد اتفاقا مع حركة تعتبرها إرهابية، وسعت لتدميرها، يتضمن تحقيق بعضا من أهم مطالبها، لو لم تفعل المقاومة فعلها، بالقدر الذي سمحت فيه القدرات العسكرية المحدودة لها، وخذلان المحيط لها، وتآمره عليها. التهدئة لم تتم بعد، وممكن انهيار كل «مفاوضاتها» في لحظة ما، ولكنها إن تمت، فهي شكل من أشكال الانتصار المتواضع للمقاومة، اعترف الخصوم أم لم يعترفوا.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :