facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعليم العقل اولاً .. والعلم ثانياً!


المهندس هاشم نايل المجالي
22-08-2015 01:40 PM

مرحلة الدراسة هي المرحلة التي مر بها كل شخص واسهمت بشكل كبير في تكوين وعيه وادراكه لشخصيته ومرحلة الدراسة تمتد منذ الطفولة وحتى الشباب والتي قد لا تنتهي مع بعض الأشخاص الذين احبوا العلم والدراسة فيستمرون في التحصيل والدراسة حتى سن متأخر والمدرسة هي المؤسسة التقليدية الوحيدة التي انشأها المجتمع لتنوب عنه في تربية وتثقيف ابنائه ولا توجد مؤسسة اجتماعية اخرى تقوم بهذا الدور الاّ اذا استثنينا دور الأسرة في التربية.

لقد كان لحكماء العرب ان يدركوا بعمق اهمية الظرف المتغير في التأثير على طبيعة الناس ويكمن ذلك في الحكمة العربية التي تؤكد على الظرف والتغير (دربوا اولادكم على غير اخلاقكم فانهم ولدوا لعصر غير عصركم ولزمان غير زمانكم).

فهناك وتيرة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية ومدى حدتها وابعادها ومخاطرها وتأثيرها والتي تؤدي الى تغيرات في بنية التصورات والمفاهيم وطرق التكيف وهذا بدوره ينعكس على المسألة التربوية ويطرح ضرورة البحث عن مفاهيم جديدة وطرق واساليب جديدة قادرة على احتواء هذه التغيرات وتمكين الطلاب من اشكال جديدة للتكيف مع طبيعة العصر المتغير بوتائر سريعة وينعكس على انماط السلوك والافكار فهناك ثلاث محاور رئيسية بالعملية التربوية اولهم المربون وهذا يعني جملة القائمين على العملية التربوية اباء وامهات ومعلمين . والمحور الثاني هو المتربون ويمثلون الطلاب الذين بحاجة لمساعدة من اجل نموهم وتكيفهم والمحور الثالث هو الوسط ونعني به العمليات التي تتم بين المربي والمتربي فالوسط هو الاطار الذي يحتوي ايضاً كل ما يمكن مشاهدته ولمسه تحت بصر الطلاب في الشارع ووسائل الاعلام وفي المدرسة وغيرها.

فالعملية التربوية هي لقاء تفاعل بين هذه العناصر الثلاثة والتي تحتاج الى وسائل وطرق حديثة وفقاً لتصورات تنسجم بينهما وفقاً لمنهج تربوي ذو بعد وتأثير ايجابي لكي تكون التربية من اجل طلابنا تربية لعصرهم بوعي شامل وثقافة تربوية حديثة دون مخاطر وانعكاسات سلبية ولا ان نقع في مطب الاشكاليات التربوية الحادة.

اذن لا بد من وجود نظريات تربوية تقود العملية التعليمية ويمكن تعريف النظرية التربوية بأنها نوع من التأمل والتفكير المنهجي المنظم الذي يبحث في واقع الحياة التربوية ويقوم على تحليل المشكلات التربوية وتشخيصها وايجاد الحلول المناسبة لها ومن ثم يعمل على تطوير الفكر التربوي في صيانة نظرية جديدة تجعله اكثر قدرة على مواكبة الواقع التربوي وتوجيه هذا الواقع نحو اهداف مجتمعية وبعبارة اخرى يمكن القول ان النظريات التربوية هي مجموعة التصورات التي تبحث في قضايا التربية ومشكلاتها وتحدياتها بحثاً عن المسار نحو التطوير والتحديث اخذين بعين الاعتبار العلاقة بين التربية والمجتمع مع اهمية بناء الشخصية لدى الطالب كأساس للتغير التربوي حيث ان المتعلم نفسه سيعيد انتاج المعرفة بالعلاقة مع اهتماماته ورغباته اي ان الخبراء وفلاسفة التربية عندما يريدون ان ينظموا الرؤية الفلسفية حول نوع التربية التي يمكنها ان تحقق الازدهار والتكامل في الشخصية الانسانية لبناء تربية قادرة على تحقيق الغاية التربوية اي اننا امام نظرية تربوية تستند على المعطيات الواقعية ولبناء قيم اخلاقية فالبعد الاجتماعي له أولويته في بناء اي نظرية تربوية وهي في النهاية تجسيد لطابع الحياة الاجتماعية وهي في الوقت الذي تستمد فيه وجودها من نسغ الحياة الاجتماعية فانها تنتج وتعيد انتاج هذه الحياة الاجتماعية بصورة مستمرة من هنا يركز المربين والخبراء التربويين على اهمية اعداد الانسان للحياة الاجتماعية فالتربية معنية بالدرجة الاولى باعداد الطلاب وايجاد حلول للمشكلات التي تواجههم.

ان مجتمع الغد اما ان تصنعه المدرسة واما لا يكون واننا لا نستطيع تغير المجتمع الا اذا غيرنا الانسان فللتربية دور في التغير الاجتماعي والثقافي والسياسي وان لا تكون نظرياتنا مبنية على البناء الاجتماعي من اجل الهيمنة اي ان لا تكون التربية اداة من ادوات السيطرة الاجتماعية في ظل وجود صراع طبقي ولكل طبقة اهداف والطبقة المسيطرة تستغل كل الطبقات ففي حين تمارس ممارسات اصلاحية تربوية قسرية على المدارس الاقل حظاً ولا تمارس اية ضوابط على المدارس للطبقات البرجوازية فهي في عالم آخر فهي تخضع الى معايير فنية محصنة . وهنا نحن امام تعليم بنكي الذي يتحول فيه الطلاب الدارسون الى بنوك تودع في اذهانهم المعلومات وتستعاد اثناء فترة الاختبارات بل يجب قيام تعليم حديث مبني على قيم المساواة والابداع والاختيارية لتحقيق نهضة تربوية مجتمعية بعدالة ومساواة.

والتربية السليمة لا تفيد الفرد فقط بل تفيد المجتمع بأكمله والتربية تكون بمعرفة الفرد ما هو الخير وتقديره له وهو المنطلق الاساسي لتكريس قيم الاصالة في المجتمع في اطار مشروع حضاري متكامل يعزز الولاء والانتماء اضافة لذلك ولقد حدد العلماء والمختصين في مجال التربية الاجتماعية مباديء خمساً سميت بديهيات او مسلمات او انها المرتكز في مجال عملية ضبط الفرد في قلب فئته المجتمعية وضبط الفئة في قلب الجماعة وضبط الجماعة في قلب الوطن انها الحقوق الخمسة حق النفس وحق العقل وحق الدين وحق العرض وحق المال والمجتمع هو مجال ممارستها حيث لا يمكن تصور هذه الحقوق الا في اطار الجماعة هكذا كانت التربية في المساجد والمدارس والمنازل همها التنشئة على الفهم الجماعي لهذه الحقوق اي تعليم العقل اولاً والعلم ثانياً ان الاجيال القادمة هم اجيال المستقبل لذلك يجب علينا الاعتناء بهم وتقديم جميع سبل المحافظة عليهم لكي نساهم في بناء جيل متطور ومتحضر لكي يساهموا في بناء الوطن ولا ننسى ان هناك معايير الجودة في البيئة المؤسسية للمدرسة ضمن الرؤية الحضارية والتي منها القيادة التربوية، والبيئة المدرسية وثقافة المدرسة والنشاطات المدرسية وعلاقة المدرسة بالمجتمع والتخطيط الاستراتيجي وتطوير العمليات التدريسية الصفية وتطوير البيئة التعليمية والتعلمية ومدى تحسين مستوى اداء الطلبة وتحصيلهم الدراسي وتطوير الانضباط السلوكي للطلبة والتعامل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم وارتباط هذه المعايير بالتقييم والمتابعة والمساءلة حتى نتمكن من ان نقدم ما علينا من واجبات اتجاه الطلبة وما عليهم ان يقدموه لتحسين المستوى التحصيلي والمعرفي.

hashemmajali_56@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :