facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنها أردنية أصيلة ! .. عبد الله سمارة الزعبي


mohammad
28-08-2015 04:05 PM

نعم !

أردنية أصيلة !

ما أن أنهت آخر أيام عملها الأسبوعي حتى عادت على عجل إلى منزلها..

قامت بمهاتفته..

أجابها وهو يعبث بصفحات الإنترنت عله يجد سهرة حمراء في ضجيج مطعم من فئة النجوم المتعددة..

سألته عما يفضله من طعام وحلوى، فأجابها بما تشتهي نفسه الجشعة، دون أن يلتفت لمدى ضنكها وكدها طيلة أيام الأسبوع المنصرمة..

لم يتغير عليها شيء، فهذه هي بلادته المعتادة !

شرعت في التحضير دون نقاش، فهي تعزي نفسها دائما بأنها شمعة تحترق لتضيء درب أسرتها..

ما أن أنهت إعداد الطعام بيديها المكللتين بالتعب، حتى قامت واغتسلت بماء معطر، وهيأت نفسها لليلة خميس "شرعية"..

أطعمت أبناءها الصغار جزءا مما أعدته، ومع حلول الظلام أنامتهم واحدا تلو الآخر..

روت لأحدهم قصة شريف أبى أن يترك زوجه بين أيدي قاطعي طريق فقاتلهم حتى انتصر عليهم..

وداعبت آخر على أنغام موشحة فيروز بأبيات عنترة التي تحكي وفاء العروبي الأصيل لمحبوبته:

ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ***مني وبيض الهند تقطر من دمي !

وأنامت أصغرهم في حضنها الحاني، على أهازيج شعبية..

والبليد لم يعد بعد !
أشعلت الشموع الحمراء، وجهزت المائدة وزينتها..

قامت بمهاتفته، فلم يجبها !

قالت في نفسها: لعله في طريق العودة..

مضت ساعة، ثم ساعة، وهي جالسة على شرفة منزلها تنتظر عودته لحظة بلحظة..

لكنه لم يعد..

انتصف الليل..

وغدت عيناها تتراقصان في محجريهما كما تتراقص أغصان زيتونة أثقلها الثمر في ليلة عاصفة !

حاولت جاهدة أن تقاوم فلم تفلح، أرخت ستائر شرفتها، ودخلت مخدعها دون أن تطعم شيئا حتى يعود شريكها فتؤنسه ويؤنسها..
وضعت رأسها على سريرها الطاهر، وأغمضت عيناها وقلبها مملوء بالوجع..
***
عند الرابعة فجرا..

دخل البليدُ المنزلَ ثملا، يتأرجح يمنة ويسرة، يهذي تارة، ويشتم أخرى..

قلب المائدة رأسا على عقب، لم يعبأ بمشاعر زوجته، ولم يأبه بها أكلت أم لم تأكل..!

أفاقت على صوت هذيانه وهو يدخل مخدعها، فسألته برقة أنثى مكلومة: لماذا تأخرت؟!

فانتفضت فيه الشخصية المهتزة، والقوة المنقوصة..

صفعها بقوة !

ثم صرخ متشنجا: "أنا الرجل هنا، أنا الحاكم هنا، أنا الآمر هنا" وألقى بنفسه ونعليه وريح فمه النتن على سريرها المعطر!

تنهدت تنهيدة ملؤها الوجع المخضب بالدم المتحدر على شفتيها..

ثم لعنت كل نبيذ أحمر !
***

المعذرة يا سادة:

فإن الأردنية الحرة هي الأم التي ضحت وتضحي دون أن تطلب مقابل ذلك شيئا من زوجها سوى لحظة سعيدة، ونظرة باسمة..

لم أحظَ بشرف الفوز بأردنية حرة حتى هذه اللحظة، فما زالت العزوبة هي المتسيدة لى سنوات عمري، ولكني عشت حياة أمي والجدات في الأرياف والبوادي، ولم تكن إحداهن يوما مغبونة في زوجها النشمي رغم قسوته الممزوجة بالحرص !

كانت إحداهن يكفيها من زوجها غيرته وشرفه ونخوته وشهامته على أن تحظى بزوج من أزواج "المسلسلات" أو "الأفلام" رغم شهرتهم ونجوميتهم آنذاك !

وقد كان زوجها ببساطته وأصالته إذا رأى صورة خليعة على صحيفة صفراء، يمزقها من فوره، ويستحيي من نفسه ومن ربه، ولا تجترئ عينه على التحديق بامرأة من غير محارمه، بل كان بعضهم يستحيي أن ينظر إلى كامل جسد زوجته التي أحلها الله له !

وكان ذلك الزوج لا يعرف النفاق ولا التخفي، ولم يكن لديه مواقع إلكترونية، ولا فضاء مفتوحا، يضع فيه تعليقات وهمية، أو ينشر فيه كلاما مقبوحا..

كان إذا قال كلمته، قالها رجلا لرجل، كيف لا !

ولسان حاله يقول:

لا ينزع الرأس إلا من يركبه***ولا ترد المنايا كثرة المالِ !
***

أما "الوظيفة الذكورية" فلزوجه فيها الحق كما له تماما !

فلم يكن أحدهم ليقض وطره في غير ما أحل الله له، ولم تكن عفة إحداهن وشرفها تسمح لها بذلك أيضا !

وكان الرجل والمرأة يتكاملان في هذه السنة الكونية وفق الأخلاق التي فطرا عليها، فلا يعرف أحدهما طريقا لليلة حمراء تهتك فيها أستار العفة والشرف..

تجد الحرة قد غاب عنها رجلها الليالي الطوال في سبيل جلب ما يعينهم على شظف العيش، فتستحيل هي رجلا آخر مكانه في البيت، تقوم على عياله، وتحفظه في نفسها وماله !

أما هو فيغدو في أرقى مراحل تبتله طيلة سفره، فلا يعاقر منكرا، ولا يقارف محرما، ويدخر ما يجنيه ليحيا حياة طيبة كريمة سعيدة مع زوجته وأطفاله حين عودته إليهم..

نعم..

إنها الطيبة الممزوجة بالشرف..
**
أيها السادة:

إن الكتابة والصحافة ليست بانتقاء الألفاظ المنمقة، ولا بالتراكيب المعسولة..

بل هي شرف يتنفسه ذو النبل والخلق، ثم يحيله مدادا يخط به قلمه الحر بما ستخط به صحيفته..

فمن كان مدافعا عن حق الشرفاء، لن يجد الإرتباك في نبضات قلبه، فضلا عن مخطوطات قلمه..

إنه يكتب ما يمليه عليه وجدانه، وما تستوجبه عليه غيرته، ولا يرتجي أجرا من عبد مثله..
فلا يأكل خبزه إلا من حقول الشرف والعفة والكرامة..
***
أيها الحاطب:

ليس أحد من أهلي يرتدي نقابا، ولست ممن يرى وجوبه !

لكن من أرادت أن تزيد شرفها حرصا، وعفتها طهرا، فذلك حقها، ولا يمكن لذي نخوة أن يسمح لأحد أن يغبنها فيه..

سأدعك الآن مع نبيذك وموسيقاك، وأنتقل إلى وردي وصلاتي، أو إلى زيارة عمة أو خالة، أو تحسس جار مهموم، أو صديق مكلوم، أو لعلها تكون "تعليلة" ريفية مع كأس من "الشاي" مع من ينبض قلبهم بالطهر والشرف..

twitter: @abdullah_samara





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :