facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وللشركات آلهة أيضا ..


30-08-2015 05:28 AM

عمون - آدم درويش - من فرط ما قرأت في مدح رئيس مجلس ادارة شرة الفوسفات عامر المجالي ظننت أن الشركة غير موجودة .

مثل سباق , تبارت أقلام هزيلة لصف كلمات ركيكة تزكم الأنوف من فرط المدح الزائد , في حكاية جديدة قديمة تقذف في وجهنا صباح كل يوم أولئك الذين تهمهم صورتهم الإعلامية أكثر مما تتحدث عنهم أعمالهم إن وجدت , في ملهاة تقصد أن تعمي العيون عن العيوب وعن مظاهر الإخفاق , فتعلق شركة قوامها 7 آلاف رجل بخيط رفيع في هيئة شخص لم تكن الشركة لو لم يكن .

هذه نسخ قديمة مهترئة , فليس زعماء عصور الإنقلابات السياسية والعسكرية في غابر الزمن العربي الرث هم آلهة الشعوب , الرازقون المنجزون العاملون الفاعلون , ففي عصر الشركات أيضا ثمة آلهة صغيرة , تظلم نفسها إذ تطلق العنان لمثل هذه المدائح المدفوعة وتظلم الأخرين إذ تسوق عليهم قدرات زائفة , تشبه خوارق الطبيعة كما في أفلام الفانتازيا الأميركية " آيرون مان" و" سوبرمان " و " كابتن أوف أميركا" و " جلرين كان " .

اقول بعد هذا التحشيد الإعلامي المدفوع مسبقا , ترى كيف تختصر مدن في رجل ومؤسسات في شخص وشركات في مدير وفي رئيس مجلس إدارة , أما آن لمثل هذا الإستخفاف السقيم أن يتوقف , رحمة بالعقول وخوفا على رجال من تضخم مراتبهم وظنونهم في أنفسهم ومراتبهم وقدراتهم هي أكثر من متواضعة .
,
ماذا بقي بعد هذه المصفوفات التي ملأت الفضاء الالكتروني بترتيب ظن أنه خبير في توزيع الأدوار والمواقيت بين معلقة وأخرى , ألا تجود قريحة هذا المعمل بأفكار جديدة يطلع بها علينا في مدح رئيسة وإن جاز لي أن أقترح , فما بقي هو أن تطبع شركة الفوسفات عبارة يتوسطها قلب حب على شريط مربع الشكل وبلون قرمزي أو تي شيرت أبيض ولا باس أن تتوسطه عبارة بلون أخضر وبعشرة آلاف نسخة , "أنا أحب عامر المجالي ", وتوزعه على موظفي شركة الفوسفات الأردنية وعائلاتهم صغيرا كان أم كبيرا وحتى المقمط بالسرير.

يستحق عامر المجالي الرئيس غير المتفرغ لشركة الفوسفات الأردنية أو إن شئت رئيس القوة التصويتية , كل الالقاب التي صرفت له على مدى أسبوع , وأنا والله لا اسخر ولا أتندر , بل أقول أنه يستحقها عن جدارة لو أنها فقط إقترنت فعلا بالإنجاز , ويا ليتها كانت كذلك , أما بالنسبة للإخفاقات فحدث عنها ولا حرج و وأول أحرفها , كانت ولا زالت علامات متواضعة عكستها موازنات محسنة , جلبت إدارة الشركة لتحسينها كل حقن هرمونات التسمين , لكن لا نفع ولا أثر , فالأرقام لا تخضع للتسمين , ولو كانت كذلك لاصبح الربح البالغ مليون دينار مليارا , من وحي هيمان السذج الذين سبحوا في خيال الأرباح المليارية للفوسفات في وقت كان فيه الضجيج عاليا ولا صوت حينذاك يعلو فوق صوت المزاودين .

الألقاب الجديدة كما صرفها مداحون إزدحمت بأقلام لأصحابها أو لكاتبيها أو لنكرات , تنوعت بين شخصية الأسبوع , القادر على احتضان خارطة الوطن ، المجرب في حقل الصناعة والاستثمار والاقتصاد ، الملم بماهية شركة مناجم الفوسفات في الوجدان الشعبي الأردني ، القريب من المواطنين وتلمس همومهم ، والعارف بحجم الدور الكبير , المميز في تنمية الوطن تنمية مستدامة قل نظيرها ,الشخصية التي ابهرت الاداريين بنجاحها , الشخص المتواضع المحبوب , لا يختلف عليه اثنان , الشخصية المميزة والمشبع بالعطاء والانتماء , المحب لوطنه , يشهد له بذلك القاصي والداني .ابن الجنوب المتألق بعطائه دائما ، القادرعلى احتضان خارطة الوطن, حكمته ودهائه وخبرته الكبيرة في حقل الصناعة والاستثمار والاقتصاد, شخصية قريبة من المواطنين ويلتمس همومهم .

مهلا هذه أوصاف قد إجتمعت في رجل واحد , ماذا بقي إذا على إجماع الأمة , ليدخل شخص له كل هذه الصفات الهائلة في بورصة رؤوساء الوزراء , لن يحتاج مطبخ اقرار ثانية واحدة ليختار ولن يستغرقه الأمر ثانية واحدة من تفكير ليلقي بحمل المسؤولية على رجل فذ كهذا .

بالطبع هذه صورة نمطية , ألفناها وهي إجابة عن سؤال صناعة الإعلام الكرتوني لنجوم لكن من غير بريق , هل هذا ما تفعله العطايا ؟.

والحقيقة كما أن من بعثر كلمات المديح في مقالات عبقت الأثير لم يبخل في إنتقاء أجودها وعلى ركاكتها الفظة والمفضوحة فإن إدارة الفوسفات بقيادتها كاملة الأوصاف وننقل هنا بأمانة عن المقالات ذاتها , لم تبخل عليهم ومن منطلق حرصها على القيام بواجباتها تجاه المسؤولية الإجتماعية , فتلك الأقلام تجري على أرزاقها ومسؤولياتها في إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج .. أليس كذلك .

بالطبع مصروفات المسؤولية الإجتماعية تجاه الأقلام التي أوفت بوعدها ثقيلة وتستوجب غطاء مؤسسيا وحتى لو كان بأثر رجعي المهم أن يندرج في نهاية المطاف تحت بند الدعاية والإعلام والمسؤولية المجتمعية في الموازنة وعلى مجلس الإدارة أن يقرها باعتبار أنها وقعت لا محالة وتغطيتها واجب , وإلا لصنف بأنه من أعداء الأقلام الحرة والنزيهة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :