facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المدارس الخاصة,مؤامرة أم تجارة


فرح العبداللات
27-08-2015 12:42 PM

أيام معدودة,و تبدأ المدارس و يستقبل الطلاب العام الدراسي الجديد بعد اجازة طويلة بشغف و حماس, لكن للأسف,سوف يبدأ هذا العام مثقلاً كاهله بالهموم و بالشكاوي المرتدة على أولياء الأمور و الأهالي بالنسبة لغلاء المدارس الخاصة في المملكة بشكل مبالغ به الى حد كبير, فما سمعت خلال الشهرين الماضيين الا عن خروج تكلفة التعليم فيها عن المنطق, لكن للأسف, النفخ في قربة مثقوبة لا يجدي نفعاً.
أصبحت المدارس الخاصه بلا رقيب أو حسيب ,قد قامت بإلغاء مديرية التعليم الخاص و استحداثها لإدارات خاصة من تعيينهم لبعضهم البعض, مملوكة من "حيتان البلد" الذين خلقوا مسافات شاسعة ما بينهم و بين ما يحصل بمدارسهم ,فقط كل ما عليهم هو بأن يقوموا بتشكيل طاقم اداري من "ابن عمي اللي مخلص توجيهي" و "ولاد صديق عمري" الذين لم يعلّموا انفسهم حرفاً و يجهلون كيفية القيام بالأمر من دون أستاذ خصوصي , و أهم عضو هو "أخت المرَة" التي لها قصة أخرى تماماً تحت بنود و توصيات حمراء لا نقاش فيها, وغيرهم الكثير من جاهلي أساليب التدريس أو التعامل مع طلاب غاضين النظر عن الفئة العمرية,لكن كل هذا الذي ذكرته لا يهم المواطن بقدر مكافئ لرسوم التسجيل العالية المستوى ,والتي أصبح شأنها شأن البورصة,يرتفع تدريجيا و بفارق ملحوظ في كل عام جديد, عدا عن ذلك رسوم مواصلات باص المدرسة والذي أصبح مرادفاً لأسهم الديزل في كل حالة ارتفاع أم هبوط لسعره,لكننا لم نر للديزل هبوطا هنا منذ زمن ؟بل نستمر برؤيته مُرتفعاً رويداً رويدا الى حين محاسبة تلك المدارس أضعافاً مضاعفة لكل تنكة استُهلكت, واضعين جانباً الزي المدرسي الذي تعدى ال 70 ديناراً و الكتب الغير مقررة من الوزارة كالانجليزي الاضافي و غيره,هذا كله في جال,والنشاطات المدرسية بجال آخر, فكيف هي كأم أو هو كأب يرى ولده الصغير و قد غمرته دموع الحزن و عيون التمني بأن يكن شبيهاً لزملائه بمشاركته في نشاطات و فعاليات المدرسة خلال الدوام السنوي ام في الاجازات الرسمية؟ وفي نهاية المطاف يأتي مواطن يعلق على انتقاد المدارس الخاصة و يرد قائلاُ ببساطة " اللي معهوش ما بلزموش" لكن عذراً أخينا ,أبنائنا هم أغلى ما نملك و لو في استطاعتنا لأنشأنا لهم مدارساً في القمر و ليس على الأرض, لكن هل ترى بأن المدارس الحكومية في المملكة و خصوصاُ في أيامنا هذه لائقة و جديرة بالتعليم؟ هل توفر الحد الاعلى من متطلبات التعليم مثلها كمثل الخاصة؟ هل وُجدت الأمانة و الاخلاص في التدريس و ايصال الرسالة الصحيحة للمنهج الحكومي كما هو؟المدارس الحكومة استحقت درجة الأقل حظاً هذا العام بسبب اهمال الحكومة و وزارة التربية لها و لمستواها و لنظافتها و لتوفير فيها جميع المعطيات المتواجدة حالها حال الخاصة منها, و أصبحت الأقل حظاً من قبل أولياء الأمور أنفسهم, فلم تعد لديهم تلك الثقة بهذا النوع من المدارس و الكادر التعليمي الحكومي,و جميع ما يقال حول "ولاد المدرسة الحكومة دايماً بكونوا الأوائل في المملكة و اللي حاطين راسهم بعقلهم" فهذا قول باطل تماماً , فعلامة و تقدير الطالب تُنجز بارادته و تصميمه و مستوى الفهم و الحفظ لديه و استيعابه للمناهج, ولن ننسى امتلاكه " جَلَد الدراسة" من عدمه , أما اكتسابه للغة الانجليزية هي تأسيس,ممارسة, متابعة ,هذا كل مافي الامر. فما الحل للوصول الى نقطة المساواة بين مستوى التعليم وتخريج فوج من أبناء هذا الوطن مثلما حلمنا يوماً,فقط أردنيون متساوون بتعليمنا و طموحاتنا البلا حدود, وليس ابن المدرسة الفلانية و بنت الاكاديمية الفلانية.
يجب على الحكومة و وزارة التربية و التعليم ايقاظ نفوسها النائمة والتي غفلت عن هذه القضية سنيناً طويلة لعدم استشعار ملاحظات و شكاوي من لهم أبناء في المدارس الخاصة, أين الرقابة عليها و المراجعة لشؤونها لا أدري, لكنني أقترح على أولياء الأمور ممن يعانون من ارتفاع قيمة الكتب شرائها من مراكز بيع الكتب المدرسية المتواجدة خارج نطاق تلك المدارس,فعلى الأقل يوفرون 50 دينارا ان لم يكن اكثر من ذلك على الكتاب الواحد فقط, انني اقترح بتفصيل الزي المدرسي عند مشاغل خياطة خاصة والتي تتميز بتدني سعرها بشكل ملحوظ مقارنة بالمدرسة, و ان استطاعوا توفير تكلفة المواصلات و المحاولة قدر الامكان بايصالهم بمركباتهم الخاصة بأنفسهم يكونوا قد استرشدوا في الأمر نوعا ما,, وانني لاطالب الحكومة بالنيابة عن جميع أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في عام 2015-2016 بأن يعيدوا النظر في اللجنات الادراية و في رقابتهم و معالجة الخلل الكبير الذي يكاد بأن يصبح هلاكاً لشعبه ,و وضع خططا منطقية سلسة و مُرضية للطرفين, بنفس الوقت عادلة للطالب و لحقوقه التعليمية,و اطالبهم بأن يتقوا الله في رسومهم و في الأسعار المبالغ بها قليلاً و التي بدورها قامت بتهييج سلبيات المواطن في وقت حرج جداً, فلم تعد المدارس الاردنية مثالاً تقتدي به الشعوب الاخرى , بل أصبحت للأسف مؤامرة حيتان ومشروع تأجير طلاب,فعسى للاصلاح من وجود ,وللضمائر من تجاوب .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :