facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخضرا .. وزير كعب عال * ثائر فرحات

28-08-2015 11:29 PM

منذ أقسم الخضرا اليمين، وكأنه أقسم على حرمان اليتيم كعكته، وهي مقاعد المدارس الاقل حظاً، وأوائل الألوية والمحافظات، وكأن "مصائب" التعليم العالي متوقفة على طالب من مدرسة "الباعج"، أو "أبو الزيغان" أو "الكفرين" أو "أم حماط" أو "الصفصافة"... وكثير من مدارسنا التي ربما لايستطيع الوزير "تهجئة" اسمائها، فكيف له أن يعلم بظروفها؟.

لذا إليك يا وزير الكعب العالي تفاصيل هذه المدارس:

أولاً: يشتهر معلمو هذه المدارس بتخصص "جميع ما ذكر"؛ فمعلم الرياضيات يدرّس العربي والفيزياء في أقل تقدير، ومعلّم التاريخ يدرّس كل المواد "من صف عاشر وانزل"، نتيجة عدم وجود معلمين فيه، وهكذا دواليك.

ثانياً: في المادة الواحدة، كل حصة يدرسها معلم "شكل"، لأنه لا يوجد "معلم" للمادة، والموضوع لا يتجاوز "تلهاية للولاد"، لذلك من لديه فراغ أو "يمون عليه"المدير يقوم بسد هذه الحصة، دون محتوى أو بناء أو رسالة... يا معالي الوزير ، كما أن هذه المدارس يكون فيها كل من الصف الثامن والتاسع والعاشر في غرفة صفية واحدة، يأخذون حصة واحدة، وهذا نظام فائق جداً.

ثالثاً: الحذاء، أو "الزربول" إذا كنت تعرفه، يتم استخدامه في كل أسرة على نظام "المداورة"، يعني كل يوم أو يومين يلبسه أحد أطفال الأسرة، واليوم الذي يليه يلبسه الأخ الآخر... وهكذا.

(لتقريب الفكرة أكثر لمعاليك) هذا نظام شبيه بدوران المدراء الفاسدين على المناصب، ويعتبر الحذاء جديد، اذا كان "مخيّطا" مرة أو مرتين، والتحدي ليس شراء حذاء جديد، بـ "دينار" بل خياطته لمرة أخرى.
وباقي الأيام يبلس الطفل حذاء "فاتح ثمّه"، أو "حفاية" "مهريّة"، وكل ذلك لا أعتقد أنك تعرفه أو يمكن أن تتصوره، لأنه الأطفال في طبقتك، أحذيتهم "أميغو" المضاءة، والتي ما زلت حتى اليوم أحلم بلبس واحد منها وأنا طالب جامعي.

رابعاً: طلبة التوجيهي، لايوجد في قاموسهم تخصص "العلمي" أو "الصناعي" إلا ما ندر، لأنه (30) قرشا "عالرايح والجاي" لكل مواصلة وكل يوم لا يقدروا عليها معاليك ، لأنه في ألوية ومناطق ومديريات لا يوجد فيها إلا مدرسة واحدة تدرّس علمي ،أو صناعي، وكل يوم بده "يطرق" مشوار محترم.

خامساً: المسافة التي يقطعها يومياً طفل يعمل على الطاقة الذاتية، للوصول إلى المدرسة، تعادل المسافة التي تقطعها سيارتك "المرسيدس" والمكيفة، للوصل إلى الجاهات والاجتماعات والولائم، إضافة إلى "مشاوير" خاصة، بين المولات أو الأصدقاء.

سادساً: ثلاث دنانير ونصف، رسوم العام الدراسي والتي يدفعا في الأعوام القريبة الماضية جلالة الملك المعظم عن الطلبة، كانت تمثل قبل ذلك تحدياَ وعبئاً على أسر تلك الألوية والمناطق، ونسبة التأخير والتأجيل فيها كبيرة جداً وتحرم الكثيرين من استلام الكتب المدرسية إلا بعد منتصف الفصل، هذا اذا كان هناك كتب في المدرسة أصلاً.

سابعاً: هل تعلم يا معالي الوزير، أن من يستلم كتابا مستخدما مرتين يعتبر محظوظا جداً، لأن غيره يقضي فصلا كاملا بدون كتاب، ومن الطبيعي أن يكون الكتاب مهترئاً، أو "ممسوح" الملامح ومستخدماً مرات متعددة، ناهيك عن عدم استلام الشهادة إلا بتسليم كامل الكتب، وهذا يتفق تماماً على ما أعتقد "مع رسالة العلم وجودة التعليم ومعاييره العالمية" التي قتلتنا تنظير فيها.

ثامناً: أكبر ثروة يحلم بها الطالب ويعيش فيها أجمل أيام حياته وأكثرها بذخاً ورفاهاً، هي يوم استلام "أرباح المقصف"، والتي لا تتجاوز دنانير معدودة، يتقاسمها الطالب والمعلم والمدرسة، ولكن يا معالي الوزير، أرباح المقصف كلها، قد يصرفها طفل من أبناء طبقتك بيوم واحد، ويدرس على البرنامج الموازي الدولي وليس الموازي العادي.

تاسعاً: 90% من "ساندويشات" الطلاب "زيت وزعتر" والباقي، "حلاوة اوزبدة أو تطلي"، أو "قلّاية" "بيّاته"، وباقي الطلبة من دون أي "ساندويشة"، يعني لو تبحث في كل حقائب أو "مشدّات" الطلاب، لن تجد، "شرحة" مرتديلا واحدة، أو "ريحة" جبنة "كيري"، ما بدنا نحكي "نقتس" او "نوتيلّا"،وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي المزري الذي ترزح تحته عائلاتنا وأسرنا في تلك المناطق.

عاشراً: "الشلن والبريزة" هي العملة الرسمية في هذه المدارس، وهي متوسط المصروف، ولا ضير بالـ"شلن" إذا لم تحسده معاليك فهو يكفي الشرفاء، دون أن تسلط عليهم قراراتك، لتحرمهم الحلم، بمقعد في الجامعة، وحول إطلاق قراراتك الأخيرة والتي لا تراعي أدنى درجات العلمية أو المسؤلية فإنه ينطبق عليك المثل الشعبي الذي يقول الل ايده بالمية مش زي اللي ايده بالنار".

هذه المدارس والمناطق والظروف أن كنت تعاديها لأنك لاتعرفها... فالمرء عدو ما يجهل، ولسنا بحاجة رؤيتك هذه، وإن كنت تعاديها، لقناعاتك أو دوافع في نفسك، فإنك لا تسمو الى قرية غنية بطيبها وكرامتها وشهامة أهلها.

رغم "الطعّة" التي يحدثها "كعبك العالي"، إلا إنها لن تبقى وسرعان ما ستتبدد، لكن الكعب قد "يكسر" صاحبه، قبل أن ترحل...ولا تخف سترحل،،، وقد يخلفك طالب من المناطق التي جعلها أمثالك "أقل حظاً بل أسوأ حظا"، وحينها أعدك بأنه سيلقي قراراتك دونه، لكنه سيستاء كلما رأى صورتك في قائمة من تولى منصب وزير التعليم العالي،.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :